-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أئمة يحذّرون من طغيان الماديات في تقاليد الزواج

“المهيبة” تفجر الفايسبوك وتضع المقبلين على الزواج في ورطة

الشروق أونلاين
  • 2781
  • 0
“المهيبة” تفجر الفايسبوك وتضع المقبلين على الزواج في ورطة
أرشي

أضحت منصات التواصل الاجتماعي، فضاءات للتفاخر والتباهي، بين الجزائريين، بالأكل والشرب واللباس والسفريات، وببعض التقاليد والعادات، وبالهدايا، وغيرها من مغريات الحياة..

“المهيبة” عادة تتمسك بها الكثير من العائلات الجزائرية، وهي تلك الهدية التي يقدمها الخطيب لزوجته في كل عيد فطر وأضحى، وهذا قبل أن يزفها إلى بيته، فغالبا ما تكون ألبسة مرفقة بطاقم أو خاتم من الذهب، حيث أدى غلاء المعيشة إلى التخلي عنها من طرف البعض في السنوات الأخيرة، لكن التباهي بها عبر “الفايسبوك” جعلها تعود وكأنها قانون اجتماعي قاس فرض قهرا على الشاب الجزائري المرتبط بالخطبة أو بالفاتحة بشابة وداهمه العيد قبل أن يزفها إلى البيت الزوجي!

جدل يثار سنويا في الجزائر، حول “المهيبة”، وازداد حدة مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي، وما صحبه من حمى” الزوخ والفوخ”، وطغيان الماديات والحياة المظهرية، وويل لكل شاب خطب أو قرأ فاتحته على فتاة ولم يزفها إلى بيته قبل حلول عيد فطر، خاصة في مناطق جزائرية لا تزال متمسكة بعادات الزواج إلى درجة تفضل أن يعزف أبناؤها عن الزواج ولا يتخلون عن هذه العادات، مثل عنابة وتلمسان وقسنطينة وولايات جنوبية.

صور التباهي عبر “الفايسبوك” لـ”المهيبة” المتمثلة في طاقم من الذهب، وألبسة فاخرة، وفساتين باهظة الثمن، وعطور لآخر الموضة، شكل ضغطا نفسيا واجتماعيا على بعض العرسان الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم تحت ضغط من الطرف الآخر المتمثل في الزوجة المستقبلية، إلى درجة اقتراض المال والتخلي عن أشياء أخرى ضرورية وشراء مهيبة تليق بـ”التفاخر” عبر الفايسبوك وحتى التويتر!

..المباهاة تفرض قانونا مجتمعيا جديدا

ودعا في السياق، بعض الأئمة إلى تجنب المباهاة بـ”المهيبة” عبر الفايسبوك، والاكتفاء بها كهدية رمزية تدخل في إطار عادات وتقاليد الجزائريين، ولخلق روح الزواج والمحاباة بين الزوجين وعائلتيهما.

وقال الشيخ جلول قسّوم، إمام مسجد القدس بحيدرة، إن التفاخر والتباهي بالأكل والشرب واللباس والهدايا عبر الفايسبوك، يفرض قانونا مجتمعيا جديدا وفق منطق الأشخاص الذين يملكون هذا الشيء، ويخلقون علاقة مادية تقضي تدريجيا على العواطف والعلاقات الإنسانية.

ونبذ ما يثار من مباهاة بـ”المهيبة” عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما جعل الحياة الزوجية لدى البعض تنحصر في الماديات فقط، حيث دعا المساجد إلى حث الشباب على ترك بعض التصرفات والعادات الجديدة التي ترهق كاهل الجزائريين الراغبين في الزواج، كالهدايا التي يقدمها العريس لخطيبته أو زوجته، أو ما يسمى بـ”المهيبة”، في المناسبات والأعياد.

وقال الشيخ قسوم إن بعض الجزائريات المقبلات على الزواج يخلقن نفورا داخليا لعرسانهن، من خلال الضغط عليهم بالماديات والشكليات، ويدفعنهم إلى حالة من الرياء والزيف المفروض حيث تتبخر المشاعر والمحبة وتصبح المادة مسيطرة على روح الزواج.

كما أن التباهي عبر الفايسبوك بـ “المهيبة” يؤلم الآخرين الذين لا يمكنهم تحقيق ذلك أو الحصول على “مهيبة” في مستوى المروّج لها على صفحات التواصل الاجتماعي.

المهيبة عادة جميلة إذا كانت هدية رمزية

في السياق، ترى شائعة جعفري، رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، أن المهيبة عادة جميلة يجب أن نحافظ عليها وهي تفتح مجال التعارف أكثر بين الخطيبين، وتمنح محبة خاصة وتخلق مشاعر قوية على حد قول الرسول: “تهادوا تحابوا”.

وقالت إن التباهي بـ”المهيبة” عبر الفايسبوك هو تفكير المرأة المقبلة على الزواج بـ”رأس طائش”، وهو تحضير مادي مسبق للحياة الزوجية، بعيدا عن الرمزية والمشاعر، محذرة من عواقب التعامل مع الطرف الآخر بتفكير المغريات والتمظهر المادي الذي قد يترك أثره مستقبلا على الحياة الأسرية في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!