-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رموز وتقاليد في طريقها للزوال

“النعناع” لجلب الخطاب و”الحبق” لدفع الشر والوسواس

صالح عزوز
  • 11447
  • 1
“النعناع” لجلب الخطاب و”الحبق” لدفع الشر والوسواس
ح.م

انتشرت في مجتمعنا منذ القديم عادات وتقاليد لها دلالات معينة، يعرفها الناظر إليها بمجرد رؤيتها عند شخص ما، وهي عبارة عن رموز توحي بأن الشخص يمر بحالة شخصية أو نفسية أو يعيش حالة اجتماعية معينة، يعبر عنها ببعض الأشياء من الطبيعة أو بأدوات أو رموز مصنوعة باليد، توارثتها الأجيال جيلا عن جيل، حتى وصلت إلى يومنا، زال بعضها مع مرور الوقت في حضرة عادات وتقاليد جديدة، إلا أن أثرها بقي راسخا في الأذهان حتى وإن استغنى عنها الكثيرون.

قمنا باستطلاع مع بعض الأشخاص المسنين عن بعض العادات والتقاليد التي انتشرت في زمانهم وما تحمله من دلالات، وأول ما وقعنا عليه هي حكاية “النعناعة” فوق الأذن عند الرجال فيما مضى، وهي معروفة عند الجيل الحالي، حتى وإن تخلى عنها الأفراد اليوم، اشتهر بها خاصة أهل الحي العتيق “القصبة” في العاصمة، ولم نكن ندري أنها تحمل أكثر من معنى عندهم. فالمعروف عند العامة أن من يضع هذه النبتة فوق أذنه هو شخص لديه بنات أو بنت وصلت إلى سن الزواج، يتخذ هذه النبتة كإيحاء منه أو دعوة مكنية لمن يريد إكمال نصف دينه، بأن فيه بنتا في بيت قريب من هنا، وهو أمر أقره عمي “رابح”، لكنه أضاف شيئا آخر مهما، وما ترمز إليه هذه العادة كذلك، حيث قال أن ليس كل من هب ودب يضع هذه النبتة فوق أذنه، فهي خاصة بكل رجل شريف وبأخلاق حميدة في حيه، ويلقى الاحترام والتقدير في المحيط الذي يعيش فيه، وكل من يضعها وهو ليس في مقام هذه الأخلاق الحميدة، سوف يتعرض للسخرية من طرف الأشخاص من حوله.

ومن بين العادات كذلك التي يتحدث عنها الكثير من الأشخاص ووقفنا عليها في هذا الاستطلاع، تتعلق بنبتة كذلك، ولها دلالة أخرى، وهو ما كان يتخذه بعض الأشخاص للإيحاء على أنهم يمرون بأوقات صعبة ومشاكل عديدة، ويرجون الخلاص منها، حيث كان يضع الواحد منهم نبتة طيبة الرائحة على أذنه وهي عشبة “الحبق”، فقد كان يلتمس بها في معتقدهم، دفع الضرر بها وإبعاد الشر عنهم أو لتجنب وساوس الشيطان.

بالإضافة إلى هذا، فقد انتشر كذلك معتقد بين الناس مازالت دلالته سارية إلى حد الساعة ويعرفه كثير من الناس، وهو أن كل بيت تجد الورود على شرفاته أو نوافذه، فتأكد آن  فيه بنتا أو بناتا، فقد اقترن هذا التجميل الخاص بالمنزل والظاهر للعيان بالجنس اللطيف دون غيره، فهي إشارة لا تختلف كثيرا على وضع “النعناعة” على الأذن من طرف الرجل، اختلفت فقط النبتة، والهدف واحد وهو وجود فتاة عذراء عند أهل هذه الدار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • حاير على بلادي

    هاذه كلها خرفات و بدع
    انا رجل واحب الورود و النبتات ازرعها في بيتي لانها جميلة ومنضر احلى من كل شئ
    علاهذيك اناس تتقدم للامام وحنا للوراء عيب عليكم
    انتم لا تؤمنون بي قدر الله هوا الخالق الرزاق توبو لله