-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الوباء يتحول إلى فضاء للتنكيت والسخرية

اليوم كوليرا وغدا دينصورات!

سمير مخربش
  • 2596
  • 10
اليوم كوليرا وغدا دينصورات!
أرشيف

تحول داء الكوليرا إلى موضوع للتنكيت بين الجزائريين في محاولة للهروب من واقع مُرٍّ ألحق الضرر بالناس، فوجب التخفيف من حدته بالضحك والتظاهر بنسيان الهم والغم.
بالنظر لما يعرفه الجزائريون عن هذا المرض الفتاك الذي ارتبط بالفقر والتلوث يقول أحدهم لقد درسونا في الطور الابتدائي أن الكوليرا داء قديم ينتشر في البلدان التي توجد بها المجاعة والحروب، وبالتالي هناك حالتان إما نحن تخلفنا أو المرض هو الذي تطور. بينما يقول آخر لقد رجعنا إلى الوراء بسرعة كبيرة فالتقينا مع داء الكوليرا وإذا استمر الوضع بنفس السرعة سنلتقي مع الدينصورات التي انقرضت منذ أمد بعيد. وهناك صاحب لسان طويل يقول إن الجزائريين لم يتناولوا لحم الأغنام منذ مدة ولما أكلوه يوم العيد لم تتقبله المعدة واعتبرته جسما غريبا وبالتالي أصيبت بداء الكوليرا ويقاطعه آخر فيقول ليست هذه هي الحقيق بل الأمر يتعلق بلحوم الأغنام التي تغير لونها العام الماضي إلى اللون الأخضر دون تسجيل إصابات فقد لجأت هذه المرة إلى الوباء مباشرة دون الحاجة إلى تغيير اللون. يقول أحد المعلقين إن الجزائري يموت بالعين أو بالماء الذي يخرج من العين. وبما أن خبر الكوليرا في الجزائر اخترق الحدود وبدأ يشغل بال باقي الدول يقول أحدهم من باب التنكيت إن دولتي مالي والنيجر تحذران جاليتيهما في الجزائر من داء الكوليرا وتطلب منهم عدم الشرب من الحنفيات والآبار واستغلال أموال الصدقة لشراء المياه المعدنية، ومن الأفضل الخروج من العاصمة وضواحيها والتنقل إلى الولايات التي لم يصلها الوباء. وفي سياق متصل إذا كان الجزائري مطالبا بإجراء التطعيم والحصول على دفتر صحي عند التنقل إلى الدول الإفريقية فإنه اليوم معفى من هذا التطعيم لأننا أصبحنا في الهم سواء.
وأما تربويا، يقال إن وزيرة التربية بن غبريط أصدرت قرارا عاجلا كي يكون أول درس مع الدخول المدرسي المقبل حول الكوليرا بعنوان : “ماذا تعرف عن الكوليرا” مع تصحيح بعض المفاهيم السابقة حول الوباء. وإعلاميا التلفزيون العمومي لم يتطرق لموضوع الكوليرا في الجزائر وفضل الخوض في مواضيع أخرى وكأن اليتيمة تعيش في الموزمبيق التي تخلصت من داء الكوليرا منذ مدة. وبيئيا فهناك إرهاب عالمي معروف وهناك إرهاب الطرقات والآن ظهر إرهاب الزيقوات التي تسقي الحرث وتصب في البحر. وثقافيا الظرف الراهن يعد فرصة مواتية لمطالعة رواية “الحب في زمن الكوليرا” للكاتب الكولومبي قابرييل غارسيا ماركيز والتي تحولت إلى فيلم سينمائي يروي قصة حب طويلة المدى امتدت أكثر من سبعين سنة. ورياضيا الفرصة مواتية للناخب الوطني الجديد بلماضي للاعتماد على اللاعب المحلي لأن اللاعب الأجنبي لن يدخل بلادنا خوفا من الكوليرا.
هذا هو حال الجزائري اليوم يتعامل بتهكم مع كل ضارة ونافعة حتى وإن تعلق الأمر بالمرض والموت وهي حالة نفسية تخفف الألم وتدعم النسيان الذي يعتبر نعمة كبيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • صح افا

    الكوليرا داء قديم ينتشر في البلدان التي توجد بها المجاعة والحروب ولصوص المال العام وشوتكير على الضعفاء بلا محاسبة وحكم الدبابة فوطي ولا اهمل في البوطي في هذ الحال نتمنى عودة المستعمر احسن كان معه القنون والعدل فوق الجميع و حقك تديه مع مسيو الرومي

  • Shaft

    اعتقد انها مسؤولية الجميع لما آلت إليه الجزائر .... كلنا تزعم أن الآخرين هم المسؤولون و لكن نحن جميعا مشاركون في تخريب هذا البلد الجميل ... ربي يهدينا و يشفي مرضانا و يصلح امورنا ...

  • elarabi ahmed

    مشكلة الجزائر هي اعلام مظلل وثقافة ابروبغاندا مند 1962التى أوجدت أجيال لاعلاقة لها بالواقع والحقيقة

  • كريم

    الحمدلله أني أعيش لكندا حيث ماء الحنفية أحسن من ماء القارورات.

  • ابي

    اتلديناصورات من1962...وهي تحكم في الجزائر....اسأل كبيرها ولد عباس وربيبها أويحي...؟

  • youssef- alger-

    القنوات العالمية كلها تكلمت عن الكوليرا في الجزائر ،علما أن هذا المرض الخبيث لايضهر إلا في البلدان الجد الفقيرة .هذا المرض هو ضربة قوية لمن يريد إحياء السياحة في بلدنا وضربة أخرى للمنتوج الفلاحي .

  • واحد زعفان

    المؤسف أننا نعيش في بلد لا تساوي فيه قيمة الانسان شيئا، كل هذه الضجّة و لم ينطق الوزير الأول ببنت شفة شعب لا شيئ، الكوليرا لا حدث، الآن و قد أصبحنا مهزلة الشعوب في الضفة الأخرى للمتوسط، لا يمكنك الدخول إلى أراضيها إلاّ بعد المرور على الفحص الطبي، شعب موبوء، حكومة متهالكة، شعب تائه، اللهمّ أرنا في هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم مسؤولين و نهبوا وضيعوا هذا الشعب، أرنا فيهم يوما كيوم النمرود و فرعون

  • عبدالرحمان عون الله

    وفرصة مواتية يا سيد سمير لمطالعة قصيدةالشاعرة العراقية نازك الملائكة المعنونة ب "الكوليرا "التي جادت بها قريحتها بعد أن تفشت الكوليرا بمصر سنة 1947تقول فيها استيقظَ داءُ الكوليرا
    حقْدًا يتدفّقُ موْتورا
    هبطَ الوادي المرِحَ الوُضّاءْ
    يصرخُ مضطربًا مجنونا
    لا يسمَعُ صوتَ الباكينا
    في كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداءْ
    في كوخ الفلاّحة في البيتْ
    لا شيءَ سوى صرَخات الموتْ
    الموتُ الموتُ الموتْ
    في شخص الكوليرا القاسي ينتقمُ الموتْ
    الصمتُ مريرْ
    لا شيءَ سوى رجْعِ التكبيرْ

    اللهم اشف مرضانا

  • ahmed benbouali

    اصحاب مثل هذه النكت... ندعو الله ان يرينا فيهم عجائب قدرته... نخاف عليهم ان يصيبهم داء اخطر من الكوليرا وخصوصا صاحب "نكتة اضحية العيد".... اتقوا الله في مرضاكم... سوف يغضب الله عليكم... انه امتحان

  • مجبر على التعليق - بدون عاطفة

    في محاولة للهروب من واقع مُرٍّ ألحق الضرر بالناس ................ قالو وحدة المرة ... الواد مديه و هو يقول العوم يا رجالة
    مجتمع لا مسؤول