-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
محافظ المهرجان الأمازيغي سليم سوهالي لـ"الشروق":

انتهى عصر النخب الكلاسيكية.. وغياب بعض المسارح الجهوية غير مبرر

صالح سعودي
  • 726
  • 1
انتهى عصر النخب الكلاسيكية.. وغياب بعض المسارح الجهوية غير مبرر

يتحدث محافظ المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي سليم سوهالي في هذا الحوار الذي خص به “الشروق” عن الطبعة الـ11 وما تضمنته من إيجابيات ونقائص، وكذا الأهداف التي تراهن عليها أسرة المهرجان في النسخة المقبلة. سليم سوهالي بدا راضيا عن المكاسب المحققة إلى حد الآن، خاصة في ظل التنافس بين العروض المشاركة، ووجود جمعيات وتعاونيات لأول مرة خاصة من الجنوب، كما يعطي رأيه بخصوص عديد المسائل، مثل تقليص بعض أنشطة المهرجان وغياب المسرح الجهوي لباتنة للموسم الثاني على التوالي وعلاقة محافظة المهرجان بالجامعة وغيرها.

كيف تقيم الطبعة 11 من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي؟

ما ميز الطبعة 11 هو حضور ثلاث فرق من الجنوب، ممثلة في فرقة تيميمون ولاية أدرار، وكذلك فرقة من جانت ولاية إيليزي، وفرقة من تقرت ولاية ورقلة، ما يتماشى مع أهداف المهرجان الرامية إلى تقريب المتغيرات الأمازيغية بكل ما تحمله من مفردات قد تساعد المهتمين في إثراء القاموس اللغوي بالإضافة إلى حضور العديد من التعاونيات والجمعيات من بعض الولايات (البويرة وبجاية وباتنة وتيزي وزو). بالنسبة إلى المسارح الجهوية، حضر طبعتنا كل من المسارح الجهوية لبجاية وأم البواقي وتيزي وزو، بالإضافة إلى المسرح الوطني. المهرجان يبقى عبارة عن فضاء للتلاقي وتبادل الخبرة بين المبدعين العاملين في حقل الفنون الركحية الناطقة بالأمازيغية. هذا الفضاء الذي نسعى من خلاله إلى إفساح المجال أمام المبدعين لإظهار أعمالهم وتقديمها أمام الجمهور، بدليل أن لجنة التحكيم تتولى اختيار أحسن الأعمال بكل حرية، فهي سيدة في قراراتها.

ما انطباعك بخصوص التنافس السائد والعروض المتوجة؟

ما شاهدته من عروض يبشر بمستقبل جيد للمسرح الناطق بالأمازيغية رغم تفاوت المستويات وتعدد المدارس من كلاسيكية إلى عروض يمكن إدراجها في خانة ما يعرف بالمسرح التجريبي، إلا أن هناك عروضا مسرحية راقية. ما لاحظته أيضا هو انفتاح العروض المقدمة على الثقافات الإنسانية، حيث لم يعد المسرح الناطق بالأمازيغية ذلك المسرح الذي بقي لفترة حبيس الفكر التراثي. عرضت أمامنا أعمال تم اقتباسها من الأدب العالمي، وهذا شيء جميل.

ما رأيك بخصوص النقائص التي تخللت هذه الطبعة، مثل مشكل الإيواء وغياب ورشات للتكوين والنقاش والتصحيح والإثراء؟

نقائص الطبعة 11 مثل غياب ورشات التكوين تعود أصلا إلى مشكلة الميزانية التي لا تكفى لبرمجة هذه النشاطات، لأننا مجبرون تحت ضغط ضعف الميزانية وغياب المساهمين من رجال الأعمال على تقليص فقرات برنامجنا. فنحن لاحظنا أن أغلب الجمعيات والتعاونيات وخاصة في الجنوب هي في حاجة إلى تربص تكويني، فقدمنا للسيدة وزيرة الثقافة مشروع تربص لفائدة هؤلاء نتمنى أن تساعدنا في تحقيقه.

هل حقق المهرجان الأهداف المخطط لها أو جزءا منها؟

المهرجان بالنسبة إلينا هو فضاء ومدرسة، فالكثير ممن مروا على خشبته أصبحوا فنانين من ذوى الشهرة الواسعة، كما أن المهرجان تحول إلى شبه مدرسة، نتمنى أن نجد المساعدة من قبل الدولة لتحقيق هدفنا الأسمى وهو خدمة الفن والثقافة الجزائرية. وعليه أعتقد أن المهرجان حقق بعض أهدافه، لكن لا يزال هناك عمل طويل أمامنا لبلوغ أهدافنا المسطرة، المتمثلة في ترقية المسرح الناطق بالأمازيغية وتخليص الفعل الثقافي من البيروقراطية. لقد حان الوقت أن يفسح المجال أمام النخبة الوطنية حتى تتمكن من أداء مهامها، لأننا في حاجة إلى بلورة معالم مشروع ثقافي يساير تطور العصر، فالثقافة والمثقفون هم البناة الحقيقيون للمجتمعات، ولا يمكن لأي أمة أن تتقدم دون النهوض بقطاع الثقافة، فالثقافة هي ما يميزنا عن الباقي. لقد انتهى عصر النخب الكلاسيكية فنحن نعيش الثورة الرقمية وما تحمله من تغييرات هادفة إلى دمقرطة المعلومة. العالم أصبح محكوما بالصورة والصوت وعلينا أن نكون مستعدين لهده التغيرات بدل أن نبقى قابعين في قوالبنا الجامدة التي تجاوزها العصر.

كيف تفسر غياب مسرح باتنة في ثاني طبعة على التوالي؟

بالنسبة إلى غياب المسرح الجهوي لباتنة لسنتين على التوالي فهو أمر لا يخصني. فأنا محافظ لمهرجان وطني وليس محليا، فلا دخل لي في شؤونه. ما يمكن ملاحظته هو غياب المسارح الجهوية الأخرى. إذ كان من المفروض أن تكون حاضرة، فمن غير المعقول ألا تشارك، فالمهرجان تظاهرة تحت رعاية وزارة الثقافة، ولهذه المسارح ميزانيات مخصصة للإنتاج المسرحي، وعليه فإن غيابها في نظري غير مبرر.

ما رأيك في الجدل الحاصل بخصوص ثنائية النص المقتبس والأصلي؟

نحن خصصنا جائزة لأحسن نص أصلي، معنى ذلك أننا نسعى إلى تشجيع الكتاب والمؤلفين لإبراز أعمالهم، وهذا لا يعنى أننا ضد الاقتباس فنحن نشجع المسرح الناطق بالأمازيغية على الانفتاح واكتساب التجربة من الأعمال العالمية.

هناك استياء من إدارة قسم الفنون من جامعة باتنة بحجة عدم توجيه الدعوة، وهناك حديث عن عدم تكفل قسم الأمازيغية بأرشيف المهرجان، هل من توضيح في هذا الجانب؟

لقد وجهنا لهم عدة دعوات في السنوات السابقة، طلبنا منهم إحضار الطلبة، والأرشيف موجود لكن لم يتجسد ذلك. أظن أنه حان الوقت أن تكون الجامعة برمتها منفتحة على الفضاء الثقافي والعمل على الاستفادة من مثل هذه التظاهرات بدل انتظار الدعوات والتشبث بحجج واهية، فمحافظة المهرجان مستعدة لتقديم نسخ من أرشيفها السمعي البصري للجامعات الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبدالله FreeThink

    لاشيء إسمه "أمازيغية" .... هناك "بربر" وفقط في كتب التاريخ . والبربر من أصول عربية قحطانية يمنية.