الملاريا تقتل مواطنا بإليزي

كشفت مصادر موثوقة لـ”الشروق”، أن ولاية إيليزي شهدت حالة وفاة بسبب مرض حمى المستنقعات، أو الملاريا. ويتعلق الأمر بمواطن جزائري وهو (أ. س) عامل بالشركة الوطنية للهندسة المدنية بإن أمناس.

أصيب الضحية بالملاريا لدى زيارته دولة النيجر خلال الفترة السابقة، بحيث كان يعاني من الحمى ولم يتم اكتشاف المرض إلا بعد تفاقم حالته، بحيث تم نقله من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بإن أمناس، نحو عاصمة الولاية إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية ترقي وانتيميضي، ليفارق الحياة هناك الخميس الفارط، بسبب تفاقم حالته الصحية، وعدم الكشف المبكر عن هذا المرض. وبعدها بأيام تم اكتشاف حالة جديدة، ويتعلق الأمر برعية إفريقي من جنسية نيجيرية، وهو عامل بإحدى المزارع بضواحي مدينة إيليزي، حيث تنقل إلى المستشفى وهو يعاني الحمى، ليتبين بعد إجراء التحاليل أنه مصاب بحمى الملاريا، فيما يرقد حاليا بالمستشفى بعد التكفل بحالته الصحية، أما الحالة الثالثة فقد تم اكتشافها خلال حملة كشف لمصلحة الوقاية بمؤسسة الصحة الجوارية ابن سينا بإليزي.

وتضاف هذه الحالات إلى 13 حالة إصابة مؤكدة بهذا المرض بمدينة جانت، تعتبر مستوردة من دول إفريقية، لكون الدراسات أثبتت انعدام البعوض الذي يتسبب في نقل عدوى حمى الملاريا على مستوى ولاية إيليزي. وأمام هذه الحالة الوبائية، فإنه يستلزم حسب المختصين على السلطات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذا المرض، وذلك من خلال دراسة عاجلة على هذه الحالات، من طرف اللجنة الولائية لمكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوانات، كما يستلزم أمام هذا الأمر إجراء حملات كشف واسعة لعينات الدم للرعايا الأفارقة المنتشرين بكثرة على مستوى ولاية إيليزي، بالإضافة إلى الفحوص الطبية الإجبارية للرعايا الأفارقة، كما يعد إجراء حملات الرش بمادة الدلتا مترين (2.5%) ضروريا، خاصة على مستوى البؤر الوبائية لتفادي انتشار أي حشرة ناقلة للمرض، كل هذه الإجراءات وغيرها من شأنها تفادي حدوث انفلات في هذا الوباء، فيما يطمئن الأطباء بأن هذا المرض غير معد إلا بوجود البعوض الناقل، الذي أثبتت الدراسات انعدامه بالولاية.

وقد شرعت مصلحة الوقاية التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ابن سينا بإيليزي، في إجراء حملة أخذ عينات من دم الرعايا الأفارقة بالمدينة، وذلك من أجل الكشف عن احتمال وجود حالات إصابة بهذا المرض، إلا أنهم يواجهون مشكلة عزوف البعض منهم عن منح عينات الدم، وهو ما يتطلب إجراءات بتدخل عناصر الأمن لتفادي انتشار هذا المرض.

فيما يدعو طبيب الوقاية بالمؤسسة الصحية الدكتور ديب ياسين، جميع المتجهين نحو الدول الإفريقية إلى أخذ لقاح مضاد لهذا المرض، وهي أدوية متوفرة عبر كافة المؤسسات العمومية للصحة الجوارية، سواء بولاية إيليزي أم ولاية تمنراست.