-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بحثٌ في فائدة العدالة!

قادة بن عمار
  • 3097
  • 10
بحثٌ في فائدة العدالة!

الكلام الذي قاله وزير العدل بخصوص تكوين القضاة وتورُّط بعضهم في الفساد وإطلاق أحكام من دون أساس، يجب أن لا نمرَّ عليه مرور الكرام فقد يكون بين سطوره لبُّ المشكلة وعمق الأزمة التي تتخبط فيها الجزائر منذ فترة طويلة وليس فقط منذ أشهر مثلما يريد البعض أن يوحي زورا وبهتانا.

كما أنّ التوقيت الذي يأتي فيه هذا الكلام يعدّ مهما جدا بالنظر للقبضة الحديدية التي وقعت بين الوزير ونقابة القضاة واستمرّت أسبوعين، ونتيجة التجاذبات التي تعرفها الجزائر قبل الانتخابات، ومطالبة عدد كبير من المواطنين بمراجعة آليات العمل ومستوى الحريات داخل قطاعي العدالة والإعلام تحديدا.

يقول زغماتي متسائلا: “كيف لمدرسة القضاة أن تكوّن أزيد من 400 قاض في ظرف ثلاث سنوات فقط؟ هذا أمر غير معقول”، فمن وجهة نظر الوزير، فإن “التكوين ليس حشوا للعقول بالمعلومات فحسب، إنما يحتاج إلى منهج واضح ومتفق عليه”، ولعل هذا الكلام يبرهن للجميع أن ما تعيشه العدالة حاليا قد لا يكون مرتبطا فقط بالحريات، وإنما بمستوى التكوين أيضا!

وللأمانة، فقد سبق لوزير العدل السابق وأحد أبرز رموز نظام بوتفليقة، الطيب لوح، أن أغضب القضاة حين وصف تكوينهم بأقل من التكوين المهني! مسيئا بذلك للعدالة ولقطاع التكوين المهني معا، زيادة على أن قوله لم يكن بنيّة الإصلاح بتاتا، وإلا لما كان لوح رهن الحبس في سجن الحراش حاليا!

من الضروري جدا فتح ورشات لإصلاح العدالة فورا، وضروري أيضا، الحكم على برامج المتقدمين للرئاسة، بناء على مستوى وواقعية وعودهم المرتبطة بتحسين الحريات وإصلاح الدستور واحترام دولة القانون، وليس فقط بوعود الإسكان والإطعام أو بخفض الضرائب وتمديد عطلة الأمومة!

مشكلة الاتصال والتواصل ستبقى مطروحة كذلك، لأن الكثير من القوانين تبدو في شكلها جيدة ومقبولة جدا، لكن التطبيق العشوائي وعدم احترامها، أدى إلى حدوث الكثير من الكوارث، وعلى سبيل المثل: أليس عيبا أن يتورط بعض السياسيين والحقوقيين في نشر إشاعة قيام الشرطة والدرك والضبطية التابعة للأمن العسكري بتفتيش المنازل من دون إذن من وكيل الجمهورية، وهو أمرٌ لا أساس له من الصحة، لكن البعض روَّجه لتصفية حسابات سياسية ضيقة؟

من يريد خيرا بالبلاد فعليه “إصلاح العدالة” حماية للعدالة وليس للأشخاص، وعليه النضال من أجل تحقيق الحرية كمبدأ يستفيد منه الجميع، وليس كأداة للنزاع أو لتقاسم السلطة والمناصب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • خالد عبد الحميد

    كاد ان يقول اوكلوا تكوين القضاة للجيش ليعلمهم معنى الوطنية ويح نفسي عما تتحدثون ان القاضي يتكون لمدة اربع سنوات كتكوين قاعدي ثم تضاف لها ثلاث سنوات للتخصص الاجرائي ماذا يريد هذا الوزير الذي سكت دهرا ثم نطق كفرا هل يريد تكوين ابدي هيهات هيهات ان تؤكل عقول الناس بالكلمات الرنانة التي لا طائل من ورائها سوى تبرير ما يفعله هو الان انتقاما لشخصه لا غيرة على وطنه أو ليس هو نتاج التكوين الذي يتحدث عنه و ليس هنالك فارق بينه و بين سابقيه فحين اصبح وزيرا اراد ان يضرب القضاء هذه الممارسات هي التي جعلت القاضي الانسان ينحني اما الضغوطات اما التكوين فحتى الطبيب يتكون سبع سنين لينقذ الناس و الارواح فكفانا لغو

  • أعمر الشاوي

    عبد الله Freethink قلت كل شيءو لا تنسي أن عليهم غلق الهاتف

  • الشيخ عقبة

    (( التسيير الفاسد للجهاز هو أساس المرض )) ليست الكفاءة والخبرة لدى القاضي هي الناقصة إنما الفساد والنهب والرشوة والرداءة هي المنتشرة والمتحكمة ( الحق واضح والعدل يعرفه حتى حراس المواشي وما القاضي سوى خبير تقني في القانون مهمته وضع قاطرة العدل على السكة ليأخذ الحق مساره الطبيعي ) لا أعتقد أن منع الأعتداء على الحقوق والحريات المكفولة دستوريا يحتاج إلى علماء في الفزياء والكمياء وفلاسفة في العوم القانونية # إحقاق الحق مهمة يساهم فيها الجميع مواطنا ومجتمع ومؤسسات مسيرة من رجال شرفاء وليس من عصابات نهب ومرضى نفسيا #

  • Hacène

    Dans les villages de Kabylie existe un tribunal des sages s'appelle TAJMAET. Ces sages rendent des jugement indiscutables. Est que ces sages ont fréquentés les écoles de magistrature? Non! mais en Kabylie on les écoutes parce que ils sont
    intègres, honnêtes et libres . Pas de téléphone

  • بوليفه

    من العوامل التي تجعل القاضي مستقلا كدالك كفاءته وتكوينه فان كان في مستوي عال من العلم المعرفه والتمكن الكبير في ميدانه فهدا يمكنه من فرض سلطته نوعا ما وخاصه ادا كان يحترم حريه الاخرين ويخاف من الخطا وعقاب الله.ؤظبعا فالكلام عن استقلاليه العداله لاتتحقق الا بفصل السلطات وليس لاحد الحق في توجيه العداله الاالقانون والقانون فوق الجميع

  • مهاجر

    يتكلم و كانه تكون في السبرون ... قضاة و وكلاء جمهورية تع التلفون

  • ابن الجبل

    ان اصلاح العدالة يا سي قادة ، وتحسين الحريات، واعادة صياغة الدستور ،واحترام دولة القانون يكون عبر انتخابات ديموقراطية شفافة ونزيهة، يتقدم اليها رجال سياسيون قادرون على اخراج البلاد الى بر الأمان ، وليس برجال أكلوا مع القطيع وبكوا مع الراعي ... الترشيحات التي لم يشارك فيها كل الجزائريين تعتبر ناقصة ، لأن الجزائر تحتاج الى كل أبنائها ... ومن دون ذلك لا ننتظر لا ديموقراطية ولا عدالة ولا حرية .بل هو تجديد واعادة الرسكلة ، لبقاء الجزائر في مستوى العالم الرابع وليس العالم !!!!!

  • عبدالله FreeThink

    القاضي لايجب ان يكون مجرد شخص حصل على باكالوريا بمعدل منخفض و تم تلقينه القوانين عبر البوليكوبي اياما معدودة قبل الاختبارات, يحفظها فقط دون علم حقيقي, لابد أن يكون حافظا لكتاب الله, عالما بأصول الفقه, ولابد ان يكون مؤهلا اخلاقيا باختبارات وتجارب وان يمتلك الحكمة والبوصلة الاخلاقية لتمييز الحق من الباطل وله مسكن مضمون و اجرة عالية تحميه من محاولات شراء الذمة.
    لانريد الكمية بل النوعية , فإصلاح هذا البلد يبدأ بإصلاح وتزكية انفسنا, والقضاة اول الناس فينا المطالبون بذلك.

  • أمين أمين

    النظام فتح ورشات تجديد نفسه لا ورشات إصلاح و الذين ترشحوا للإنتخبات هم أضعف من رئيس بلدية إن أنتخبوا . فلا يغرنك المساحيق

  • صالح بوقدير

    القضية ليست في التكوين ياسي بن عمار "فالحلال بين والحرام" بين فالقاضي الذي بصدر أحكاما مخالفة للقانون لايعني أنه يجهله ولكنه الفساد ولا يمكن إصلاح القاضي ولا العدالة بمعزل عن إصلاح السياسة وهي أم الاصلاحات فاتوا البيوت من أبوابها