-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المخرجة الشابة ياسمين شويخ للشروق العربي:

المقبرة هي أصدق مكان للحب

صالح عزوز
  • 1911
  • 2
المقبرة هي أصدق مكان للحب
ح.م

أنثى، ارتوت من شلال الفن السابع، تخطو خطوات سريعة نحو التألق والنجاح، اقتحمت عالم التمثيل في سن مبكر وكشفت على علو سقف طموحها، غير أنها اختارت مجالا آخر وهو فن الإخراج الذي أسست لأول نجاح فيه في فيلمها الأخير “إلى آخر الزمن”، كانت لنا معها هذه الجلسة والتطرق إلى الكثير من التفاصيل في هذا الحوار.

لماذا اخترت الإخراج على إكمال مسيرة التمثيل؟

لكل شخص ميل إلى شيء ما، أنا لم أفكر إكمال مسيرة التمثيل لهذا لم اختر هذا المجال، لكن هذا لا يعني أنني لا أتقن هذا الفن، ولو فكرت لجعل هذا الاختيار الهدف الأول في مشواري، أكيد أوفر له كل الإمكانيات من أجل النجاح، كما أنني اخترت الكتابة وهذا مجال آخر كذلك، وأرى أن التمثيل فن يتطلب الكثير من الجهد والإتقان والحضور الذهني والنفسي كذلك.

ربما كنت تودين حمل مشعل الوالدين في هذا المجال؟

صحيح، أن والدي ممثل ومخرج، والوالدة كذلك هي مركبة ومخرجة، نعم، ممكن كوني كبرت في هذا المحيط ساعدني على خوض تجربة الإخراج، لكن في الأخير كنت جد مقتنعة بهذا الاختيار، بغض النظر عن مشوار الوالدين والمحيط الذي ترعرعت فيه.

لماذا علم النفس بالذات في مشوارك الدراسي قبل المرور إلى عالم الإخراج؟

في الواقع، قبل الذهاب في اختصاص علم النفس، كنت أود دراسة السينما، لكن في تلك الفترة أي نهاية التسعينات وبداية الألفين، لم تكن هناك معاهد لهذا الفن في الجزائر، خاصة في ظل الظروف التي كانت تمر بها بلادنا، كما لا يمكن أن أسافر خارج الوطن، كوني البنت البكر للعائلة وكنت أبلغ حينها سن الثامنة عشر، ولتحقيق حلم الدراسة في معاهد خارج الوطن كان من شروط الالتحاق بها هو شهادة البكالوريا بالإضافة إلى سنتين في الجامعة، لذلك كان واجبا علي المرور من هنا.

ماذا أضاف لك هذا الاختصاص فيما بعد؟

كوني أميل إلى القصص الاجتماعية في الكتابة ساعدني كثيرا في تحليل الشخصيات والحياة الاجتماعية للأفراد، هذا باختصار.

في أي سن اكتشفت موهبة الكتابة، وما هو ميلك فيه ؟

بدأت الكتابة في سن الرابعة عشر، أميل كثيرا إلى القصص الاجتماعية المستوحاة من الواقع، أي أحب كثيرا الخوض في الحياة الاجتماعية والانسانية للأشخاص، في المقابل لم أكن مهتمة كثيرا بالكتابة في التاريخ، بل كنت ضعيفة في هذه المادة حتى في مقاعد الدراسة، وتقريبا كل أعمالي التي قدمتها إلى حد الساعة، هي من تأليفي الشخصي.

إذا تعتبرين نفسك كاتبة ومخرجة في نفس الوقت؟

نعم، أنا لا أعتبر نفسي مخرجة فحسب، لكن مخرجة ومؤلفة، أحب كلاهما ولا أفرق بينهما، اعتبرهما نفس المهنة بالرغم من أنهما في الواقع ليسا كذلك، فقد تجد ممن يميل للإخراج دون الكتابة والعكس، وليس من الضروري أن ينجح الشخص في كليهما، فقد ينجح في مجال دون آخر، أما أنا فاعتبرهما توأمين، حتى أنني عندما أكتب أستطيع أن أتصور الإخراج في ذهني.

بحكم أنك مخرجة، ما هي عوائق مهنة الإخراج عامة؟

أول عوائقه، أنك لا يمكنك أن تحقق التصور الذي تحمله في ذهنك وتجعله حقيقة في الواقع، لأن فيه من الوقائع التي تستطيع أن ترسمها في مخيلتك وتجدها ممكنة وعادية، لكن عند ترجمتها في الواقع، أي أثناء التمثيل تجد نفسك أمام المستحيل، وهنا تكون مرغما على إعادة الكتابة، لذا يجب عليك أن تتعامل دوما في هذا المجال مع الجانب غير الحقيقي والحقيقي، كذلك من العوائق المعروفة عندنا، الجانب المادي واللوجستيكي.

ما هي عوائقه بالنسبة لأنثى “امرأة” مخرجة؟

مازالت لدينا مشكلة التواصل المباشر مع المرأة على أساس أنها مخرجة للعمل، ويكون التواصل معها عن طريق المساعد لها مثلا، أو مدير تصوير أو منتج حتى ولو كانت هي القائدة على البلاطو، كنت أحسها خاصة في بدايتي كمخرجة، وهي ليست مشكلة مطروحة على مستوى الإخراج فقط، بل في جميع الميادين حتى في السياقة، فلما تكون هي رفقة رجل، التواصل يكون معه وليس معها، وهي الأمور التي ألفتها وأعرفها جيدا وصارت لا تحرجني، حتى في الخارج تجد نفس المشكلة، ويحكمون على المرأة أنها تصلح للتمثيل فقط.

كيف أتقنت الحب على أسوار مقبرة في “إلى آخر الزمن”؟

هي المتناقضات التي نعيشها في حياتنا، في البداية لم أكن أفكر في الحديث عن الحب في مقبرة، بدأت الكتابة بطريقة تلقائية، والفكرة التي كنت أود طرحها هي قصة حياة في مقبرة فحسب، لكن كوني أعتبر الحب هو الشكل الملموس للحياة، بدأت في طرح السؤال هل من يعيش في مقبرة يجب عليه الحزن واليأس الدائم فقط؟ هي قصة حب قصة ولقاء وصداقة، مضمونها العودة إلى الحياة والانتعاش من جديد.

لماذا المقبرة؟

أنا أعتبرها أصدق مكان للحب، لأن الحب الذي يكون بين اثنين على قيد الحياة، مهما كانت العلاقة التي تربطهما فهي علاقة منفعة وفائدة، لكن من مات ومازلنا نحبه بتلك الدرجة ونذهب إليه، هو الحب الأبدي الحقيقي، إلى آخر الزمان.

ما هي النقطة المشتركة التي تجمع أعمالك؟

الانسان ومكانه في المجتمع والبحث على هذه المكانة، هي المعركة الداخلية التي تكون داخل الإنسان من أجل الاندماج داخل المجتمع ككل، وهو ما يهمني من القصص التي أميل إليها.

ماذا عن نقص قاعات السينما في الجزائر وتأثيرها على السينما في رأيكم؟

قاعدة سهلة، المنتج الأول للسينما هو الجمهور، لأن لما يكون هناك جمهور أكيد تكون لدينا ميزانية وهي مهمة في السينما، نصف منها يذهب للقاعة والموظفين، والنصف الآخر يذهب إلى صندوق الدعم للسينما الوطنية، كما أن الجمهور اليوم صار يحدد اختيارات المخرج في طرح أفكاره وترجمتها الى أفلام يريدها هذا المشاهد.

ماذا ينقصنا في هذا المجال في رأيك؟

ينقصنا القرار من أجل رسم طريق واضح في هذا الميدان، والغريب أنه كلما تحضر لإخراج فيلم، تظهر لك قوانين جديدة وبروتوكولات عديدة، يعني مازال البحث هناك على نمط معين، للأسف لم نصل إليه إلى حد الساعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الشيخ عقبة

    كانت المساجد وستبقى مادام حاملي لواء الإسلام من الدجلة و المشعوذين تجار الدين هم الموجهين للمدرسة والإعلام والثقافة ( هي المكان المفضل للعشق البدائي المؤسس على الجنس المحلل دينيا على حساب الوئام والتآلف والحب الحقيقى المؤسس على الفكر والوعي الإنساني )

  • الشيخ عقبة

    كانت المساجد وستبقى مادام حاملي لواء الإسلام من الدجلة و المشعوذين تجار الدين هم الموجهين للمدرسة والإعلام والتقافة .