-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الوعد الكاذب بالتجديد عبر التمديد

حبيب راشدين
  • 1354
  • 1
الوعد الكاذب بالتجديد عبر التمديد

جهة رسمية مجهولة تكون قد أوحت إلى لويزة حنون لتعلن في الناس أن الرئيس مقبل هذا اليوم الأربعاء 26 ديسمبر على إصدار بيان هام وخطير قبل أو بعد التوقيع على قانون الميزانية لسنة 2019 له صلة بمآل الرئاسيات القادمة، قد يتضمن توصية بعقد ما يشبه المؤتمر الوطني الجامع للقوى السياسية للتوافق على تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية يتبع بتعديل جزئي للدستور يمنح الشرعية للتمديد.
كلام حنون تعزز بصدور بيان عن تنظيم اجتماع لمجلس الوزراء غدا الخميس يسبق أو يعقب توقيع الرئيس على قانون الميزانية قد يستغل كغطاء لدعوة رسمية إلى عقد لقاء وطني يبحث في تعديل الدستور والذهاب إلى تمديد للعهدة الخامسة يقال إنها حظيت بموافقة أحزاب المعارضة في اللقاء الذي جمعها بمحيط الرئيس في زرالدة، على خيار التمديد الذي يحظى بمباركة من بعض مكونات المعارضة على رأسها حمس التي وصف رئيسها إمكانية تنظيم الانتخابات في موعدها بـ “الأحلام الساذجة والخداع الماكر”.
الثابت في هذا الحراك الموجه عن بعد من قلب النظام في محيط الرئاسة، أنه لم يورط النظام بأي التزام ما دامت الدعوات تلزم فقط “عرائس الغرغوز” التي حُركت لنقلها إلى الرأي العام، وترك هامش مناورة للنظام للعودة إلى المسار الطبيعي قبل نهاية المهلة الدستورية أوسط شهر يناير، في حال فشل اللقاء وظهور اشتراطات معطلة لما يرغب فيه جناح من السلطة من تمديد العهدة.
وإلى أن يصدر قرار على لسان الرئيس (غدا أو قبل نهاية المهلة الدستورية) يوثق هذا المسار، فإن كل ما قيل على لسان بعض قادة أحزاب المولاة والمعارضة يبقى ضمن المضاربة والمناورة، يمنح فرصة إضافية لتحقيق تسوية داخلية بين أركان النظام تسمح بتزكية مرشح أو أكثر من مرشح للتنافس مع من ستدفع بهم المعارضة إلى التنافس، خاصة أن شريحة من المعارضة (منها حزب طلائع الحريات والأفافاس وحزب السيد جاب الله) قد أبدت منذ الآن معارضتها للتمديد، مع استشعار بعضهم لرفض غير معلن من قبل المؤسسة العسكرية لأي تأجيل قد يدخل البلد في ما يشبه المرحلة الانتقالية المفتوحة التي سبق لمعارضة مزفران أن دعت إليها.
فالمعارضون للتمديد من داخل النظام ومن خارجه يحتجون بحاجة البلد إلى إعادة تنشيط موقع الرئاسة، بتنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها، ثم الدعوة بعدها إلى حوار وطني يبحث في الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تأخر الفصل فيها في عهدات الرئيس السابقة، التي تحتاج بالضرورة إلى توفير حالة من الاستقرار في مؤسسات الحكم التي يحتاج إليها التسيير الآمن للدولة، مع توفير أفضل الفرص لتمرير الإصلاحات وتقبلها شعبيا، وتأمينها من الشغب الاجتماعي الداخلي ومن مساعي أطراف خارجية لن تتردد في استغلالها لضرب الاستقرار وإثارة الفوضى الخلاقة.
شعبيا، لم يكن لدعوات التمديد صدى يذكر حتى وهي تزين للناس بوعود كاذبة بالتمكين للتغيير والصلاح على اعتبار ـ كما يقول المثل الشعبي ـ أنه “ما لم يجلب مع العروس لا يتوقع حمله مع أم العروس” وأن ما لم يتحقق في أربع عهدات لن ينفذ في نصف عهدة في بلد مبشر بسنة مهددة بتراجع خطير في موارد الدولة المالية وبتفاقم الأزمات الأمنية على حدوده مع طرح سؤال لا تريد السلطة والمعارضة الإجابة عنه: ما هي الأسباب والعوائق الموضوعية التي تبرر القفز على موعد دستوري وسياسي معلوم منذ بداية العهدة الرابعة؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • franchise

    صحيح أن مسرحية التمديد و التجديد كذبة ، و لكن لها غاية و هدف لا محالة، و هو إلهاء و إشغال الرّأي العام عن بعض التغيرات التي سيفرضها النضام على الشعب.
    ء أساس هذه التغييرات هو" مبادرة العيش معًا في سلام " التي طرحتها الجزائر و تبنّتها الأمم المتحدة.
    هذه المبادرة ستمسخ عناصر الهويّة عندنا.