-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بابٌ إلى الجنّة في مكان عملك

سلطان بركاني
  • 1012
  • 2
بابٌ إلى الجنّة في مكان عملك
ح.م

ما من عبد امتنّ الله عليه بعمل في وظيفة من الوظائف أو تجارة من التجارات، إلا وقد هيّأ له فرصة من ذهب ليفتح في مكان عمله بابا إلى الجنّة، فإمّا أن يقتنص الفرصة ويحوّل عمله إلى مصدر سعادةٍ في الدّنيا وفوز في الآخرة، أو يركن إلى نفسه وواقعه، ويفتح لنفسه بابا إلى النّار، عياذا بالله، فيتحوّل مكان عمله، في تجارته أو في وظيفته كاتبًا أو عاملا أو حارسا، إلى باب مفتوح على النّار، بسبب غشّه أو تهاونه في عمله ورضوخه لنفسه واتباعه خطوات الشّيطان.

يمكن العبدَ المؤمن أن يفتح لنفسه بابا إلى الجنّة في مكان عمله؛ عندما يحافظ على ما أوكل إليه من عمل ويلتزم أداءه على الوجه المطلوب. يتقنه كما لو كان يعمل في معمله أو مؤسّسته، لنفسه وبيته، وعينُه على حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”؛ فالله هو من يحبّ العبد المتقَن ويطلبه قبل أن يطلبه أيّ مخلوق آخر.. يسعى العامل ليكون أمينا، يصون ما اؤتمن عليه من وسائل وآلات وأغراض وأدوات في مكان العمل؛ يحافظ عليها كما يحافظ على أغراض بيته وأكثر، ولا يستخدم شيئا منها في غير مصلحة العمل، ولا يستغلّ غرضا منها لمصلحته الخاصّة.

يحافظ على الحضور ولا يغيب عن عمله إلا لعذر غالب، ويلتزم بوقت العمل لا يُنقص منه إلا لظرف طارئ أو ضرورة، ويحاول التّعويض ما استطاع عن كلّ خلل أو نقص، كلّ ذلك لأنّه يريد أن يتقرّب إلى الله بعبادة من أجلّ العبادات التي تهاون فيها كثير من النّاس، عبادة مفروضة هي عند الله أفضل من نوافل العبادات، عبادة تحرّي الحلال والحرص عليه، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين)) (البقرة، 168).. وقول الله سبحانه في هذه الآية: ((ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان)) معناه: احذروا الشّيطان أن يزيّن لكم الحرام ويقودكم إليه خطوة خطوة، ويجد لكم الأعذار والمبرّرات لاستباحته؛ يقول لكم مثلا: الغلاء فاحش ومصارف المال كثيرة والرّاتب لا يكفي، الدّولة لا تعطينا حقّنا، كلّ النّاس يسرقون… وهكذا تطمئنّ النّفوس إلى الحرام وتألفه.

“لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام”

العبد المؤمن الذي يرجو أن يكون عمله بابا يدخل منه إلى الجنّة، يحرص أشدّ الحرص على ألا يَدخل جيبَه دينارٌ من حرام يطعم به أولاده، فتنبت لحومهم من الحرام.. ويخشى أن يردّ الله عليه صلاته إن هو أدخل إلى جوفه شيئا من الحرام، يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام”.. ويخشى أن يحجب الله دعاءه فلا يجيبه، يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أيها الناس: إنّ الله طيِّب لا يقبل إلّا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ((يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)) [المؤمنون:51]، وقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)) [البقرة:172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا ربّ يا ربّ، ومَطْعَمُه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب لذلك” (رواه مسلم).. ويحسب الحساب لدقّة السّؤال بين يدي الله عندما يوقفه ويسأله عن ماله الذي اكتسبه خلال 30 أو 40 سنّة، هل كان من الحلال أم من الحرام؟

هذه طريق من يطلب الجنّة بعمله

العبد المؤمن الذي يرجو الله والدّار الآخرة لا يُنقص من عمله، بل يتطوّع بالزيادة ما استطاع، ابتغاء الأجر من الله، وطلبا للدّعاء الصّالح من إخوانه الذين يخدمهم.. لا ينظر إلى المقصّرين والمفرّطين من حوله، ولا يقلّدهم في تقصيرهم وتهاونهم، لأنّه يعلم قول الله تعالى: ((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ))، وقوله سبحانه: ((قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُون)).. العبد المؤمن في مكان عمله، يستشعر رقابة الله ونظره، ودقّة ما يسجّله الملكان، فلا يحتاج إلى رقابة من مسؤول أو مراقب، إنّما تكفيه رقابة الله سبحانه.. لا يتعلّل ولا يتضجّر، ولا يمنّ على أحد، ولا يقابل إخوانه المسلمين الذي يقصدونه في مكتبه أو مكان عمله بوجه كالح، بل يقابلهم بوجه طلِق وبابتسامة حانية، ويتفانى في خدمتهم، حتى يخرجوا من عنده راضين وألسنتهم تدعو له بأن يبارك الله فيه ويحفظه وأولاده ويرحم والديه.. يحتسب كلّ ذلك عند الله، ولا يرجو ثناءً ولا شكرا ولا مقابلا من أحد.. يتمنّى أن يحظى بمحبّة الله، وعينُه على قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أحبُّ النّاس إلى الله أنفعهم للنّاس” (صحيح الجامع)، وقوله عليه الصّلاة والسّلام: “مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته” (البخاري ومسلم).. يجتهد في نفع إخوانه وتقديم يد العون إليهم وتسهيل حصولهم على حقوقهم، وهو يرجو أن يجزيه الله جنّة الآخرة، وجنّة الدّنيا أيضا: يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “إنّ في قضاء حوائج الناس لذةً لا يعرفها إلا من جرّبها”.

وهكذا إذا كان العبد المؤمن عاملا في تجارة من التجارات؛ يحرص على أن يكون عمله في دكّانه أو متجره بابا إلى الجنّة؛ يصدُق الزّبائن، فلا يغشّهم ولا يكذب عليهم ولا يخدعهم، ولا يخفي عنهم عيوب السّلع.. يلقى الزّبائن بالبشر والتّرحاب، ويبشّ في وجوههم، ويتسامح معهم، ويُنظر معسرهم، وعينه دائما على قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “التّاجر الصّدوق الأمين مع النّبيّين والصّدِّيقين والشّهداء” (السلسلة الصحيحة)، وقوله عليه الصّلاة والسّلام: “رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى” (البخاري).

.. وهذا هو واقع من لم يقدروا النّعمة قدرها!

ما ذُكر، هو المفترض في حقّ كلّ عبد مؤمن؛ أن يحرص على أن يكون عمله بابا يدخل منه إلى الجنّة.. ولكنّ كثيرا من الموظّفين والتجّار أبوا إلا أن يطيعوا الشّيطان ويتّبعوا خطواته، ويركنوا إلى أنفسهم الأمّارة بالسّوء، فأصبحت أعمالهم سببا في سخط الله عليهم، وسببا في باب إلى النّار فتحوه على أنفسهم.

هناك مئات الآلاف من الشّباب، لفحتهم البطالة، ويحلمون بمناصب عمل دائمة يكسبون منها أرزاقهم ويرفعون بها عن أنفسهم رَهق الحاجة وذلّها ويحفظون ماء وجوههم.. في مقابلهم آلاف الموظّفين في الإدارات والمؤسّسات، لم يقدروا النّعمة التي حظوا بها حقّ قدرها، ولم يحدّثوا أنفسهم باستغلالها لتحصيل سعادة الدّنيا ودخول جنّة الآخرة.

يُنعم الله على عبده بمنصب عمل مستقرّ، وربّما يكون عملا سهلا ميسورا، ليكسب لقمة الحلال ويسعد في الدنيا، ويكون يوم القيامة قريبا من النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّ نفسه والشيطان يقودانه ليضيّع وظيفته ويأكل الحرام، ويفتح لنفسه بابا إلى النّار.. يظنّ أنّ السّارق هو فقط من يُدخل يده في جيوب النّاس ليأخذ أموالهم، ولا يدري أنّ من يضيّع عمله سارق أيضا.. من ينقص من وقت العمل سارق، ومن يترك عمله لأجل أن يتصفّح الهاتف أو يتجاذب أطراف الحديث مع زميل العمل، سارق، ومن يطلب العطل المرَضية من دون ضرورة سارق، ومن يغشّ في تجارته فيطفّف الميزان ويخلط السّلعة الرديئة مع الجيّدة ويكذب في النوعية والأسعار، أيضا سارق، وهكذا…

كلّنا نرى الواقع المرّ المرير من حولنا، ونرى كيف ضيّعت أمانة الوظيفة وكيف أصبح الموظّفون -إلا من رحم الله- لا يتنافسون في العمل، إنّما يتنافسون في الكسل وفي اختلاق الأعذار والمبرّرات لترك العمل.. أصبحت عبارات: “راني مديڨوتي”، “راني كاره”، “راني مروّح”؛ هي العبارات الأكثر سماعا في الإدارات والمصالح والمؤسّسات.. يأتي الموظّف إلى مكان عمله متأخرا، ثمّ لا تكاد تمضي ساعة من دخوله حتّى يبدأ الشّيطان ينخزه وتبدأَ نفسه تحدّثه بالعودة إلى البيت، ويبدأ في التأفّف والتبرّم والشّكوى، فتارة يأخذ هاتفه ليفتح الفايسبوك والماسينجر، وتارة يغادر مكان عمله لينتقل هنا وهناك، وتارة يتعلّل بأنّه يريد أن يدخّن أو يشرب فنجان قهوة.. كلّ هذا وإخوانه ينتظرون منه أن يلتفت إليهم ويقضي حاجاتهم، لكنّه يأبى إلا أن يتهرّب وينظر إليهم بكلّ غيظ، كأنّهم متسوّلون ينتظرون منّته وإحسانه، مع أنّه موظّف يتقاضى راتبا لقاء ما يقدّمه من خدمة.

في مراكز البريد والإدارات.. وحتى في المستشفيات!

تدخل إلى مركز البريد تريد أن تسحب راتبك، فربّما تجد موظّفا هيّنا ليّنا متخلّقا، فتأخذ حقّك وتنصرف شاكرا له، ولكنّك قد تفاجأ بموظّف يعاملك كأنّه يقطّع لك من لحمه ويصبّ لك من دمه أو يعطي لك من جيبه! كأنّك تريد أن تسحب راتبه وليس راتبك، ينظر إليك شزرا بجبين مقطّب ويكلّمك بكلّ جفاء ويردّك خائبا لأتفه سبب.. وهكذا في مصالح الحالة المدنية ومختلف الإدارات، تجد بعض الموظّفين، يجدون الوقت لكلّ المآرب إلا لخدمة إخوانهم.. تجد الواحد منهم منشغلا بهاتفه يتصفّح ويكتب الرسائل، ويتفاعل معها، فإذا ما تقدّم إليه أخ من إخوانه في خدمة يطلبها، كشّر في وجهه، ورفع صوته، حتّى يشكّ طالب الخدمة أنّه ربّما دخل إلى بيت هذا الموظّف في ساعة غير مناسبة! بل حتى في المستشفيات تجد بعض الأطبّاء والممرضين –وليس كلّهم- كأنّما بأيديهم الشّفاء والموت والحياة! لا يراعون أحوال المرضى ولا يرحمون أنينهم وتوسّلاتهم، بل ينظرون إليهم على أنّهم مصدر إزعاج يقطع عليهم متعة الإبحار في عالم الإنترنت، وإذا ما اضطرّ أحدهم إلى العمل ومعاملة النّاس، عاملهم كأنّهم متسوّلون يطلبون صدقته وإحسانه، ويظنّ أنّه بذلك أراح نفسه، ولا يدري أنّه أغلق عن نفسه بابا مفتوحا إلى الجنّة: يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: “لأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة—شهرًا”، ويقول: “من مشى مع أخيه في حاجة حتى أثبتها له، أثبت الله -عز وجل- قدمه على الصراط يوم تزل الأقدام” (صحيح الجامع).

أمّا السّرقة من ساعات العمل، فحدّث ولا حرج، ربّما من بين الخمس والثلاثين ساعة المقرّرة في الأسبوع، تجد الموظّف لا يكاد يتمّ 15 ساعة موزّعة على خمسة أيام، أسطوانته التي يردّدها كلّ يوم: “راني مروّح”، “راني رايح”، “عندي رونديفو مع الطّبيب”، “عندي طريق”، “عندي ضيوف”، “الطّفل مريض”، “مانيش قادر”، “ما رقدتش البارح”… هذا فضلا عن العطل المرضية التي يطلبها كذبا وزورا وتزويرا أو لأتفه الأسباب… كلّ هذا، ثمّ تجده في الأخير يشكو الهمّ والغمّ والضّيق وعقوق الأبناء ونشوز الزّوجة وذهاب البركة وكثرة المصاريف التي تستنزف راتبه، ولا يدري أنّ كلّ ذلك بسبب خيانة منصبه وإضاعة عمله وتكبّره على عباد الله، وبسبب دعوات النّاس عليه وربّما لعناتهم التي ترتفع إلى السّماء فتجده مستحقا لها فتنزل عليه.

لن تنفعك نوافل العبادة ما دمت تأكل الحرام

المفارقة أنّك ربّما تجد من هذه حاله، مهتمًّا بصلاته، وربّما محافظا على إقامتها في المسجد، وربّما مهتما بنوافل الصّلاة والصيام، وهذا هو المفترض في حقّ كلّ عبد مسلم؛ أن يحافظ على صلاته، ويهتمّ بالتزوّد من النّوافل، لكن ألا يهتمّ مع ذلك بتحرّي الحلال في عمله، فهذا خلل يحتاج إلى وقفة مراجعة، ليس بترك الصّلاة في المسجد وترك نوافل العبادات، إنّما بمراجعة الحال مع فريضة تحرّي الحلال، حتّى لا تكون حال المصلّي كمن يريد حمل الماء في الغربال أو المال في جيب مثقوب.. رُوِي عن بعض أهل العلم أنّ الشّيطان يقول: “خَصلة من ابن آدم أُريدها، ثم أُخلِّي بينه وبين ما يريد من العبادة، أجعل كَسْبَه من غير حلٍّ، إن تزوَّج تزوَّج من حرام، وإن أفطر أفطر على حرام، وإن حج حجَّ من حرام”، وقال يوسف بن أسباط رحمه الله: “إذا تعبد الشاب يقول إبليس: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعمه مطعم سوء، قال: دَعُوه، لا تَشتغلوا به، دَعُوه يجتهد ويَنْصَب، فقد كفاكم نفسَه”، وقال وهيب بن الورد: “لو قمتَ مقام هذه السارية، لن ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك حلال هو أم حرام”.

هناك استثناءات.. لكن!

ليس كلّ الموظّفين ولا كلّ الأطبّاء وكلّ الممرّضين، يضيّعون أعمالهم ويمُنّون على عباد الله؛ فهناك موظّفون يتّقون الله في أعمالهم ويقدّمون يد العون لإخوانهم.. هم موجودون، لكنّهم قلّة مع كلّ أسف؛ فظاهرة التسيّب والإهمال وإضاعة الوظائف والأعمال، انتشرت بكثرة في مختلف المصالح والإدارات والمؤسسات والمستشفيات، حتّى أصبح من يريد خدمة من الخدمات، يبحث له عن واسطة في المستشفى ليأخذ حقّه في الكشف والعلاج وصور الأشعّة، ويبحث له عن واسطة في الإدارة ليستخرج وثيقة يحتاج إليها من دون تأخير!

بل حتّى في التّجارة، انتشر الشّنف (التشناف) وشاع، خاصّة في السّنوات الأخيرة، وخاصّة مع هؤلاء الشّباب الذين يعيشون في عالم الفايسبوك.. تدخل متجرا من المتاجر، فتجد البائع شابا يحمل هاتفا في يده، تسلّم، فيردّ عليك بكلّ برودة من دون أن ينظر إليك، وربّما لا يردّ عليك السّلام، وأسعد شيء لروحه أن تسأله عن سلعة غير موجودة عنده، ليردّ عليك بسرعة البرق وعينه في الهاتف: “ما كانش”، ولو أطلت قليلا ربّما قال لك: “ربّي ينوب”، وإن سألته عن سلعة موجودة عنده، فإنّك تفاجأ به يعاملك كأنّك متسوّل تطلب منه الصّدقة والإحسان!! وهذه الظّاهرة موجودة في كثير من المتاجر، وحتى في بعض المقاهي، تجد “القهوجيّ” كأنّما يعصر للزّبائن دمه من عروقه، ويحتاج الزّبون ليكون من معارفه حتى يعصر له قهوة جيّدة!

دعوة للمراجعة والإصلاح

إنّنا في أمسّ حاجة لمراجعة أنفسنا، والتّوبة إلى الله من هذا التسيّب الذي طبع حياة كثير منّا، ونتّقي الله في أعمالنا، ونحرص على الحلال، إن نحن أردنا دوام النّعمة وحصول البركة وصلاح الحال والسّعادة في الدّنيا وفي المآل.. المنصب نعمة من نعم الله، يبارِك لمن حفظه وأدّى أمانته ويفتح له به بابا إلى الجنّة، وفي المقابل يَنزع البركة ممّن ضيّع منصبه وخان أمانته ويفتح له به بابا إلى النّار، وربّما يجعل المنصب وبالا عليه وسببا لحلول لعنات الملائكة والنّاس عليه، وربّما ينزعه منه ويعطيه غيره، يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: “إنّ لله عبادًا اختصَّهم بالنّعم لمنافع العباد، يُقرّهم فيها ما بذلوها، فإذا منَعوها نزعها منهم، فحوَّلها إلى غيرهم” (صحيح الجامع).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • أرض الشهداء

    وفيت وكفيت...بارك الله فيك...

  • فلم افهم

    افهم الى ماذا ترمين اليه ولكن استمرارية الدكتور في مزج كل شيء حسب رأيه فاهم والفاهم يفهم لست موافقة