-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يحكي عن حب سلطان مسلم لهندوسية

بادمافاتي‫… الفيلم الذي زعزع استقرار الهند

فاروق كداش
  • 4956
  • 2
بادمافاتي‫… الفيلم الذي زعزع استقرار الهند
ح.م

تقف بادمافاتي شامخة، تدق الأرض بخلخالها الحيدربادي وتمد يديها المرصعتين بمجوهرات “البانشاغالا” وعلى وقع انغام السيتار والسنتور تداعب ملكة راجبوت نسائم الليل بخصرها الذي التفت حوله محزمة “أوديانام” الياقوتية أمام ذهول سلطان مغولي أحرق مملكة بأكملها مقابل نظرة في عيونها السرمدية.

لم تشهد الهند منذ فترة طويلة جدلا وحراكا سياسيا بسبب عمل سينمائي كالذي تسبب فيه العمل الملحمي الضخم بادمافاتي الذي قلب الشارع الهندي وأجج حربا عقائدية هزت الاستقرار القومي… وتحصل الفيلم على دعاية ضخمة بعد أن رصد “جاناتا بارتي” وهو أحد أعضاء الحزب الهندي الحاكم المتطرف جائزة 100 مليون روبية‪، لمن يأتي برأس بطلة الفيلم “ديبيكا بادكون” والتي تقمصت دور بادميني أميرة إقليم راجبوت، وبالرغم بأنه سبق وأثار فيلم آخر يروي قصة حب ملك مسلم وأميرة هندوسية وهو جودا اكبر الجدل سابقا، إلا أن “بادمافاتي” كان تأثيره أكبر على الرأي العام في الهند، لأن الهندوس زعموا انه يمس بهويتهم وتقاليدهم، خاصة وأن الفيلم يصور الأميرة بادميني وهي ترقص أمام السلطان علاء الدين خلجي بعد أن قتل زوجها في معركة ضده، بينما كان من الواجب عليها كامرأة راجبوتية أن تقتل نفسها وألا تقع بأيدي العدو المنتصر.

القضية ليست لها علاقة بالحب بين مسلم وهندوسية  حسب رأي الكثير من المحللين بقدر ما هي عقدة هندوسية من حكم المغول على الهند لمدة أربعة قرون.

لعنة بادمافاتي

استفز فيلم بادمافاتي أو “ملكة الشرف” الآلاف من الهندوس الذين خرجوا في احتجاجات عارمة تنم عن مدى كراهيتهم للإسلام، وقام المتظاهرون بحرق 5 حافلات و200 سيارة وبعض دور السينما التي ألصقت أفيشات الفيلم على واجهتها إيذانا بعرضه، وتم اعتقال 60 شخصا‪، كما هددت 150 امرأة من اقليم “كشاتريا” بإحراق أنفسهن أحياء لتقليد “ساتي” الهندوسي التي حظرته الهند منذ أكثر من  عشرين عاما… هذا التسونامي الإعلامي أجبر الرقابة الهندية على اجراء 26 تعديلا على الفيلم شمل تغيير الإسم من ‪”بادمافاتي” وهو اسم آلهة مقدسة لدى الهندوس إلى “بادمافات”، بالإضافة إلى إدراج عبارة (الفيلم لا يضمن دقة الأحداث التاريخية)، ورغم كل هذه التعديلات، إلا أن أربع ولايات متطرفة فرضت حظرا عليه وهي “كجرات” و”راجستان” و”ماديا” و”هاريانا” مما استدعى أمرا قضائيا من المحكمة العليا لعرضه في دور سينما الولايات المذكورة.

وأكدت صحيفة “جانستا” الهندية أن  الممثل الكبير شاروخان رفض دور الملك راتان سينغ الذي يؤديه الممثل الشاب شاهيد كابور بسبب السيناريو الذي رآه مثيرا للفتنة رغم المبلغ الكبير الذي عرض عليه.

حب في بلاط أميرة

يروي الفيلم قصة ملحمية عن الحب والحرب بطلتها الأميرة بادمافاتي التي تتقمص دورها المبدعة ديبيكا باديكون، والتي اشتهرت في مملكة راجبوت بجمالها الأسطوري، وحب زوجها الملك “راتان سينغ” الجنوني لها والذي يختفي وراء ملامح النجم شاهيد كابور. وبسبب خلاف بين الملك ومعلمه، يلجأ هذا الأخير للانتقام منه بعد طرده من القصر بالتقرب من بلاط السلطان المسلم علاء الدين خلجي (شخصية أداها بجنون الممثل رانفير سينغ) ويقنعه بالزحف نحو مملكة راجبوت لخطف بادمافاتي الفاتنة… وتحدى المخرج نفسه في هذا العمل بتقديم فيلم تاريخي تمتزج فيه الأساطير بالحقائق، وبين ديكورات تفوقت على “جودا أكبر” و”ديفداس” و”ماستاني” ومشاهد حربية بمستوى فيلم “طروادة” حقق هكذا بادمافاتي المعادلة الناجحة.

الرقص على موسيقى السيتار

وكأي فيلم هندي، ضج بادمافاتي بالأغاني التصويرية التي بمجرد نزولها على اليوتيوب حصدت الملايين من المشاهدات، وتخطت أغنية “خالي بالي” هامش الـ37 مليون مشاهدة في أقل من أسبوعين، بينما تربعت أغنية “غومار” على قائمة الأكثر الأغاني تداولا بـ120 مليون مشاهدة على موقع الفيديوهات ‪”يوتيوب”… جماهيرية هذه الأغاني تعدت الهند بجميعها بين اللغة الأردية وبعض الكلمات العربية ونالت اعجاب الملايين من المعجبين العرب من بينهم الجزائريون الذين عثرنا على تعليقاتهم في خط التعلقيات لكليب خالي بالي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Hassina

    بدون تعليق

  • dzair

    Film mtartag