-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

النواب والنوائب!

النواب والنوائب!

لأول مرة منذ أن تقلّدوا صفة نائب في المجلس الشعبي الوطني، صنع برلمانيو الجزائر الحدث عبر الثورة التي أعلنوها على رئيسهم السابق الذي وضعوه أو “وُضع لهم” وأعزوه، ثم قرروا أو “قرّر لهم” أن يزيحوه من القيادة ويعزروه، لأسباب لا يدريها الكثير من الثائرين، فما بالك ببقية الناس. وكما تحوّل بعض الوزراء ورؤساء الأحزاب إلى “نكت بشرية” و”فضائح صوتية” أساءت إلى صورة الجزائر، أجهز النواب على ما بقي من الصورة تمزيقا، وزادوا من النوائب التي طالت كل مناحي الحياة.
لن ندافع عن السيد سعيد بوحجة، فهو جزء مجهري من مصيبة البلاد، ولكن طريقة الانقلاب على “الرئيس” من خلال العجز عن تقديم الحجة واستعمال الأقفال والسلاسل لغلق الأبواب في وجه الرئيس الرافض للاستقالة، أكدت أننا فعلا بعيدون عن الديمقراطية والثقافة السياسية حتى لا نقول عن الإنسانية.
لا أدري إن كانت هناك نية مُبيّتة، وبرنامج خفيّ لأجل تشويه صورة الجزائر، من خلال منح الكلمة والفعل أيضا لبعض الرجالات الذين يُسيّرون الأزمات السياسية كما تسيّر “الزردات”، ولا أدري لماذا لا تتدخل السلطات العليا وتوقف هذه المهازل التي صارت مادة فكاهية جاهزة للكثير من المواقع المحلية والأجنبية، التي صارت تصنع الابتسامة مما يعلكه بعض رؤساء الأحزاب وبعض الوزراء وما يفعله الكثير من النواب.
تمنينا أن يصنع البرلمانيون الحدث من خلال الخوض في مشاكل البلاد التي لا تنتهي، فقد عصفت الرياح وبلغت الأمواج العاتية كل القلاع، ولم نسمع أبدا عن موقف مشرف من أي نائب يتقاضى مرتبا كبيرا لا تزلزله الأزمات المالية التي طالت عامة الناس، وتمنينا أن يحمل هؤلاء النواب السلاسل والأقفال ويغلقوا كل المديريات والمراكز التي لا تعمل، ولكنهم قرروا الإفطار، بعد صوم طويل، على عمل لا مجلس فيه ولا شعب ولا وطنية.
الذين تساءلوا دائما، عن الفائدة من وجود المجلس الشعبي الوطني، والذين طالبوا بحله نهائيا والذين وصفوه بصالون الحلاقة وغرفة النوم ودار العجزة، توفرت لهم الآن الأدلة القاطعة، ولن يجدوا من داخل المجلس من يعيب كلامهم، فما بالك من خارج المجلس، حيث بلغ الحزن والغضب بالناس درجة القنوط من أن ترسو هذه السفينة التائهة ذات يوم على أمل صار مثل السراب، والذين كانوا يطالبون بمقاطعة الانتخابات ويشككون في نسبة المشاركة التي تقدمها السلطات الجزائرية في كل اقتراع تشريعي، صار لهم ما يبرر مطالبهم، فمن غير المعقول أن يتمخض الجبل أموالا تصرفها الدولة على حملة انتخابية ويوم اقتراع، ليلد لنا هذا “الكائن” الغريب الذي عمل كل شيء إلا نيابة المجلس الشعبي الوطني.
مشكلة الجزائر أن السيئ يصارع السيئ من أجل الأمور السيئة، وأصعب ما في الحياة أن تجد نفسك مخيرا “بين الماء والنار”، “بين الطوفان والجحيم”!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد

    عن أي سلطات عليا نتحدث وهي المهزلة بذاتها؟ هل رأيتم عبر تاريخ البشرية قائدا لجماعة، قبيلة،عشيرة، أمة ، امبراطرية...، لا يتكلو ولا يتحرك ؟

  • جزائري

    إننا في إستعمار من نوع آخر إسمه - الرداءة والفساد - فلا بد من جيل أول نوفمبر جديد يقلع جذور الخائنين الفاسدين من الجذور .....-إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر-.

  • الطيب

    تخاف عندنا غير هاذو يا سي عبد الناصر الذين يحملون السلاسل و الكادنات ..!!