-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الهبل لصناعة الفشل!

جمال لعلامي
  • 1246
  • 4
الهبل لصناعة الفشل!
أرشيف

نفس المشاكل والقنابل و”الفضائح” التي بهدلت الدخول المدرسي الموسم الماضي، والذي قبله، والذي قبل الذي قبله، هي نفسها التي “مرمدت” الأساتذة والتلاميذ والأولياء عند بداية هذا الموسم، فلا الاكتظاظ انتهى ولا المطاعم فتحت أبوابها، ولا حافلات النقل تحرّكت، ولا الأقسام نـُظفت، ولا الشغور ملئ، ولا الكتب وُزعت، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم!

الجميع يعرف أن “الشاليهات” أنتجت جيلا جميلا من الإطارات، الذين درسوا تحت أسقفها في السبعينات والثمانينات، لكن هل يُعقل أن نعود إلى هذه “المدارس” المفبركة ونحن في الثامنة عشرة بعد الألفين؟ اللهمّ إلاّ إذا كانت وزارة التربية تحنّ إلى تلك المدرسة وذلك المستوى وهؤلاء الأساتذة والتلاميذ، وتلك المنظومة التربوية المدروسة والممنهجة، وتلك النتائج التي كانت على قلتها محترمة وذات جودة وكفاءة!

الإشكالية إذن ليست في “أين ندرس؟” ولكن في “كيف ندرس؟” و”ماذا ندرس؟” و”من يدرّس؟”، وهذه الأسئلة الثلاثة هي التي تاهت فيها وزارة التربية، بين الأمس واليوم، ولم تعد قادرة على فكّ طلاسمها، ولذلك، انتصر “جيل الواي واي” على منظومة مبنية على إصلاحات تعتمد تارة على العتبة، وتارة أخرى على الإنقاذ وتارة على استفتاء التلاميذ بشأن تاريخ البكالوريا!

مثلما لم يعد التلميذ قادرا على الفهم والاستيعاب، كذلك لم يعد الأستاذ قادرا على إقناع تلامذته وإيصال الدرس إليهم بتلك الطريقة “السهلة الممتنعة” التي أنتجت أجيالا واسعة من المتخرّجين، حتى وإن كانت الظروف مغايرة، إلاّ أن المدرسة وبعدها الجامعة، كانتا حاضنتين للمواهب والنوابغ!

المشاكل التقنية والبيداغوجية والإدارية لم ولن تنتهي دون شكّ، لكن هل حجم المشاكل التي تعصف بمدرستنا اليوم هي بنفس مستوى ومعيار المشاكل التي تعرفها المدرسة حاليا؟ ولماذا رغم كل المشاكل القديمة والسابقة كانت المدرسة محترمة بمعلمين كادوا أن يكونوا قولا وعملا رسلا، وتلاميذ لا يُمكن أبدا وبأيّ شكل من الأشكال مقارنتهم بتلاميذ اليوم؟

نعم، عندما كانت المنظومة قوية وهادفة، كان هناك أساتذة محترمون، لا يُمكن أبدا الخدش في مستواهم وقيمتهم الاجتماعية، رغم المشاكل التي كانت تمزقهم، وكانت كلمة “شيخ” التي ينادي بها الجميع المعلم، لها وزنها ومعناها، ولا داعي هنا لنذكّر بعضنا البعض، بالطريقة التي كان يفرّ بها التلميذ من معلمه بتغيير طريقه، عندما يراه قادما نحوه، تبجيلا واحتراما!

لا فائدة من “إصلاحات” تقوم بها وزارة التربية، ما لم تهدف إلى إصلاح العقول التي أفسدتها المادة و”النقابة” والدروس الخصوصية والتسيير الفلكلوري للملفات العالقة والحقيقية، وتعامل الإدارة مع الأساتذة كأعداء، وتعامل المعلمين مع التلاميذ كأرقام يجب إسقاطها في أوّل امتحان!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ابن الجزائر

    يا سي جمال نحن خريجي مدرسة الجزائر الثورة لا خريجي مدرسة الصورة ،فعلا كان للمدرسة تنظيم وهدف ، التنظيم والوطنيون و الثورة والهدف الأمة والوطن والتقدم والعلاء،أما اليوم التنظيم هو أن نحكمبابناء البلد المستقرين في الجزائر عملا وغير باقين فيها بعد العمل والهدف خدمة لفرنسا ولغتها وفقط,هل اصلاحات بن زاغو وميسوم صبيح أفلحت في تكوين الأمة والأجيال القادمة ،أبدا هي قدمت خدمة لفرنسا بجعلها اللغة الفرنسية بنفس الدرجة مع الرياضيات واللغة العربية ،لمادا التلميد في نهاية السنة الأبتدائية يمتحن في اللغة الفرنسية مع العربية والرياضيات ويهمل التاريخ والجغرافيا و و فرنسا تدفع لتعلم لغتها ونحن نعمل بالمجان

  • جزائري حر

    يا سي كاتب المقال وكأنك لا تعلم أن هدا هو برنامج الرئيس والنظام الحاكم من وزراء ومسؤوليين يطبقون في برنامج الرئيس. قال لهم الرئيس عليكم بالفساد والسرقة والنهب فهم يفسدون ويسرقون وينهبون إلى أن وصلنا أن أصبح اللصوص بعضهم البعض وهم يريدون غنشاء نقابة للدفاع عن مصلحتهم.

  • الطيب

    ليت مدرسة واحدة من مدارس السبعينيات تعود يومًا لنخبرها بما فعلته فينا مدارس الإصلاح .

  • ابن الجبل

    والله ياأخ جمال قد ذكرتني بسنوات السبعينات والثمانينات . فهل تعلم بأن معظم الكتب التي تدرس آنذاك من تأليف الأساتذة والمعلمين ؟ وهل تعلم بأن معظم الأساتذة لا يملكون لا البكالويا ولا حتى شهادة التعليم المتوسط ؟ وهل تعلم بأن الوسائل التعليمية كانت من تحضير المعلمين وبأموالهم الخاصة ؟ وهل تعلم بأن المعلمين يبقون في المدرسة حتى الخامسة مساء عوض الساعة الرابعة ليكملوا دروسهم ؟ كل هذا وذاك بالارادة الفولاذية وحب المهنة والرغبة في التفوق تحقق النجاح ، رغم الامكانيات المادية والظروف الطبيعيةالصعبة وبعد المسافات تحققت المعجزات وصار الاطار الجزائري مثالا يحتذى به في العالم الغربي .