-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

امتحاناتنا تحت الضغط.. بلا معنى!

امتحاناتنا تحت الضغط.. بلا معنى!
أرشيف

تجري امتحاناتُ أبنائنا باستمرار تحت الضغط. من الابتدائي إلى الدكتوراه، فضلا عن البكالوريا، وكأنها نهاية الدنيا، وكأن الراسب فيها لا مستقبل له ولا أمل، والناجح فيها تُفتَح له أبواب السماء، رغم أن الواقع لا يؤكد دوما أن الراسب فيها فاشل والناجح متفوق!

كم تَبدَّلت المعايير عندنا!

منذ عقود خلت كانت الامتحانات تجري بلا ضجيج ولا ضغط. نعرف فيها، ككل حالة امتحان، بعض الخوف وبعض الرهبة، وتتخللها بعض حالات الغش النادرة التي تعاقَب بصرامة. يفرح بعدها الناجحون على قلتهم، ويحاول الآخرون مرة أو مرات أخرى، أو يختارون مسارات بديلة دون إنقاص من شأن هذا ولا الرفع من شأن الآخر.

أما اليوم فقد باتت الامتحانات وكأنها غاية، وباتت النقاط والفواصل، وكأنها هي الهدف الأسمى، لا المعرفة ولا التحصيل العلمي. وبات التلميذ يُحْرَمُ من شُعبة رغب فيها بسبب فاصلة أو جزء من المائة، حتى كاد السؤال عن الفاصلة بعد الـ10 يسبق التهنئة بالنجاح، في حين كانت التصنيفات في العقود السابقة، قبل ما أصبحنا نعرف من إصلاحات غير صالحة، لا تزيد عن أن تكون “مقبول” أو “قريب من الجيد” أو “جيد” أو “ممتاز”… والكل راض بالوضع الذي وجد نفسه فيه من غير حساب تلك الفواصل التي أصبحت تدفع بالكثير إلى جعل التسريب والغش حلالا بلا خوف ولا وخز ضمير.

ذلك أن الامتحانات لم تعُد امتحانات بقدر ما أصبحت تشكل ضغطا رهيبا على أبنائنا في كل المستويات… من الابتدائي إلى الجامعة. ولعل البعض لا يدري أنها في الجامعة أدهى وأمرّ.

شهادات ماستر تُعَدُّ تحت الضغط في بضعة أسابيع وتناقَش على عجل في بضع دقائق. ويحصل أصحابها على علامات تزيد على 18! وشهادات دكتوراه لا تُوفَّر لمُعدِّيها الإمكانات فتُحَرَّر كما كانت الحال، نادرا ما تخضع للضوابط العلمية والمنهجية ولا للتقييم الموضوعي، فضلا عن غياب الأمانة العلمية التي أصبحت حديث العام والخاص، حتى كدنا نفتقد ذلك الطعم الجميل للنجاح من خلال العمل، وننسى أن الشهادة في آخر المطاف هي تتويجٌ لسنوات من الكد والجهد وليست عمل ساعات أو أشهر معدودات تحت ضغط رهيب لأجل لقب علمي لا يهم إن كان مستحقا أو مفبركا بطريقة أو بأخرى.

مشكلة امتحاناتنا عامة، وليست خاصة بطور من الأطوار، لهيمنة الشكل على المضمون، والعدد على النوع، من الابتدائي إلى الدكتوراه… ونحن في حاجة ماسة إلى مراجعة ذلك اليوم بتمعن وجد واجتهاد، لأجل إعطاء معنى حقيقي وليس صوريا لامتحاناتنا، بعيدا عن الضغط والاجراءات العاجلة وكثرة التهريج، وبعيدا عن إقحام تلك الفواصل في التقديم، التي لا معنى حقيقيا لها للتمييز بين أبنائنا المُجدِّين وغير المُجِدِّين. إننا بالفعل، في حاجة إلى مراجعة حقيقية وعميقة لكافة امتحاناتنا إذا أردنا الإبقاء على بعض الأمل في العودة من جديد إلى المعنى الحقيقي للامتحان والغاية الحقيقة من كل تقييم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • صالح

    شكرا دكتور على منشوراتك التي تتميز بالنقد اليناء مع الطرح الموضوعي ونشر الأمل والتفاؤل واقتراح الحلول للمشكل المطروح.
    أرى أن جوهر المشكل يكمن في عودة مفهوم أن الجامعة ليست غاية،بالمقابل يجب تعميم مفهوم أنه لا يدخلها إلا من كان له حدا أدنى من المستوى العلمي بعد المرور بغربال حقيقي عبر امتحان شهادة البكالوريا وأن الذين لم يسعفهم الحظ عليهم التوجه إلى التكوين المهني شرط إعطاء هذا الأخير دوره الحيوي في التنمية الاقتصادية المطلوبة.

  • حسام

    عتدما تكلم الأستاد المغفور له جيلالي اليابس في محاضرته عن 'الأمن في حوض البحر الأبيض المتوسط' متهما فرنسا وما تدبره من مكائد فكانت تصفيته جسديا واليوم أتهم فرنسا بقتله وليس الأرهاب ومعه العظما حسان حضري و بوسبسي و و و هؤلاء شكلوا مجموعة عمل ةو تفكير لأخراج الجزائر مما هي فيه في وقت الأرهاب الأعمى وكان هدا الأخير معول هدم ومساعدة لأعداء الوطن وحققوا مبتغاهم بالقتل والتخريب والحرق والسرقة وتأخير اقلاع الجزائر واعادتها لسنة 62 أرجو منك يا أستدا بل يا دكتور احياء مثل هدا المشروع بخلق مجموعة تفكير وعمل مخبري لمشاكل الجزائر ولك كل الشكر والجزاء في الدنيا والآخرة

  • جزائري و أفتخر

    إلى أحسن .......إن ما قلته يعكس ذهنية كانت السبب وراء التخلف و الإنحطاط الذي نعيشه ....تعتقد أن الحل خارجك بينما هو داخلك ....ثم الإسلام بريء منا نحن المسلمين...لأننا لم نطبقه حقا....بل اتخذناه شعارا في الوقت الذي جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ليكون سلوكا. أما بخصوص عمر فلأن يتزوج 9 مرات خير من أن تكون له 9 فضائح جنسية مثل مسؤولي الغرب. و في الأخير لا تسأل ماذا قدم لك الإسلام بل إسأل ماذا قدمت له.

  • احسن

    اصبح الصلوة و الصوم والحج و الخش اهدافنا في الحياة و الغش و اسقاط بن غبريط من الوزارة اسمى غاياتنا و الجنة بالسرقة و الهف غاية لا تدرك. الحل? لنترك الاسلام و نتخد اللائيكية منهجا في حيا و العلم و المعرفة انشغالنا الدائم و لنكف عن تسمية اصحاب العمامات و الائمة بالعلماء و لنكف عن بث الادان و الخطب الدينية في التلفزيون و الاداعة. بكلمة مختصرة لننسى الاسلام الدي ادى بنا الى الهاوية و الجهل و اسالة الدماب و نهب الاموال و اشاعة الفاحشة و الغش في الامتحانات خاصة من الاساتدة و المديرين و المفتشين دات الانتماء الاسلامي الواضح. اجبونييييييييي

  • احسن

    يا الاخ سليم مادا تفعل مع شعب يريد كله ان يكون طبيب. ماد تفعل عندما يستولي دين الاسلام على المدرسة و يحولها الى زاوية لحفض كتاب القران. مل عساك ان تفعل في بلد يمجد فيه الطغات الامويين و العباسيون الدمويون المفسدون المحرفون للتاريخ و الدين. مادا تفعل عند قوم يمجدون الجهال كالبخاري و ابن تيمية ويعبدون نبيهم الجيد عمر ابن الخطاب الدي ساد في وقته الضلم و العنصرية و الجهل القاتم و الغناء الفاحش من اموال الخزنة حيث تزوج 9 مرات و سادت المجاعات باستبداده. اصبحنا ورثة ابو بكر و عمر و عثمان و معاوية و الامام مالك بدلا ان نكون بناة لبلد متطور بالعلم و المعرفة. ورثنا من الاسلام بغزواته الغش و السرقة و ال