-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أبناؤها توفوا بطرق غاية في الغرابة

امرأة تفقد 8 أبناء فتسخر حياتها لمساعدة اليتامى والفقراء

سمير مخربش
  • 5321
  • 0
امرأة تفقد 8 أبناء فتسخر حياتها لمساعدة اليتامى والفقراء
ح.م

سخرت امرأة من سطيف حياتها لمساعدة اليتامى والفقراء بعدما فقدت 8 أبناء ماتوا في ظروف مختلفة فأصبحت تلقب بخنساء سطيف أم اليتامى.
اسمها حورية، لكنها اشتهرت بالخنساء لأنها تكاد تكون المرأة المنفردة بفقدان 8 أبناء ماتوا بسبب المرض، فمنهم من مات عند الولادة ومنهم من فارق الحياة بعد مدة قصيرة.. والغريب أن كل طفل مات في ظروف تختلف عن الآخر فأصيب أحدهم بضيق في التنفس وفارق الحياة بعدما عاش يوما واحدا، بينما عاشت طفلتها الثانية 3 أيام لم تفتح عينيها فكان يبدو عليها المرض وفي اليوم الثالث فتحت عينيها فجأة فنظرت إلى أمها وهي تمسك بيدها ثم فارقت الحياة في مشهد تقشعر له الأبدان، أما أغرب وفاة فكانت عند الولادة حيث كانت حورية في المستشفى لتضع مولودها لكن القابلة وجدت صعوبة في إخراج المولود من الرحم وفي حركة مثيرة سحبت رأس المولود فانفصل عن الجسم وأخرجت القابلة الرأس وحدها، بينما ظل باقي الجسد داخل الرحم، حدث هذا والأم تشاهد فصرخت لقد قطعت رأسه ثم انتابتها غيبوبة ولحد الساعة لم تفهم كيف حدث ذلك.
هو ابتلاء جلل مس هذه المرأة الحنون التي لم تكن تتصور أن تفقد أبناءها الواحد تلو الآخر إلى أن تصل الحصيلة إلى 8 أبناء في حصيلة ربما لم تسبقها إليها امرأة من العالمين. ورغم هذه المأساة المركبة إلا أن حورية اشتهرت بصبرها الذي فاق كل الحدود، فهي تفضل عدم التفصيل في ظروف وفاة أبنائها الثمانية الذين تحتسب أجرهم عند الله، غير أنها تتذكر جيدا آخر أبنائها الذي كانت تهيئه للختان فحضرت له كل اللوازم بما فيها لباس الختان وكان حينها يعاني من مرض في الرئتين فإذا بالفاجعة تحل مرة أخرى، فتوفي الولد أسبوعا قبل موعد الختان وفارق الحياة قبل العملية. ومن يومها قطعت حورية عهدا على نفسها أن تسخر حياتها لمساعدة الأيتام والفقراء فأسست جمعية خيرية أطلقت عليها اسم جمعية الخنساء أم اليتامى. وبها اقتحمت عالم الخير وأصبحت تتحرك في كل الاتجاهات للحصول على الدعم من المحسنين والقيام بالعديد من المبادرات منها مساعدة الفقراء خاصة في المناطق النائية، ونظمت زواجا جماعيا لـ 10 عرسان من الفئة المعوزة فجمعت لهم الأثاث والمواد الكهرومنزلية والمهر ونظمت لهم حفلا جماعيا تحملت فيه الجمعية كل التكاليف، كما بادرت حورية بترميم دار العجزة ببلدية صالح باي بجنوب ولاية سطيف وقدمت العديد من الهدايا للعجزة وكذا المساعدات للمرضى، ومازالت إلى يومنا هذا تكافح من أجل فعل الخير فأشرفت منذ يومين على حفل ختان 35 طفلا من اليتامى والفقراء جمعتهم بقاعة الأفراح ببلدية قجال ونظمت على شرفهم فطورا جماعيا تبعه حفل وزعت خلاله هدايا وكسوة العيد للأطفال. وقد لاقت هذه المرأة الدعم الكبير من طرف المحسنين الذين وقفوا إلى جانبها لما علموا بصدق نيتها ونضالها الكبير لمساعدة اليتامى والمعوزين. وهي الآن تطمح إلى نشاطات أكبر تصب كلها في خانة الخير، فهي المرأة التي فاقت الخنساء في ابتلائها فحولت هذا الابتلاء إلى يد تمسح بها دمعة اليتيم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!