المغاربة في معركة استباقية للظفر باللاعب توفيقي

شنت الصحافة المغربية في الأيام القليلة الماضية حملة استباقية لأجل دفع الاتحاد المغربي لأجل إقناع اللاعب الفرنسي عز الدين توفيقي للانضمام للمنتخب المغربي في أقرب الآجال قبل أن تلتفت إليه الأنظار، بعد أن أمضى هذا اللاعب المغربي الأب والجزائري الأم لأول عقد احترافي له بألوان النادي الباريسي الكبير باريس سان جيرمان.

وبلغ هذا اللاعب الموهوب من العمر 20 سنة، منذ أفريل الماضي، وهو ينشط في خط الوسط ويلعب بالقدمين اليمنى واليسرى، وتكمن قوته في تسديداته المصوبة بإتقان وروعة مخالفاته، إضافة إلى نظرته الجيدة لأرضية الملعب وتمريراته الدقيقة التي جعلت بعض المحللين يطلق عليه اسم ميشال بلاتيني، ويقارن بينه وبين زين الدين زيدان البعض الآخر.

المغاربة غير متخوفين من خطف الجزائريين للاعب لأن والدته جزائرية وقد تفعلها كما فعلت مع بن ناصر، وإنما أكثر من الجانب الفرنسي الذي يقوم في العادة بغربلة المواهب ومن وجده يليق بـ”الديكة” أحاطه بالرعاية وبأشياء أخرى، حتى يتأكد من فرنسيته الرياضية، كما حدث مع لاعب مارسيليا حاليا، عادل رامي المغربي الأب والأم والذي اختار منذ أن كان لاعبا في الأواسط، المنتخب الفرنسي وأعلنها صراحة بأنه لن يلعب لأي منتخب غير فرنسا حتى ولو تم تهميشه، كما ضيعت المغرب عددا كبيرا من اللاعبين في دول أخرى مثل بلجيكا التي ضمت فلايني وناصر الشاذلي.

ومازال الإعلام المغربي منذ نهاية بطولة أمم إفريقيا في مصر، كلما ذكر المنتخب الجزائري إلا وأطلق عليه لقب رفقاء المتألق إسماعيل بن ناصر المغربي الأب والذي اختار الألوان الجزائرية لأن المغرب – حسب ذات الصحافة -، لم تبذل أي جهد لضم هذا اللاعب الذي طار إلى أرسنال ولعب بعد ذلك في إيطاليا، ولكن رئيس الاتحاد الجزائري السابق محمد روراوة أقنع اللاعب بالانضمام إلى الخضر وكان فعلا ضمن بعثة المنتخب الجزائري الذي شاركت في بطولة أمم إفريقيا في الغابون في شتاء 2017 من دون أن يشارك.

عمّ اللاعب إسماعيل بن ناصر وهو مواطن مغربي، قال بأن ابن أخيه كان ينتظر دعوة من أسود الأطلس ولكنهم طلبوا منه اللعب للفريق الأولمبي فرفض جملة وتفصيلا، وبمجرد أن وصلته الدعوة الجزائرية حتى مال لأمه، وبدعم من رياض محرز الذي كان حينها النجم الأول في الدوري الإنجليزي الذي كان ينشط فيه بن ناصر مع رديف أرسنال، وهذا حسب عم اللاعب بن ناصر، الذي قام بعد فوز الخضر في نصف نهائي “الكان” أمام نيجيريا وتأهلها للمباراة النهائية بدعوة أمه ووالده وأعمامه المغاربة لحضور المقابلة أمام السنغال وحضروا جميعا وشجعوا الفتى الجزائري الذي تزيّن أمام أنظارهم في حفل الاختتام بجائزة أحسن لاعب في البطولة الإفريقية، وهو ما جعله يشعر بالافتخار لانتمائه للخضر وحمله لقميص المنتخب الجزائري خاصة بعد الاستقبال الأسطوري في الجزائر الذي جعله يشعر وكأنه يعش حلما كبيرا.

الصحافة المغربية ذكّرت بأصول والدة رياض محرز المغربية، وأيضا بزوجة والد كريم مطمور المغربية، وحمّلت الاتحاد المغربي فشله في خطف إسماعيل بن ناصر الذي يسير بثبات للنجومية عبر بوابة الميلان.

مازال عزالدين توفيقي في بداية الطريق، والمغاربة ارتكبوا خطأ جسيما عندما حاولوا استنساخ تجربة الرئيس السابق للاتحاد الجزائري محمد روراوة الذي كان يبحث عن نجوم المدارس الفرنسية، لأن المغرب مليئة بالمواهب الكروية، وحتى الجزائر لم تفز باللقب القاري إلا بعد أن ضمت تشكيلتها الأساسية نصف اللاعبين من المتكونين في الجزائر وهم عطال وبن سبعيني وبلعمري وبلايلي وبونجاح، بينما قام رونار بمساعدة الاتحاد المغربي بدفن كل المواهب المغربية الناشطة في المملكة المغربية وراحوا يبحثون عن كل لاعب من أصول مغربية يلعب في الدوريات الأوروبية خاصة في هولندا وفرنسا وبلجيكا.

فقد المنتخب المغربي الكثير من بريقه منذ أن صار يبحث عن المدرب غير المغربي ولاعبين من دون المدارس المغربية، وما قام به نجم أجاكس حكيم زياش من إخفاق كامل في الأداء وفي الفعالية، في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة جعل بعض المغاربة يطالبون بالعودة إلى الدوري المغربي القوي الذي يضم عددا من النجوم الذين تتوفر لهم الإمكانيات وخاصة الملاعب الجميلة الموجودة في كل المدن المغربية وجميعها من العشب الطبيعي، كما أن الإطار الفني المغربي مشهود له بالكفاءة.
ب.ع