-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بؤر نار اصطناعية تسعَّر قبل موعد 2019

حبيب راشدين
  • 1537
  • 3
بؤر نار اصطناعية تسعَّر قبل موعد 2019
أرشيف

تهديدات المارشال الليبي حفتر بنقل الحرب إلى الجزائر قد تكون محض استفزاز بلا أفق، من رجل كانت دائما طموحاته أكبر من قدراته ومؤهلاته، وقد أدانتها كثير من الشخصيات الليبية التي لا تبخس الجزائر موقفها المبدئي بعدم التدخل في شأن الجيران، وقد تكون أيضا مأمورية وتكليفا من جهة أو أكثر من الذين يراهنون على موعد الرئاسيات كآخر فرصة لضرب الاستقرار وتحقيق ما فاتهم من فرص أضاعوها منذ بداية الربيع العربي.

منذ بداية الصيف توالت أحداث غريبة على أكثر من جبهة، تصب جميعها في اتجاه ضرب الاستقرار وإرباك مؤسسات الدولة، وزرع حالة من الخوف لدى المواطنين، بدأت بتلفيق الجار المغرب لوقائع كاذبة حول توغل إيراني عبر حزب الله بتوريد اسلحة ومدربين لفائدة جبهة البوليساريو، تلاها حادث الكوكايين الذي كشفت بعض التسريبات ضلوع جهات استخباراتية اقليمية في تدبيره، وأخيرا التفشي الغريب لوباء الكوليرا في بلدٍ استثمر الكثير في معالجة مياه الشرب، وصرف ومعالجة المياه العادمة، وتطهير المدن من الأحياء القصديرية.

وربما حق للمعارضة أن تطالب الدولة بتحقيق جنائي يواكب التحقيق الطبي مع ما ظهر من شكوك حيال انتشار الوباء بشكل انتقائي في بعض ولايات الشمال الأوفر حظا من جهة التغطية الصحية، واستفادتها من برامج تجفيف منابع الأوبئة قياسا مع مدن الداخل، وقد نمت الشكوك، خاصة بعد ظهور حالات معزولة في وهران، وضعف وتيرة الانتشار في المحيط الذي كُشفت فيه الحالات الأولى.

إلى جانب ذلك، كان البلد قد تعرض لحملة مسعورة مدارة عن بُعد، شاركت فيها بعض المنظمات الدولية التي كالت جملة من التهم للسلطات الجزائرية بسوء معاملة المهاجرين الأفارقة، واتهامها بسلوك عنصري، كانت تريد إرباك مخطط الحكومة في وقف تدفق المهاجرين، في ما يشبه الاستباق المبكر للمبادرة الأوروبية التي أرادت تحويل دول شمال إفريقيا إلى مركز لتجميع المهاجرين، والسماح لأوروبا بانتقاء ما تشاء من المهاجرين، وكان لرفض الجزائر المبادرة الأثرُ المطلوب في إفشال نفس المسار في تونس والمغرب، التي قاولت من الباطن لمشروع فرنسي كان يخطط لتحويل المغرب إلى ممر رئيس للهجرة الافريقية يساعد البلدين على خلط الأوراق في ملف الصحراء الغربية.

لأجل ذلك، قد تكون خرجة المارشال الليبي آخر ورقة تُسحب في الوقت بدل الضائع لجر الجزائر إلى ردة فعل تمنح بعض الذخيرة لهوس مارشال فاشل، لم ينجح حتى في استرجاع مدينة درنة الصغيرة، حتى يكابر بنقل الحرب إلى الجزائر بأربع دبابات وجيش “باتشوورك” من أعوان المخابرات الفرنسية والبريطانية والمصرية والإماراتية، يراد لها في الحد الأدنى أن تنتج مسوغا لفشل آخر محاولةٍ فرنسية لاسترجاع استثمارات عدوانها على ليبيا، بتسليم رئاسة البلد لرجل تراهن عليه لقيادة جبهة ثالثة مفتوحة ضد الجزائر.

حالة التكتم التي تعاملت بها السلطات الجزائرية مع هذه الأحداث، وانشغالها بإعادة تأطير الأسلاك الأمنية على أعلى مستوى، عززت الشكوك التي بدأت تتشكل حتى عند أقطاب المعارضة حول فرضية وجود أياد أجنبية وربما تنفيذ مخطط مدروس لضرب الاستقرار في البلد، وإرباك حسابات أركان النظام، توجب على الدولة المبادرة إلى اشراك الرأي العام في تقدير الأخطار والتهديدات وفهمها، وإعداده لما هو أسوأ كلما اقتربنا من موعد رئاسيات 2019.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مواطن

    الجزائر مصونة بحفظ الله و ستره ما دمنا بشرعه متمسكون و كل من أراد بها سوء من الداخل أو الخارج سيهلكه الله.

  • جزائري - الجزائر

    بعد الصور التي تناقلتها الصحافة وكل وسائل التواصل عن واد "بني عزة"(وغيره) وحالة السكان عل ضفافه ومئات الفلاحين الذين يسقون شتى المحاصيل بالمياه القذرة....يخرج علينا الأستاذ راشدين بمثل هذا الكلام..."وأخيرا التفشي الغريب لوباء الكوليرا في بلدٍ استثمر الكثير في معالجة مياه الشرب، وصرف ومعالجة المياه العادمة، وتطهير المدن من الأحياء القصديرية" والله كلام غريب أشد من غرابة الكوليرا في جزائر 2018 !!!

  • omd

    و الله لو كان جيراننا اليهود و اسرائيل ماكانو يفعلون و يتامرون علينا مثل المخاربة العبيد. و لكن في كل مرة يكشفهم المولى عز وجل و يجعل كيدهم في نحرهم. ربنا ارنا فيهم اياتك. العبيد الملاعين.