-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتخاباتنا… هل هي العودة إلى الخلف؟!

انتخاباتنا… هل هي العودة إلى الخلف؟!
ح.م

كان النقاش بيننا، كلما اقترب موعد انتخابي، يدور حول كيفية تحسين العملية الانتخابية لكي ترقى إلى مستوى الشفافية والنزاهة المطلوبتين، وكُنَّا في كل مرة نُمَنِّي النفس بأننا سنرتقي بهذه العملية إلى حيث وصلت الدول الديمقراطية أو على الأقل نقترب من أدائها لتمكين الحكم من الشرعية اللازمة حتى يؤدي وظيفته بالطريقة الأكثر فعالية والأكثر تحقيقا للصالح العام… فإذا بالنقاش هذه المرة يتحول عن مجراه الطبيعي، وبدل أن يَطرَح السؤال التقليدي كيف نُحسِّن من العملية الانتخابية في بلادنا لعلها تُفرِز لنا أفضل الكفاءات اللازمة لإدارة شؤون البلاد وتُمَكُّنُها من أرضية صلبة أساسها الشرعية الانتخابية، أصبحنا نتساءل ما إذا كُنَّا سنحتكم إلى هذه الآلية المُتعارف عليها عالميا أم سنلجأ إلى وسائل أخرى نزعم أنها الأصلح لحالنا والأكثر ملاءمة لواقعنا… وكأننا بالفعل نتراجع إلى الوراء بدل من أن نتقدم كباقي الشعوب التي تطمح إلى الرقي والازدهار وتطوير آليات عملها السياسي بما يتناسب ومقاييس الجودة العالمية في هذا المجال لعلها تصل ذات يوم إلى ذلك…

وهذه مشكلة أساسية في تقديري تُنِمُّ عن عدم الثقة في الذات، وتدفع إلى مزيد من الخوف من المستقل، وعلينا تجنب الوقوع فيها بكل الوسائل إذا ما أردنا أن نستثمر بحق في إعادة الأمل للناس وفي تصحيح خياراتنا الاستراتيجية في أكثر من قطاع بما يتلاءم مع المستقبل لا بما يوافق المصالح الضيقة لبعض الأطراف التي أصبحت تختزل كل الجزائر، بتنوعها وكفاءاتها وتضحيات شعبها وطموح شبابها، في نفسها أو في ما تراه هي وحدها أنه الطريق الصحيح…

إن التحليل الموضوعي لتطور المسار السياسي ببلادنا يؤكد أننا لم نخش خوض غمار الانتخابات في أحلك الظروف التي مررنا بها في حقبة التسعينيات وكان ذلك مرتين، 1995 و1999، مهما قلنا عن طبيعة تلك الانتخابات من حيث النزاهة أو التوجيه، إلا أنها أبقت على بعض الأمل لدينا في ضرورة الاجتهاد أكثر لتمكين أنفسنا من آلية عمل شفافة وديمقراطية تُمَكِّن الناس من اختيار مَن يُمثِّلهم أحسن تمثيل… فكيف للبعض مِنّا يُفكِّر اليوم في العودة سنوات إلى الوراء… ما المبرر الموضوعي لذلك؟

إذا قلنا إن استقرارنا هش أكثر مما كان عليه في التسعينيات فذلك نسفٌ تام لأفضل هدف لم نتوقف عن اعتباره أفضل ما حققنا خلال 20 سنة، وإذا قلنا إننا في حاجة إلى مزيد من الوقت لتنظيم عملية انتخابية قادمة، فذلك دليل على أننا لم نعد نتحكم حتى في إجراء العملية بالأساليب البالية التي كُنَّا نَعتمد؟ ومادام السبب في تقديري لا هذا ولا ذاك، إنما هي حسابات ضيقة لا ترقى إلى مستوى حسابات الدولة، فعلينا الاتكال على الله والمضي قُدما خطوة أخرى في تحسين الأداء الديمقراطي ببلادنا، ونتغلب على الخوف من المستقبل والعجز أمامه، حتى لا يكون ذلك سببا آخر من الأسباب التي ستُبقينا لا نعرف الطريق الصحيح نحو إعادة بناء الدولة الجزائرية العصرية والأصيلة التي حلم بها الشهداء- رحمهم الله- وضحوا بأنفسهم لأجلها ولأجل كرامة شعبها…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد النور

    عفوا يا أستاذ فالزمن قد تغير جدا، من شروط الإنتخابات أن يكون للمترشحين نفس الفرصة من الإعلام، والا فهي مجرد تحصيل حاصل.
    الإنتخابات بالشكل الغربي هي طريقة مستترة لفرض أشخاص بعينهم (هي ديكتاتورية مقنعة)..معظم المترشحين مختارون قبلا من طرف شركات وبنوك، ومن يريدونه أن يفوز يسخرون له الإعلام والمال ويعتمون عن غيره، وهما شرطان كافيان للفوز بإنتخاباتهم.
    اليوم الجزائر، شعبها يلجأ إلى الفايسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرهم، فمن يقف وراء هذه الوسائط له كل القدرة بواسطة الخوارزميات لصنع الرأي العام المحلي ودفعه لإختيار مايريدون.
    مايهم، أن يكون الرئيس عادلا وكفؤا، أما ديمقراطية على شاكلتهم فهي حصان طروادة.