-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التوحد والمثلية يتربصان بأطفالنا

اليوتيوب من وسيلة للتسلية إلى سلاح يفتك بالتربية والقيم

نسيبة علال
  • 1402
  • 3
اليوتيوب من وسيلة للتسلية إلى سلاح يفتك بالتربية والقيم
ح.م

تعتمد الكثير من أمهات الجيل الأخير على وسائل التكنولوجيا لمساعدتها في إلهاء أبنائها الرضع، وشغلهم عن إزعاجها أثناء قيامها بشؤون المنزل، ما جعل ظاهرة قضاء الأطفال والرضع لساعات أمام شاشة الهاتف، الحاسوب أو اللوح الإلكتروني أمرا عاديا وشائعا في بيوت العائلات الجزائرية، التي لا تأبه للأخطار الفتاكة لهذه الظاهرة.

تشير الدكتورة توات مهدية، أخصائية طب الأطفال، إلى أنه: “من أهم أسباب انتشار مرض التوحد بين الأطفال دون سن الخامسة، هو التعرض المستمر لمحتويات تنافي الطبيعة، والتركيبة البشرية أو الحيوانية الأصلية التي خلقها الله، فالطفل الذي يشاهد وباستمرار رسوما متحركة، وأفلام كارتون تحمل رسائل مختلفة عن الواقع الذي يلاحظه من حوله، يصاب بالتشتت والانفصام، وتواصل هذه الحالة لمدة طويلة يؤثر سلبا على خلايا المخ، ما يقود الأطفال إلى اختلالات وأمراض”. لأجل هذا، فإن الاستعانة بالهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية، والحواسيب، وإن كان يقدم خدمة جليلة للأمهات في إلهاء أطفالهن، إلا أنه يمنعهم من اكتشاف العالم الحقيقي والاندماج فيه بشكل طبيعي، وتحسس عناصره ومكوناته.. السيدة لطيفة، من الأمهات اللواتي مررن بتجربة مريرة حيال استعمال هذه الوسائل مع أطفالهن، تقول: “لمدة سنتين، كنت أستيقظ في الصباح الباكر، أمنح طفلي حماما دافئا، وأصطحبه إلى غرفته لأضعه أمام لوح إلكتروني، حملت عليه أفلام كرتون متنوعة، إلى غاية فراغي من القيام بأشغال المنزل وإتمام طلبية زبائني من الحلويات.. اعتاد طفلي على الوضع، فأصبح كل من يشاهده ينعته بالهادئ الوديع”، بعد مدة، لاحظت السيدة لطيفة أن ابنها لا يتصرف مثل أقرانه، وأنه غير طبيعي البتة، يمر بحالات عزلة وصمت ثم بنوبات هستيريا، بكاء وصراخ لأدنى سبب، وعند زيارة الطبيب أنذرها بأن ابنها يعيش حالة نفسية متأزمة تستدعي العلاج بما أنه سائر في طريق التوحد”.

خطر المثلية والانحراف الجنسي

في الوقت الذي تحصل فيه الأمهات على الهدوء، ولا تصلها شوشرة وفوضى طفلها، يكون ذلك أقصى ما تتمناه، ولا تفكر الغالبية في ما يتعرض له أطفالها أثناء رحلة البحث عبر يوتيوب في الأجهزة الموصولة بالإنترنت، بينما يمضي الأطفال من فيديو إلى آخر، مرورا بفيديوهات تحمل محتوى منافيا للدين، وآخر منافيا للأخلاق، ويمكن حتى أن تقع نقرات الطفل الفضولية على فيديوهات جنسية، خاصة أن بعض أفلام الكارتون الغربية تتناول موضوع الجنس كمادة أساسية لها، ومنها ما يدعو ويروج للمثلية مباشرة، وبما أن الطفل انطلاقا من سن العامين يكون قابلا لغرس القناعات وهو عبارة عن صفحة بيضاء، بدأت للتو باستيعاب كل ما يقدم له من معارف ورسائل، فإن خطر انحراف الطفل وتوجهه إلى المثلية الجنسية على أنها طبيعة بشرية يصل إلى مداه، في حين لا تزال الكثير من الأمهات منشغلات بترتيب المنزل وإعداد الطعام، مع اعتقادها أن طفلها يهيم في عالم البراءة والرسوم المتحركة والخيال العلمي.

تقول صبرين إنها صدمت وهي تهم بتفحص الهاتف، بينما تنام صغيرتها ذات أربع السنوات: “كانت قد تفرجت إلى الشاشة نحو نصف ساعة، قبل أن تغط في نوم عميق، فكرت في متابعة الكرتون الذي كانت تشاهده بعد أن فرغت من مسؤولياتي وسحبت الهاتف من تحت يدها المسترخية.. للحظات، كاد يغمى علي أمام المشاهد الجنسية التي يحتويها فيلم الكارتون الأمريكي هذا، تذكرت أنه في كل مرة كنت أضع فيديو على الإنترنت حتى تشاهده ابنتي ثم ألاحظ أنها تقوم بتغييره بمفردها.. لقد كنت أفتخر بأنها تقوم بذلك لوحدها وتتحكم في الموقع مثل الكبار.. لم يخطر ببالي ما شاهدته أبدا.. لقد صعقت.”. والكثير من الأمهات يتساءلن: من أين لأولادهن أن يبدوا تصرفات تفوق سنهم، دون أن يحاسبوا أنفسهم عن الإهمال وعدم مراقبة الصغار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • عمر

    دعونا من الخرافات و الجهالات التوحد ليس زكام بل حالة خطيرة معقدة ناتجة عن خلل وراثي جيني لا يسببها يوتوب. و لا يوجد برامج للمثلية للاطفال في يوتوب هذا عار عن الصحة تماما اضافة لكل هذا يوجد لوحة تحكم في يوتوب معدة للآباء لغلق كل المواد المعدة للبالغين و حجبها عن الاطفال. من يفتك بالاطفال هم الوالدين الجاهلين المهملين.

  • لا حلول مجدية

    YouTube مركز الاستشعار النفسي والعاطفي للانثى فهو يمنح كل من المخ والعضلات متنفس وفضاء يكتفي فيه الانسان بالزخم المعلوماتيو هنا الطفل اعطيني تليفوون والا ساكرهك

  • محمد☪Mohamed

    الحقيقة كل النت وسيلة للتسلية أو سلاح يفتك بالتربية والقيم,لماا وضعت أو في مكان إلى ..
    هناك une intelligence artificielle تستعمل Un algorithme إذا كنت تبحث على التسلية تجد غير تسلية وإذا كنت تبحث على غير ذلك فلك ذلك .
    أعطيني كمبيوتر أو هاتفك نقال .. أُخبركي أي نوع أنت .
    ثم إن كنت لا تعلمي هناك YouTube Kids مخصص للأطفال .