-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بانتصار الجزائر تنتصر الأمة

الشروق أونلاين
  • 573
  • 0
بانتصار الجزائر تنتصر الأمة
أرشي

إنه شعبُ واحدٌ كالجسد الواحد تداخل في بعضه وعرف واجباته في مواجهة الحياة وخلال القرون العديدة استطاع أن يخرج من كل الامتحانات المتتالية منتصرا على محاولات الشياطين.. انتصر وهو لا يملك من وسائل مادية شيئا، لكن يقينه وعزيمته ونقاء سريرته جعلته اكبر من اشتراطات المرحلة وقيود اللحظة.

شعب الجزائر المنتصر على الحلف الأطلسي بعد كفاح استمر 132 سنة هو نفسه اليوم الذي يتحرك مع جيشه العظيم لإشعار الجميع بأن الجزائر سيدة ومستقلة وتمتلك قرارها وثروتها وأن فيها رجالا أسودا يكسرون عظام من حاول ان يمد قدمه في سياجها.. شعب الجزائر بتراثه العظيم من ابن تشفين والغوث بومدين والموحدين ومرورا بزعماء الحركات الصوفية العظام وعلماء الجزائر الأفذاذ الذين انبعثوا من بجاية إلى بلاد الشام ليكونوا قضاة في ربوع فلسطين اكثر من اربعين عاما متتالية وليكون لاحقوهم علماء بلاد الإسلام يتربعون على قيادة الأزهر الشريف والمسجد النبوي الشريف.. ويحيون بحركاتهم الصوفية المجاهِدة شعوب شمال افريقيا.. كانوا بكل إرثهم يعبِّرون عن أمانة الوفاء لموقع استراتيجي خطير تجلت عبقريته في اختيار اجلّ المهمات وأقدسها لسكان الجزائر.

هذا هو الجبل الذي لا يهزه ريح.. هؤلاء هم الجبارون الذين لا يُستباح لهم حمى ولا يداس لهم طرف.. فلئن قرروا انحاز القدر إليهم وكان وعد الله مفعولا.. وإن قالوا سمع الكون لهم بأنهم من يقرر مصير الإمبراطوريات، فهم أول من اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية واستقلالها عن الانجليز، وهم أيضا من حجز سفن الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تجلب إخواننا الأفارقة المسلمين تسوقهم عبيدا إلى أمريكا.. وهي الجزائر نفسها التي أسهمت بربع جيش صلاح الدين لتحرير القدس وهي.. وهي.. فكيف يحاول شذاذ الآفاق إدارة وجهتها عن قبلتها وقطع وشائجها عن إخوانها وزرع الفتن داخل عروق جسمها؟ كيف يحاول الراضعون من ثدي بني صهيون والاستعمار الفرنسي إلغاء هويتها وتجاوز تاريخ سجلته القرون في جبين الزمن شاهدا على حقيقة الناس وجوهرهم؟

أجل، انه شعب واحد ولا خوف عليه.. لا خوف على الجزائر ففيها شعب يقظ حي واع.. لا خوف على الجزائر، فلا ترتعد فرائسكم ايها الطيبون، فلقد كان الاستعمار هنا بكل وسائله وسلاحه وخبثه ولم يستطع ان يفتَّ في عضد الجزائر او ان يفرق بين اطرافها.. فلا خوف ولا داع لقرع أجراس الحذر، بل فلتسِر سفينة الجزائر بإذن ربها حتى تستوي على الجودي تطهر الوادي من الرجس..

اليقين بشخصية الجزائر وعقيدتها تزيح عن شعبها القلق والتوجس من الغد.. انه المستقبل المشرق للجزائر المنتصرة.. وبانتصارها المتجدد تتنصر الأمة ويعزّ العرب وتفتخر فلسطين وتفرح ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!