-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المكتوب والجريمة!

جمال لعلامي
  • 711
  • 2
المكتوب والجريمة!
ح.م

ما حدث بتبسة، ثم قسنطينة، وقبلها بالعديد من الولايات، في العاصمة والوسط والشرق والغرب والجنوب، بالولايات الكبرى، والمداشر والقرى والبلديات المعزولة والمحظوظة، جرّاء الفيضانات، هي دون شك “كوارث طبيعية” وقضاء وقدر، والمكتوب طبعا على الجبين “ما ينحوه يدّين”!

لكن بلغة المصارحة والمكاشفة، أليس ما حدث ويحدث، هو كذلك بسبب العشوائية والتقاعس و”الجموفوتيست”، ونتيجة الإهمال واللامبالاة وعقلية “تخطي راسي”، وانتظار حصول الكارثة للبحث بعدها عن الحلول، أو دفن الموتى وإسعاف المصابين وإحصاء المنكوبين والمتضرّرين، والشروع بعدها بالتقسيط في تعويض الضحايا؟

مثلما يتحمّل بعض المواطنين “المزلوطين”، المسؤولية، بسبب اختيارهم الوديان لبناء “البرارك”، فإن المصالح الإدارية المعنية، وأجهزة الرقابة والجرد والتأشير، تتحمّل هي الأخرى الوزر، فمن يتحمل مسؤولية بناء أحياء سكنية بالمئات والآلاف فوق الوديان؟ ألم يبرع مقاولون عموميون وخواص في تشييد “بنايات الموت” في مناطق مهددة بالانجراف والفيضان؟

هل المواطن الغلبان والتعيس والبائس، هو المسؤول عن تسريح البالوعات عبر الشوارع والأحياء؟ هل المواطن هو المسؤول عن منع المواطن من بناء كوخه أو “فيلته” على ضفاف الوديان؟ هل المواطن هو المسؤول على توصيل كابلات الكهرباء وأنابيب الماء والغاز إلى القصدير الذي تحوّل خلال سنوات إلى مدن قائمة بذاتها تحصي آلاف السكان؟

التساهل وغضّ البصر وتداخل الصلاحيات واختلاط الوظائف، ورمي كلّ جهة المهمة للجهة الأخرى، ومسح الموس في الآخرين، والتراخي في تطبيق القانون، هي من بين الأسباب المباشرة في المآسي والكوارث التي تتسبّب اليوم في الهول والتراجيديا التي تضربنا للأسف هنا وهناك!

لا أحد يُمكنه مناقشة القضاء والقدر، أو الاعتراض على ما كتبه الله، وقد يكون الجميع مضطرا إلى ترديد “اللهم حوالينا لا علينا”.. “اللهم لا نسألك ردّ القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه”، لكن لا أحد مرغم على تغطية الشمس بالغربال، فما يحدث من مناكر على أيدي جزائريين، يضرون بأفعالهم جزائريين آخرين، أو حتى أنفسهم، يستدعي وقفة شجاعة مع النفس والضمير!

ألم يكشف زلزال بومرداس في 2003، أن هناك مقاولين غشاشين ومجرمين وقتلة، مثلما هناك مواطنين شيّدوا لأنفسهم بنايات الموت بتقليص كميات الخرسانة والإسمنت، من باب تقليص المصاريف، إلى أن زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت أثقالها، فقال هؤلاء ما لها؟

المشكلة، أخلاقية، أيضا، فإلى متى نظل نحصي أخطاءنا وخطايانا، ولجوء البعض إلى تبرير “الشروع في الجريمة”، بعد تزويقها بماكياج مخدوع، سرعان ما تنكشف الخديعة، وتنهار التمثيلية، وطبعا المثل الشعبي الشهير يقول: “ما يبقى في الواد عير حجارو”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ابن الجزائر

    تابع ,هده الأدارة الموروثة عنها ،مافعلته خلال حقبة الستقلال ادا كان هنا استقلال، لم تفعله فرنسا طيلة 132 سنة ؟ألم يقل ديقول ،الدي كون حكومته المؤقتة ضد ألمانيا بالجزائر،"أتركهم يحكمون أنفسهم وهل نتركهم بعيدين عن أعيوننا وقلوبنا ،طبعا لا سنساعدهم لأنهم يتكلمون لغتنا ويحملون ثقافتنا"فالجزائري المسؤل مند 1962 لا يحلم بالبقاء في الجزائر ولهدا فعل بها ما لم يفعله الأستعمار الأول ،مثل من يحارب فرنسا ولا يحارب لغتها ولا ثقافتها ومن لم تسمح له الحياة بها يموت على ترابها ويدفن بالجزائر ,أبتلينا باستعمار خبيث لا يشبه البيض بأفريقيا الجنوبية اليوم الجزائر تستورد من عندها و ووووو

  • ابن الجزائر

    يا سي جمال المشكل ليس عند المواطن البسيط اوالعادي ،هل فعلا عندنا مثقفون يستطيعون أن يخلقوا أمة سوية مع السياسين الدين كونتهم لنا فرنسا في الجزائر قبل مغادرتها وتركت لنا الجنسية الجزائرية التي أرادت أن تحرمنا منها طيلة القرن ؟المشكلة في اتفاقيات افيان وبرنامج 1962 با ستبدال Bernar با عمار ,فرنسا لم تتخيل أنها ستخرج من الجزائر ،أنظر كيف كانت تبني العمران ،شوارع واسعةوطويلة لا غلق للمنافد ولا اعوجاج فأعوانها في ادارتها القديمة تسلموا المهمة على تحطيم وتشويه الجزائر في العمران ولم تسلك منهم حتى الأرض الفلاحية واليوم يستثمرون في الجبال