-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سيواجهون أقوى أندية إفريقيا على الإطلاق

النصرية والسنافر والساورة أمام ساعة الحسم

الشروق أونلاين
  • 314
  • 0
النصرية والسنافر والساورة أمام ساعة الحسم
أرشيف

من غريب الصدف، أن الفرق الجزائرية الثلاثة المعنية بالمنافسة الإفريقية ستلعب مبارياتها الأخيرة أمام أقوى الفرق في القارة السمراء على الإطلاق، وإذا كان السنافر في مواجهة مازامبي يمتلكون كل الفرص للتأهل حتى في حالة الخسارة، فإن النصرية مجبرة على قهر ثاني أقوى فرق القارة من حيث التتويجات الزمالك المصري، وعلى الساورة الصمود في معاقل أكبر فريق والمسمى بنادي القرن في إفريقيا الأهلي المصري.

جلب الثلاثي الجزائري المشارك في منافستي الأندية في إفريقيا، تعاطف الجزائريين بشكل غير مسبوق، لأن الناس تعودوا على أندية أخرى تنافس قاريا، وتعاظم التعاطف عندما بلغ هذا الثلاثي بعد انسحاب اتحاد بلعباس بسبب مشاكله الداخلية والمالية، عندما تأهل الثلاثي باستحقاق إلى دور المجموعات، ثم انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي احتراما للثلاثي الجزائري، عندما قدّم جميعهم مستويات محترمة جدا في الجولات الخمس من دور المجموعات وهم جميعا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق التأهل، حيث يكفي التعادل خارج الديار للتأهل من الساورة والسنافر والفوز داخل الديار بالنسبة للنصرية، ولن يتحقق حلم الجزائريين كُرويا إلا إذا اتحد الجميع وتم توفير التحضير النفسي والبدني والتكتيكي والتركيز على لعب 90 دقيقة قد تكون الأهم في حياة كل لاعب، وللأسف شعرنا بأن كل فريق من هذا الثلاثي يبذل في جهد كبير لوحده رفقه لاعبيه وطاقمه الفني والإداري وجماهيره من دون أدنى مساعدة من السلطات العليا.

يواجه شباب قسنطينة في أقوى مباراة في تاريخ النادي فريق مازامبي الذي لا يقهر على أرضه، والسنافر الذين قهروا هذه القوة الإفريقية التي أعجزت كل أندية الجزائر من دون استثناء بثلاثية في قسنطينة، مجبرون على التأكيد على أن الفوز لم يكن صدفة، خاصة أن مازامبي وعد أنصاره بضرب السنافر بالثقيل كما فعل مع النادي الإفريقي الذي سقط هناك بالضربة القاضية بثمانية أهداف كاملة، ويلعب السنافر على تعادل لا يضمن لهم التأهل فقط وإنما المرتبة الأولى التي ستختصر لهم المسافة في الدور الربع النهائي وتجعلهم يطمحون لبلوغ الدور نصف النهائي، واحتلال السنافر للمركز الأول في فوج يضم ثلاثة أندية سبق لها الفوز بهذا التاج، يعني تنصيب أنفسهم كفريق محترم ومرشح للتتويج باللقب القاري الأغلى الذي يسمح لهم المشاركة في مونديال الأندية رفقة بطل القارة العجوز حامل لقب رابطة أبطال أوروبا.

وتلعب أيضا شبيبة الساورة في الإسكندرية أقوى مباراة في تاريخها أمام العملاق الأهلي، الذي قهر كل الأندية الجزائرية على مدار التاريخ من دون استثناء، وإذا تمكنت من كبح جماحه ومنعه من الفوز عليها فستكون قد حققت إنجازا كبيرا لها وللكرة الجزائرية، فلا يوجد أي فريق تأهل على حساب الأهلي إلا مولودية العاصمة في زمن بعيد في سنة 1976 عندما شارك الأهلي لأول مرة في المنافسة الإفريقية، ووفاق سطيف بضربات الترجيح، أما الفوز الصريح على الأهلي المصري فلم يحققه أي نادي في الجزائر، وخطفت شبيبة الساورة بفريقها التعاطف، حيث قدمت مباريات سلبت الألباب وسيكون محزنا جدا لو خرجت الساورة من دور المجموعات، ونخشى على مدربها الزاوي نقص الخبرة وسوء التعامل مع المباراة الحاسمة أمام الأهلي المدعم بأنصاره وربما بالتحكيم الإفريقي الذي يتعاطف مع كبار القارة في عاصمة الكاف.

وإذا كانت النصرية قد خيّبت فعلا في لقائها الأخير في أنغولا، فإن الذي تابع مشوار النصرية إفريقيا يدرك التحديات التي رفعتها في ملعب 5 جويلية وفازت بها وكيف حوّلت هزائم إلى انتصارات وكيف حوّلت من آخر دقيقة من المباراة إلى ملاحم كروية اعتمدت فيها على إرادة لاعبيها، الذي يبذلون كل جهدهم، وهم أشبه بالمحاربين أمام أنصارهم وعلى ميدانهم، وفي وجود الحارس مرباح، فإن النصرية مطالبة بهدف واحد والتعويل على الحارس الذي أنقذ النصرية من حوالي أربعة أهداف صريحة عندما واجهت الزمالك وانتزعت منه نقطة التعادل أمام أنصاره، المدرب مزيان إغيل مطالب بلعب مباراة العمر، وتحضير لاعبيه بالتركيز العالي حتى يحققوا انتصارا في أقوى مباراة تلعبها النصرية في تاريخها الطويل الذي أنجبت فيه نجوما صنعوا مجد الكرة الجزائرية ومنهم ماجر وقندوز ولكنهم لحد الآن لم يصنعوا مجد النصرية.

ما يحز في النفس هو أن رئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي لم يحضر أي مباراة لهذه الفرق الثلاثة ولا المدرب الوطني جمال بلماضي لأجل تشجيع اللاعبين على بذل جهد مضاعف، وسيكون رائعا وأشبه بالمعجزة لو حقق هذا الثلاثي التأهل للدور الربع النهائي الذي يضم 16 فريقا في المنافستين رابطة الأبطال والكونفدرالية، ومعنى وجود ثلاثي جزائري غير معروف في إفريقيا يعني قرابة ربع المتنافسين على كأسين كبريين في القارة السمراء.

ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!