-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتخابات من أجل الوطن.. لا من أجل السلطة!

انتخابات من أجل الوطن.. لا من أجل السلطة!
ح.م

الأمر الأساسي الذي ينبغي أن نفهمه اليوم جميعا في ظل وصولنا إلى نقطة أصبحنا فيها قاب قوسين أو أدنى من الصِّدام، داخل الدار الواحدة، أن الانتخابات هذه المرة لن تكون أبدا من أجل استلام السلطة أو تغييرها، إنما من أجل سلامة الوطن والتحضير للتحول المرتقب في السلطة. كل المسألة تكمن في وعي هذه المعادلة.
الشطر الأول من المعادلة: أن يتم تسليم السلطة للشعب قبل إجراء الانتخابات وعندها ندخل في حالة تُشبه حالة الشرعية الثورية التي عرفناها غداة الاستقلال (مع الفارق الكبير طبعا بين المرحلتين)، ومعها تُصبح الانتخابات اداة لأصحاب شرعية الشارع الجدد مبررا للبقاء في الحكم وليست وسيلة للتداول الديمقراطي عليه، ونُكرِّر ذات الخطأ الذي ارتكبناه منذ أكثر من نصف قرن. الشخصية التي تحكم باسم ثورة الشارع لا يمكن إسقاطها إلا بثورة شارع آخر. وهي دوامة ينبغي ألا نقع فيها ثانية…
أما الشطر الثاني من المعادلة: أن يقبل الشعب بإجراء انتخابات بما تَوَفَر من ضمانات اليوم، تفرز الشخصية التي تُشرف على عهدة انتقالية يتم فيها وضع الأسس الصحيحة للدولة الجزائرية الجديدة عن طريق الحوار والإقناع في ظل وضع مستقر يوفر الحد اللازم من الشروط للانتقال الديمقراطي في المستقبل. وعلى خلاف الشطر الأول من المعادلة، هذه الشخصية كما ستأتي عن طريق الانتخاب تذهب أيضا عن طريق الانتخاب.. وبهذه الطريقة نكون قد وضعنا نهاية لما يُعرف بالحكم من خلال الثورة واستبدلنا ذلك بالحكم من خلال الصندوق. وهو الهدف الأسمى الذي نصبو إليه لبناء جزائر الغد..
وترجيحي للشطر الثاني من المعادلة ناتج عن مجموعة من الاعتبارات أهمها:
أولا: كما من حق أي مواطن أن يرفض الترشح للانتخابات وأن ينتخب وأن يحتكم للشارع، يحق له عكس ذلك أي أن يترشح وينتخب دون أي إكراه أو تخوين، إن من السلطة أو من الشارع: كل مواطن مسؤول أمام الله تعالى ونفسه.
ثانيا: أن الدكتاتورية تأتي دائما عن طريق الادعاء أن كل الشعب معها، وهذا ما يقوله البعض اليوم، في حين أن الديمقراطية تفترض أن غالية بسيطة من الشعب معها، وبقية الشعب إما معارضا لها أو غير مُبالٍ بمسألة الحكم تماما (أكثر من نصف الشعب التونسي مثلا 57 % لم تبال بالانتخابات الأخيرة).
ثالثا: الانتخابات الحالية بالنظر إلى الوضع الإقليمي والدولي، ينبغي أن يكون هدفها المحافظة على وحدة الوطن والجيش والتحضير لأسس بناء دولة وفق القواعد العصرية، وليس استلام السلطة والتغيير الجذري والفوري للنظام السياسي كما يعتقد البعض.
رابعا: الموقف الوطني اليوم ينبغي أن يتجاوز الموقف الشخصي والحزبي والفئوي والأيديولوجي، ويُفترَض أن تتوافق الشخصيات الوطنية بجميع توجهاتها على ترشيح شخصيات من بينها أو خارجها من بين الوجوه الشابة، لعهدة انتقالية يختار الشعب إحداها ديمقراطيا عبر الصندوق وليس من خلال التزكية عبر الشارع.
وهكذا يبدو لي نُجنِّب بلدنا كل احتمالات الانزلاق، ونُحافظ على سلامة أبنائنا ونستبدل بحق تطلعنا من أجل السلطة بتطلعنا من أجل بناء الوطن. ولنا في ذلك كل الأمل..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • SM

    Allah yajaal khir wa yafteh alia was ala blank inches Allah

  • محمد ف

    أعجب لمن يصنف في خانة الديمقراطيين ويرى أن الديمقراطية لا تعني دائما حكم الأغلبية؟!!!

  • محمد البجاوي

    و هل تركوا لنا من وطن نفرح به و نفتخر يا يس سليم ؟؟؟

  • LAHN

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بيان : لو قالت لي زبيدة عسول و من على شاكلتها و حلفاؤها ..قل لا اله الا الله ما قلتها ....
    كنت سابدأ بحليم لكن افضل كريم : تذهب انت و اهلك وولدك و عائلتك الايديولوجية ومن هم على ملّتك و من هم ليسوا ضدك و ضد من هم معك ( في ما يخص قولك هذا ) الى الجحيم و لا تمس ذرة من هذه الارض , اذا كان الوطن سيذهب للجحيم فمن اي جنان الارض تكلمنا قرد صهيون

  • سهيل

    ان المضي قدما نحو انتخابات لا تحضي بالاجماع ومع نيتة مبيتة لاقصاء اشخاص واحزاب بعينها لن يبني وطنا ولن يؤسس لدولة ديمقراطية بل هو طريق مختصر لاعادة انتاج نفس الانظمة السابقة وبالتالي وأد الحراك الذي جاء من اجل القضاء علي الممارسات الشنيعة التي شهدتها البلاد منذ نشاتها ,
    المشكلة اليوم هي غياب الثقة ؟؟
    من يضمن ان هذه الانتخابات لا تعيد نفس المنظومة السابقة وبشخصيات اخري ؟؟
    ان مشكلتنا اعمق بكثير من الذهاب الي الصندوق الذي يلجأ اليه النظام في كل مرة لكي يخرج من عنق الزجاجة ؟؟

  • ياسين

    إن الأقلية الماكرة تلعب على مخادعة الشعب كي يقاطع الانتخابات ليخلوا لها الجو و هي تكون قد أوعزت إلى أنصارها الترشح و التصويت... و من ثم تضح على الأغلبية المغفلة التي صدقت خداعهم و ستضحك عليهم و تتبرأ منهم كما تبرأ الشيطان من أتباعه الذين استغفلهم؟؟؟ فهل يعي شعب دوره أم سيقاد كما تقاد القطيع إلى المذبح و هي لا تدري؟؟؟

  • صالح بوقدير

    وعد لاتملك ناصيته الافضل لك السكود

  • كريم

    يذهب الوطن إلى الجحيم اذا كان يجب علينا ان ننتخب من اجل الحفاظ على وطن ينهب فيه اموال الشعب يوميا الغني يزداد غنى والفقير يموت فقير منذ 1962 وانتم تنادون بنفس الكلام الوطن ثوره نوفمبر اذا كنتم انتم وطنيين ايها اللصوص فانحن حركى ولن ننتخب

  • حليم

    ما يخيفنا هو جماعة (الديمقرانية) ان يتسللوا من تحت الباب و يدهب كل شي سدى ..!؟
    من فضلكم وعوا الناس و سموهم باسماء هؤلاء المقرانيين ..! لانها فرصة لا تتكرر