-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سميرة إراتني تقدّم أولى إصداراتها الأدبية

“اومازا”… رحلة للبحث عن تحقيق الحلم والذات معا

الشروق أونلاين
  • 733
  • 0
“اومازا”… رحلة للبحث عن تحقيق الحلم والذات معا
ح.م

أصدرت مؤخرا دار “خيال للنشر والترجمة” أول مولود أدبي للإعلامية الجزائرية سميرة اراتني بعنوان “اومازا”، الذي يحمل بين صفحاته مسار البحث عن تحقيق الذات والحلم انطلاقا من منطقة القبائل وصولا إلى العاصمة.

انطلقت الرواية من جبل “اومازا” بقرية “ثامقرة” بولاية بجاية التي احتضنت الطفلة “ثيزيري” منذ ولادتها، والتي تتقاطع شخصيتها مع الكاتبة سميرة اراتني، من خلال نقلها لأهم مراحل طفولتها بحلوها ومرها وظروفها وتفاصيلها بدءا بالطفلة البريئة التي لا تكف عن اللعب، مرورا بمرحلة “الشباب” والدراسة بالجامعة ورحلة الشغل التي أبانت على واقع مرير اصطدمت فيه أحلامها بالظروف القاهرة التي عاشتها في العاصمة لتحقيق ذاتها.

وكشفت الإعلامية سميرة اراتني في تصريحها لـ “الشروق” أن “الكاتب لا يستطيع الخروج من شرنقته التي تعد المصدر الرئيسي لكتاباته”، هذا ما تجلى في روايتها التي باشرت في كتابتها في سنة 2016 والتي جاءت بعد عدة محاولات سابقة في مجال كتابة الشعر والخواطر باللغة الأمازيغية، لكن حبها وولعها باللغة العربية دفعاها لنقل ثقافتها “القبائلية” على شكل رواية “اومازا” التي شخصتها بـ”ثيزيري” كمثال الفتاة التي تعبر عن نضال ومثابرة مثيلاتها عبر مختلف مناطق الوطن.

تطرقت سميرة اراتني في روايتها إلى الظروف القاسية التي عانت منها “ثيزيري” أثناء تواجدها بالعاصمة للدراسة في الجامعة وصولا لاشتغالها كصحفية، كما عرت واقع المجتمع الذي لا يرحم الفتاة بنظرة شريحة معينة إليها “كمشروع عاهرة” بالإضافة إلى تطرقها لظواهر اجتماعية أخرى صادفتها في حياتها اليومية كمشكل الإقامة والإيجار الذي يعاني منه الكثير بالموازاة مع رحلة البحث عن منصب شغل، فالذئاب البشرية لا تقتصر في تعاملها مع الفتاة كجسد لإشباع الغريزة فحسب وإنما ترغمها على افتراش الشارع حينما تفرض عليها مطالب تعجيزية يستحيل الاستجابة لها في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأغلبية، كما تحدثت سميرة في روايتها عن المعتقدات الدينية والطابوهات التي تحاصر مجتمعنا والعنف الأسري والمسؤولية والعادات والتقاليد وغيرها في سرد مميز يأخذك في تماوج بين تضاريس “قرية تيغيلت بتامقرة” وصخب العاصمة الذي التقت فيه “ثيزيري” بشخصية الشيخ “سالم” الذي كان بمثابة زورق النجاة، حيث شكل لها السقف الذي يؤويها والحضن الذي يحميها ويساعدها في تحقيق أحلامها فأعاد لها الثقة بنفسها، ويصبح كفرد من عائلتها يصغي لأفكارها ويفرح لنجاحها دون أن يستغل أوضاعها فتولدت علاقة خاصة تماما كتلك التي تربط البنت بوالدتها رغم غربتها التي لم تتعد بعض الكيلومترات عن عائلتها.

وقد حملت الرواية بين صفحاتها عديد الشخصيات التي تقاسمت مشوار “ثيزيري” انطلاقا من عائلتها المتمثلة في والديها وإخوتها وجدتها بالإضافة إلى جارتهم “جاجا” التي تركت انطباعا جيدا في ذاكرتها نظير المساعدة غير المشروطة التي كانت تقدمها لعائلتها كما تحدثت عن دور الدابة “الحمار يول” الذي تقاسم قسوة ظروف المعيشة والطفولة كخطوة من الكاتبة لنقل أجواء “ثيغيلت” وطبيعة الحياة في “ثامقرة” بكل تفاصيلها وصولا إلى الشخصيات التي التقتها “ثيزيري” في العاصمة من فنانين وأدباء وزملاء وأصدقاء خاصة أثناء اشتغالها كصحفية.

ومن الشخصيات التي غيرت حياة “ثيزيري” في الرواية نجد الشيخ “سالم” الذي فتح لها أبواب منزله في الوقت الذي تعقدت فيه علاقتها مع بعض المقربين رغم حاجتها إليهم، لكن إصرارها على النجاح وإيمانها بموهبتها وقدراتها جعلاها تتغلب على قساوة الحياة التي علمتها دروسا في كل التجارب التي اجتازتها لبلوغ هدفها وتحقيق ذاتها وارتباطها بالشخص الذي أحبها وآمن بها وبموهبتها، ليكون سندها في الحياة والعمل معا.

كما أشارت الكاتبة إلى دور والدتها رحمها الله وتأثيرها عليها في تحقيق أحلامها باتخاذها قدوة في النضال والمثابرة للنجاح الذي خطت أولى خطوات دربه الطويل من قرية “ثامقرة” فاتخذت من جبل “اومازا” رمزية الشموخ الذي تحتاجه كل امرأة حرة، لتتماهى مع شموخه وكبريائه ليكون بذلك عنوانا لأول مولود أدبي لها والذي أهدته لروح والدتها الطاهرة رحمها الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!