-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفقراء والاثرياء وجها لوجه أمام أكوام "البالا"

المكسيك… مملكة الشيفون في الجزائر

ليلى مصلوب
  • 10311
  • 7
المكسيك… مملكة الشيفون في الجزائر
ح.م

بين أكوام الشيفون التي تنبعث منها رائحة “الموت” والكافور، تتلقف الأيدي قطع الملابس المتنوعة من الماركات العالمية، في أشهر أسواق “البالا” في الجزائر بمدينة القليعة، السوق الذي يطلق عليه اسم “المكسيك”، وجاءت هذه التسمية، نظرا للملابس الغريبة التي كانت تستورد قبل ثلاثين سنة تقريبا، فاقعة اللون، غريبة التصاميم، وتشبه الملابس التي كانت ترتديها نجمات المسلسلات المكسيكية أنذاك، وعلق الناس على هذه البضاعة بأنها قادمة من المكسيك فأخذ السوق هذه التسمية منذ عقدين من الزمن تقريبا.

أكوام، بل أطنان الملابس المستعملة لاتزال تصل إلى سوق القليعة رغم قانون حظر استيرادها، الناس متعلقون جدا بهذا النوع من الملابس إلى درجة انهم يرفضون شراء الملابس الجديدة تماما بسبب الشغف الكبير بالماركة والأصلي والحر، نجد الناس يقلبون الملابس بحثا عن العلامة ويفرحون بمجرد ان يجدوا “نايك ـ بوص، بوما، اتش ام .اديداس..” وغيرها من الماركات التي يفضلونها ألف مرة على جديد الصينيين من ملابس “البولستار والسانتيتيك” والتي يعتقد انها مصنوعة من بقايا الجرذان والنفايات الصناعية الخطيرة.

وصلنا إلى سوق المكسيك باكرا في حدود الثامنة صباحا في يوم غير عادي، يوم السبت موعد فتح “البالا”، وهي الفرصة للظفر بالملابس الراقية النظيفة والجديدة غير المستهلكة على حد قول الزبائن، ورغم الصباح الباكر، الا ان رواد السوق وزبائن الماركة كانوا حاضرين مع ساعات الفجر الأولى قادمين من العاصمة وحتى من الأحياء الراقية، وبينما كان الفقراء ينجذبون إلى الأسعار البسيطة، كان نوع من الزبائن ينقبون بروية عن الماركات والستيل والخامات من الملابس والأحذية الجميلة.

الكثير من الزبائن قصدوا المكسيك قبيل العيد قصد إيجاد كسوة تفرح الأطفال، فنجد امرأة تنسق بعض الملابس وتختار الألوان لتخرج في النهاية بطقم لأحد أبنائها، في نفس الوقت كانت تحسب تكلفة الكسوة وتقول “مليح، يعني تطلع لي بـ600 دينار”، وتواصل البحث بين أكوام “الشيفون” لتكمل كسوة باقي الأطفال.

وفيما يضطر هؤلاء البسطاء من الطبقة الاجتماعية البسيطة لكسوة العيد من “الشيفون”، نجد خبراء الماركات العالمية الشهيرة يبحثون على بعض القطع النادرة والتي لا يقل سعرها في المحلات العادية عن مليون سنتيم فما اكثر.

الماركات العالمية بسعر البطاطا والبصل

سوق القليعة الكبير مقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم للملابس الجديدة، وقسم للخضر والفواكه، وقسم للملابس المستعملة، وغير بعيد عن شاحنات البصل والبطاطا، نجد أكوام “الشيفون” تقلبها الأيادي الناعمة من نساء خبيرات الموضة، فقبل غلق السوق ورفع الطاولات وجمع بقايا السلع ينخفض السعر إلى الحضيض، فنجد حذاء قوتشي مستعمل، لكن في حالة جيدة بسعر 200 دينار، وقطع الملابس تصل إلى 100 دينار للتنورة او الفستان او القميص، وهي فرصة الجميع لاقتناء الملابس.

فبين أكوام “الشيفون” جمعت إحدى السيدات حوالي 4 احذية كلها ماركة عالمية مستعملة بـ800 دينار وعلقت مع صديقاتها بأن ما اشترته أقل سعرا من البصل والبطاطا.

ملابس الأطفال المطلوب رقم واحد في السوق

لاحظنا إنزالا بشريا من النساء والرجال يتزاحمون على طاولات بيع ملابس الأطفال، يتشاجرون بسبب خطف القطع من ايدي بعضهم البعض، فأحيبانا نجد كم القميص في يد شخص والكم الأخر يجذبه شخص من جهة أخرى، وفيما تراقب أعين الباعة حزمة “الشيفون” على مد البصر، تكون الأيادي الخفيفة قد سحبت بعض القطع ودستها في قفة المقتنيات… المهم ان كومة ملابس الأطفال هي الأكثر طلبا، فنجد سيدات حوامل يجهزن مواليدهن من “الشيفون” دون عقدة او خجل، لأنها من القطن الخالص ومن علامات تجارية عالمية مثل ألبسة الرضع والمواليد الجدد التي لا يزيد سعرها عن 100 دينار وتنزل مع قرب غلق السوق إلى 50 دينارا.

قال لنا أحد الباعة: ان الأيام التي تسبق المواسم مثل عيد الفطر والدخول المدرسي تفتتح السلع بأسعار مرتفعة نوعا ما، لكنها ليست كما تباع في المحلات التجارية، وسحب فستانا زهريا جميلا جديدا قائلا “هذا سعره 8000 دينار في المحل”، لأنه اصلي، فالبضائع كلها مستوردة من سويسرا، بريطانيا، هولندا، ألمانيا، أي مختلف الدول الأوروبية، تم شراؤها من تونس، ثم إدخالها عبر الحدود الشرقية إلى الجزائر، وقال ان دخل “الشيفون” قلّ مقارنة بالسنوات الماضية، لأن سعر “البالا” الجزافي بلغ 10 ملايين سنتيم، بينما كان في السابق لا يتعدى مليون سنتيم، كذلك يدفعون 250 دينار إيجار الطاولة الواحدة في السوق يوميا.  فالسوق تفتح أبوابها على مدار الأسبوع من الثامنة صباحا حتى منتصف النهار ماعدا الثلاثاء، يتوجهون لعرض بضاعتهم في السوق الأسبوعية بحجوط.

عرائس يجهزن أنفسهن بمفروشات مستعملة

في نهاية السوق، تمتد طاولات المفروشات والأغطية ومستلزمات المطبخ والحمام وقاعات الجلوس بقطع نادرة لا نراها سوى في الأفلام والمسلسلات التركية، من ستائر البلور والساتان ومناشف الحمامات ذات النوعية الرفيعة ومفروشات طاولة أنيقة الألوان والتصميم والوسائد، وحتى الملابس الداخلية وملابس النوم تقتنى من سوق المكسيك ولا يكلف الزبونة سوى غسلها وكيها لتعود جديدة وفاخرة، تقول احدى السيدات ان طقم السرير بـ1000 دينار من نوعية رفيعة أحسن وأفخر من طقم صيني مصنوع من بقايا البلاستيك والبولستار.

لاحظنا أيضا شغف السيدات ببعض القطع الجميلىة مثل حقائب الحمام والسفر واليد والحقائب الخاصة بالماكياج فيشترين عشرات القطع مقابل 1000 دينار فقط، إضافة إلى مستلزمات البحر مثل ملابس السباحة ومفروشات الشاطئ والقبعات و”ايشارب” وغيرها من المستلزمات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • hrire

    ها نتاءجكم يا اوبحى و نتاءج 1000مليار دولار حتى ارجع بالشعب الى الحقبة الاستعماري اين مان الشيفون مخصص للخماسة
    هذه نتاؤجكم انتم لمن صفر اصبحتك تملكون معامل بالدينار الرمزى و سمحتوا فى مبادءكم و اصبحتم تطالبون باوامر من صاحبالبورترى العملاق برجوع الحركى و الاقدام السود
    هذه هى اعمالكم لرجعت الكيلوا دجاج ب500 دينار و ما زلتوا تهظدوا الماس و تخوفهم ىجعتوا البلد ضحك عند الاصدقاء قبل الاعداء

  • سندريلا

    احيانا اشتري بعض الاشياء من الشيفون خاصة الاحذية ليس بسبب .ا الجودة ولكن لاجل البحث عن حذاء صغير
    لان المنتوج المحلي يبدا من 37 وانا البس اقل ولااجد ما يناسبني في حين هناك اجد حذاء جميل وصغير يناسبني كما انه يبقى لمدة طويلة اكثر من الجديد

  • SIFAX

    شعب بدون عزة نفس المهم ياكل ويلبس يالوكان من القمامة

  • تيجاني محمد

    و اذا كانت المكسيك هاربة عليك بسنوات ضوئية، فلماذا رجعت لتستثمر هنا في الجزائر؟!!

  • نسيم

    Viva Mexico
    كفى من الزوخ انتاعك يا زواخ، لو كنت فعلا تملك فيلة ما تجيش تحكي عليها هنا في الشروق. دائما الناس الزوالية مثلك يفرغوا وجع قلبهم بالكلام لأنهم عاجزين على الفعل.

  • Viva Mexico

    المكسيك تع وجهكم راني عايش فيها منذ التسعينات و نقوللكم أنها هاربة علينا بي سنوات ظوئية . أنا أيظا قبل مانروح و أنا في الطائرة أنذاك قلت واش راني رايح ندير لتم . كانت الفيزا ديلها ساهلة وكان الحل الوحيد للهجرة من الظلم و الميزيرية الكحلة لي كنت عايش فيها و لاكن الآن و الحمد لله بي فظل الله و المكسيك بنيت فيلا بي العاصمة أستأجرها بي 100 مليون كل سنة و إذا أرت بيعها تجيبلي على الأقل 5 ملايير شيئ لوكان قعدت في الجزائر أبدا نديرو

  • riadcirta@hotmail.com

    ومع ذلك يمكن القول ان سوق الشيفون تراج بشكل كبير كما ونوعا .... فقط الاسعارالتي وضعتيها اظن انه مبالغ فيها فهي زهيدة جدا ولا تمت للواقع بصلة .... انساي ال 200 دج تجيبلك حذاء ماركة اضربيها في عشرة وما تحصليش عليه سواء في اول ولا اخر السوق