-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الوجع والمكتوب

جمال لعلامي
  • 927
  • 1
الوجع والمكتوب

الهبّة التضامنية التي “فجّرت” الفايبسوك وتويتر ومختلف وسائط شبكات التواصل الاجتماعي، إثر مأساة تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك، ليست غريبة عن الجزائريين، فهم متعوّدون على مشاهد التضامن والتعاون والتآزر، كلما تعلق الأمر بتراجيديا، يصنعها “المكتوب” وقضاء الله وقدره.

الجزائريون ذرفوا أمس الدموع فرادى وجماعات، على فقدان أكثر من 250 ضحية، في سقوط مأساوي للطائرة الجزائرية، وقد اجتمع الجزائريون وتجمّعوا عبر “هاشتاغات” أبكت الكثيرين، لكنها وجّهت رسائل واضحة وأخرى مشفرة، إلى البعض من هؤلاء وأولئك ممّن يقصدون عدم فهم العقل الجزائري!

الضربة كانت موجعة، والقائمة كبيرة، والوجع مؤثر ومضاعف، لكن كلّ الألسنة كانت مؤمنة مردّدة في السرّ والجهر: “اللهمّ لا نسألك ردّ القضاء وإنما نسألك اللطف فيه”.. هي فاجعة صدمت الجزائريين، فكان “أربعاء أسود”، أيقظ العواطف والأحاسيس والقلوب النائمة، بالداخل والخارج.

رحم الله الضحايا، برحمته الواسعة، وأسكنهم فسيح جناته، وألهم ذويهم جميل الصبر والسلوان.. هي واحدة من الأدعية التي تكرّرت في كلّ مكان، وعبر كلّ الوسائل والوسائط، تعبيرا عن حزن عميق، لا يملؤه سوى الإيمان بقضاء الله وقدره، وهو ما ورد على ألسنة الجميع من المتألّمين والمتأثرين.

هي مأساة جمعت مرّة أخرى أفئدة الجزائريين وألسنتهم على كلمة واحدة، وأنستهم الهوامش والتفاصيل المملة، وجعلتهم يلتفون حول بعضهم البعض، ويذكرون شهداء الفاجعة بكلّ خير، ويتضرّعون، مسؤولين ومواطنين، إلى العليّ القدير، أن يرحمهم ويعوّض عائلاتهم وكلّ الجزائريين، ويُبعد عنهم كلّ أذى وبلية وألم.

الجزائريون يعرفون جيّدا كيف يكفكفون دموعهم، ويضمّدون جراحهم، فقد فوتوا ما يعرفه العدو قبل الصديق، ففي كلّ مأساة وكارثة وبلاء ومصيبة، كانوا يخرجون أقوى، منتصرين، متّحدين متوحّدين، متضامنين متعاونين.. لسان حالهم يردّد بلا تردّد: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

لا داعي لتقليب المواجع والتذكير بالآلام، فالجزائريون واجهوا مرارا وتكرارا الألم، وداووه بالاتكال على الله، وبالتضحية، والاستشهاد، والتماسك، والمواساة، وعدم الاستسلام للأحزان، ولعلّ تجارب سابقة ومصائب يتمنى الجميع أن لا تعود ولا تتكرّر، بإذن الله، علمتهم طول النفس، والمقاومة، والمداومة على وضع الأيدي في بعضها البعض، إلى غاية تجاوز المحنة، والعودة إلى الحياة الطبيعية، رغم آثار الامتحان.

اللهمّ ارحم شهداءنا جميعهم، واجعل هذا البلد آمنا، ولا تؤاخذنا إن أخطأنا أو نسينا.. وفرّج عنا همومنا وأبعد عنا كلّ ما يضرّنا، وهوّن علينا، وارحمنا فأنت خير الراحمين.. اللهم آمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ام انس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كثيراً ما نسمع في الدعاء: (اللهم لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه) ما صحة هذا?
    دعاء لا يجوز؛ وذلك لأن الدعاء يرد القضاء كما جاء في الحديث: ( لا يرد القدر إلا الدعاء )، وأيضاً: كأن هذا السائل يتحدى الله يقول: اقض ما شئت ولكن اللطف، والدعاء ينبغي للإنسان أن يجزم به وأن يقول: اللهم إني أسألك أن ترحمني، اللهم إني أعوذ بك أن تعذبني، وما أشبه ذلك، أما أن يقول: لاأسألك رد القضاء، فما الفائدة من الدعاء إذا كنت لا تسأله رد القضاء، الدعاء يرد القضاء، فقد يقضي الله القضاء ويجعل له سبباً يمنع .فاللهم ان هذا الدعاء لا يجوز

    ?