النابغة علي شعيب يجيب عن أسئلة البكالوريا برجليه!

تمكن النابغة علي شعيب ابن مدينة الغاسول في البيّض، وبعد تضحيات وتحديات دامت 12 سنة من تحقيق أمنيته ووعده أمام معلمه وزملائه وبحضور “الشروق” في 2006 باجتياز امتحان البكالوريا، حيث كان يومها في بداية مشواره الدراسي في السنة الأولى ابتدائي، أمام حيرة والده وأقربائه في إمكانية تمدرسه أصلا بعد معاناة مريرة مع المرض والإعاقة قبل سن التمدرس.

كان التحدي يومها كيف لطفل معاق دون ذراعين أن يكتب ويتعلم، غير أن شعور الصغير وهو يرفع التحدي بقوله: “أتمنى أن أجتاز امتحان البكالوريا وأصبح طبيبا”؛ أحدث المفاجأة عند معلمه سعداوي الذي لازمه إلى غاية السنة الخامسة ابتدائي وبذل معه مجهودا جبارا في تعويض الكتابة برجليه وبطريقة بيداغوجية وتربوية ونفسية متألقة استطاع الصغير علي تعلم الكتابة باللغتين العربية والفرنسية بل أصبح يجيد التعامل مع الكمبيوتر والآلة الحاسبة والهاتف النقال ونجح في اجتياز امتحان نهاية التعليم الابتدائي بمعدل 8.40 من 10 وظل يلازمه حتى وهو في مرحلة التعليم المتوسط لينهي مشواره بالنجاح في امتحان شهادة التعليم المتوسط بمعدل 13.24 ومن ثم واصل مشواره بنجاح وطاولته المكيفة التي صممها له أحد اللحامين ببلدية الغاسول تلازمه في حله وترحاله بل وصل الأمر بمديرية التربية لولاية البيض أن هيأت له قاعة خاصة للامتحان لكونه يكتب برجليه ويختلف عن باقي زملائه، وهو اليوم يجتاز امتحان شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية بثانوية قنير ببلدية بريزينة التي تبعد بنحو 60 كلم عن مقر سكناه ويضطر إلى العودة مساء طيلة أيام الإجراء إلى منزله ببلدية الغاسول لكونه لا يستطيع قضاء حاجته خارج منزله العائلي. وبالرّغم من هذه الصعوبات إلا أنّه كله ثقة ويقين بالنجاح وبقدر تفاؤله ويقينه بالنجاح تزداد حيرة والده الفقير في مستقبل ابنه بعيدا عن العائلة.