-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اليوم العالمي لشيء ما

عبد الله هوادف
  • 519
  • 0
اليوم العالمي لشيء ما
ح.م
اليوم العالمي للعيش معا بسلام اعتمدته الأمم المتحدة باقتراح من الجزائر

اتصل بي أحد الأصدقاء قبل أيام يسأل إن كان بإمكاني المشاركة في ندوة تقيمها إحدى البلديات ضمن فعاليات تظاهرة كبيرة إحياء “لليوم العالمي للعيش معا بسلام”، وقال أن “السلطات المدنية والعسكرية” ستكون حاضرة وأنه يجدر بي الحديث عن الموضوع بما يقتضيه المقام.. و”أنا ما نقولك وأنت ما يخفى عليك”.

لم أكن قد سمعت من قبل بيوم عالمي بهذا الشأن، ولم أفهم كيف فكرت جماعة محلية يخطئ الجميع في نطق اسمها ولا يعرف موقعها أحد في الاحتفال بهذا الحدث.. المهم أنني اعتذرت بلطف عن قبول الدعوة، لأسباب تقنية في الواقع، ثم لأنني بت أنظر بعين الريب لأي موضوع يبدو أنه يحظى باهتمام خاص من طرف الجهات العليا، وهذه بالمناسبة “طبيعة خاسرة” لا أدري متى وكيف اكتسبتها…

الحاصول أنني أضعت على نفسي بذلك فرصة التقرب من أولي الأمر والظهور معهم في صورة أوشح به حسابي على الفايس.
وبعد أيام من ذلك اكتشفت أن الاحتفال بهذا اليوم يشمل كل تراب الجمهورية، وأن ذلك قد حدث على الأرجح بطريقة عفوية، وأن فكرة هذا اليوم العالمي هي من اقتراح الجزائر..

كما بدا لي “وبلا ما نحلف” أننا وحدنا على وجه هذه البسيطة من “عاش معا بسلام” في ذلك اليوم، إذ أن السباع الجائعة في نغورونغورو استمرت في مطاردة حمر الوحش وثيران النوء، ولم يهدأ الاقتتال في سوريا واليمن، وواصلت إسرائيل قتلها للفلسطينيين، ولم تتوقف أمم الأرض عن تدبير المؤامرات والمكائد بعضها ضد بعض.
ولكن لماذا اخترنا هذا الموضوع كي نجهد دبلوماسيتنا في اقناع العالم بتخصيص يوم عالمي للاحتفال به، فالعالم يحيي كل 21 سبتمبر يوما عالميا للسلام منذ العام 1981.
الأمر يشبه الاحتفال بيوم للشجرة في مارس، وآخر لتقليمها في أكتوبر، ويوم عالمي آخر لمنتجات الأخشاب في فبراير..
ربما كان من الأفضل أن نقترح على الدنيا الاحتفال بيوم عالمي لـ “تجريم دفع الفدية”، أو “يوم عالمي لدعم نضال الشعوب المستعمرة” أو “يوم عالمي للقضاء على السكن الهش” أو “يوم عالمي لإعادة تبليط الأرصفة” أو”يوم عالمي للتيوس الحلوبة” أو “يوم عالمي لتناول الياوورت”… سيكون لكل ذلك معنى، وسيكون أكثر انسجاما مع توجهات سياستنا الخارجية والداخلية ومقاربتنا التنموية واهتماماتنا القومية.
على كل حال.. فكرة أن تبادر باقتراح يوم عالمي لشيء ما ثم أن يحظى اقتراحك بمصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة ليس سيئا البتة، ولكن أرجو أن تحظى كل “الأيام العالمية” باهتمام إعلامنا الرسمي ومؤسساتنا الحكومية، وهو ما آمل أن يحصل من كل قلبي يوم الخامس عشر من أكتوبر القادم، بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي بالصابون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!