-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المبرّر الأكثر قبولا لدى بعض الرّجال

الوحمة على جسد المولود.. أسطورة تتحدّى العلم

أماني أريس
  • 5120
  • 3
الوحمة على جسد المولود.. أسطورة تتحدّى العلم
ح.م

الوحمة على جسد الوليد واحدة من الأساطير والأوهام التي مازالت رائجة في الأوساط الشعبية، إذ يعتقد الكثيرون أن الحامل إذا اشتهت شيئا ولم تتمكن من تناوله سيظهر بقعة بشكله ولونه على جسد مولودها.

ويرافق الحمل خلال أشهره الثلاث الأولى بعض الأعراض المزعجة للحامل؛ كالشعور بالغثيان وعسر الهضم والإرهاق، وتتغير عاداتها الغذائية والسلوكية، بما في ذلك اشتهاؤها أو مقتها الزائد لبعض المأكولات والروائح، ويعزو الأطباء هذه الأعراض إلى تغيرات فيسيولوجية هرمونية تطرأ على جسدها.  وهو ما يسمى بـ “الوحم”.

وعلى مدى فترة الوحم تعيش الحامل في حالة من الضغوطات والاضطرابات النفسية التي تفسر عصبيتها وكثرة مطالبها خصوصا ما تشتهيه من الأطعمة، وهو ما يزعج بعض الرجال، ويعتبرونه مجرّد دلال زائد، بينما يتقبله البعض الآخر بصدر رحب متفهمين عوارض فترة الوحم، وفي جميع الأحوال يبقى ظهور الوحمة على جسد المولود المبرّر الأكثر قبولا لدى بعض الرجال، مما يجعلهم ينصاعون لطلبات زوجاتهم دون جدال.

ومن واقع المؤمنين بأسطورة “الوحمة” تتعدد القصص وتتنوع بين الطرافة والغرابة، منها قصة السّيد عمّار القاطن بولاية غرداية، الذي سافر إلى تونس من أجل شراء البطيخ الأحمر لزوجته التي اشتهته بشدة في بداية حملها ويسترجع ذكرياته قائلا: “في أواخر التسعينات سافرت إلى تونس من اجل شراء البطيخ الأحمر لزوجتي التي اِشتهته لدرجة البكاء من شدة رغبتها في تناوله، وكانت تقول لي أنها تشعر بفمها جافا، ولا شيء تشتهيه بقدر ما تشتهي طعم البطيخ الطازج الحلو، وكان ذلك في أواخر الشتاء، فبحثت عنه في مدينتي، وكلفت أصدقائي وأقاربي بالبحث معي في مدن مجاورة، وعندما لم أتمكّن من العثور عليه، سافرت إلى تونس لتوفره هناك”. ويؤكّد السّيد عمار أنّه ما كان ليسافر إلى تونس للبحث عن البطّيخ لمجرد اشتهاء زوجته له، لولا خوفه من ظهور وحمة على جسد مولوده!

وتأخذ إحداهن بساعد ابنها كاشفة عن بقعة دائرية تميل إلى السواد، وتعتقد أنها وحمة تمثل حبة تين، لأنها اشتهت أكله في فترة وحمها وطلبت من زوجها شراءه لها في غير فصله، فبذل قصارى جهده ليجده، لكنه تأخّر إلى ما بعد انقضاء فترة الوحم، حينما أحضر له صديقه كيسا من التين المجمّد.

وعلى الرغم من معلوماتها حول الموضوع، وقراءتها بأن الوحمة لا علاقة لها باشتهاء الحامل لأكل شيء ما، تأبى مونيا رفع تهمة البخل عن أختها واللامبالاة عن زوجها، وتقول: “أختي البخيلة دسّت الكرز في الثلاجة، ولم تعطني منه ولو حبة رغم علمها بأنّني في فترة “الوحم”، وعندما طلبت من زوجي شراءه لي، لم يبحث عنه بجديّة، حتى ولدت ابنتي ببقعة حمراء بشكل حبة الكرز في كتفها.”

وإن كانت بعض الحوامل تشتهين المأكولات مثل الفواكه والخضار واللحم، فأخريات يتسايل لعابهنّ على أشياء لا تؤكل ومضرة بالجسم، على غرار الكاتبة “يمينة روباش” التي اشتهت أكل “الفيك” وهو مرهم دهني للعلاج،  ذو طعم حارّ ورائحة ذكية. وتروي الكاتبة قصتها مع الفيك تقول: “عندما حبلت بابنتي الوحيدة شعرت برغبة مجنونة في أكل الفيك، لم استطع مقاومة رغبتي في أكله، كنت أضع علبته في الثلاجة، وكلما تسعّرت رغبتي فيه أخذت منها ملعقة صغيرة، فانتفخ جسدي وتورّمت قدماي وكدت أموت أنا وجنيني”، أما السّيدة نورة التي كانت تنفر من زوجها المدخّن، كلّما أشعل سيجارته بالبيت فقد أصبحت في شهرها الأول من الحمل تترقب دخوله إلى البيت وتنتظر بفارغ الصبر متى يولع سيجارته لتجمع رمادها وتلعقه بمتعة كبيرة.

وبالعودة إلى الحديث عن “الوحمة” أو البقعة الملونة التي تظهر على أجساد المواليد، فهي عبارة عن تراكم للأوعية الدموية، أو نمو غير طبيعي للخلايا الصبغية، وقد عجزت جميع الدراسات العلمية التي أجريت بشأنها عن اكتشاف الأسباب التي تؤدي إلى ظهورها، إلا أن المؤكد في الموضوع هو خطأ التفسير الشعبي الذي يربط ظهورها على جلد الوليد بعدم تناول المرأة لشيء اشتهته في الأشهر الأولى من حملها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • وحم الدعوة...اخرج جيل مناهض للشيخ

    وانا ابحث عن سيرة ذائبة لاحمد عيساوي وجدت اهداء فرصة للكتابة في مجلة ولعل الامر يصل عن طريق الجرائد وهنا توقفت وعنوان المداخلة
    الى متى نصمت على هذا .....!؟
    دعونا يا اخواني نضع بند او مشروع وهمي نتوقع منه الكثير للانجاز اولا كانت مكانة المعهد قديما ملجأللحكماء والعارفين لغيض السلفيين براتب يكفي الايادي البيضاء او الخضراء للحفاظ على ديننا ودينكم فوجدت احسن دليل لاعطاء ادلة اختفاء ايتاذة عظماء في المعهد سيرة وانفتحت : دكتور لخضر شايب والدكتور احمد بن محمد ونفي بعض الاساتذة نحو الاماكن البعيدة فقلت يجب تهجين الدعوة بحافز جدي جمعية العلماء الذين لا نعرف اين هم بين قوسين مسلمين

  • sai ism

    هادي ليست أسطورة بل واقع ومجرب لدى العديد وانا واحد منهم عندي وحمة في جنبي الخلفي واخي في فخدو ههههه

  • سبحان الله

    لكن لا يحق لمختص في الاجتماعيات أو علم النفس أن يصدر قرارا في ميدان الجينات.
    فقط منذ أيام قرأت بحثا جديدا في استراليا عن عالم يكتشف أن حليب الأم الوحيد الذي ينقل الجينات لمن يتناوله ويتسبب في تغيير الأنساب، فكيف لكم أن تصدروا أحكاما دون علم؟؟
    من يقول أكثر من مرة أسطورة أسطورة، بل ويحمل الرجل مسؤولية الإيمان بها لهو يظن نفسه أنه أعلم الناس!!
    الوحمة بتجربة أجدادنا، عندما تشتهي المرأة شيئا ولا تحصل عليها، فمحتمل ومجرب حدوث أمر مشابه على وليدها.
    هو علم جديد أكبر مني ومنك، لكنني لا أصدر حكما قاطعا إلا ان امتلكت علما وحجة كاملة.
    إن عجز علماء الجيناء، فما الذي يجعل مختص علم نفس يسفه الجميع؟