-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“بدعة” في العمالة

“بدعة” في العمالة
ح.م

منذ ثماني حجج كتبت في هذه الجريدة مقالا تحت عنوان: “بيوع بلا كارطة”، أي عميل بدون بطاقة. إن العميل يتقاضى مالا مقابل عمالته وخيانته، أما هذا الشخص فلخسته ودناءته لا يأخذ مالا مقابل هذه الخيانة. وقد أخبرني عن هذا العميل محمد العربي دماغ العتروس – رحمه الله – (انظر: جريدة الشروق في 22/11/2012). لقد استغربت آنذاك أن يقبل هذا الكائن ذلك الدور الخبيث ويرفض أن يأخذ في مقابله شيئا من “وسخ الدنيا” كما يقول شعبنا الأصيل..

إن بعض الناس قد تضطرهم ظروف قاهرة إلى الخيانة، فيفعلون ما يفعلون وقلوبهم مطمئنة بالإيمان وبالوطنية، ولكن الذي نراه في هذه الأيام من بعض “الأعراب” الأشد كفرا ونفاقا هو بدع من الخيانة والعمالة، لأن هؤلاء “الأعراب” لا يوجد ما يضطرهم ويلجئهم إلى ما يقومون به من خيانة لآبائهم، ولدينهم، ولقومهم.. وقد جسّدوا قول الشاعر:

        هم ضيّعوا إرث الجدود فنالهم               غضب الجدود، ولعنة الأجداد

إنهم لا يكتفون بالنزول عن ثمن العمالة والخيانة، ولكنهم يبالغون في هذه العمالة وهذه الخيانة فيدفعون الأموال الطائلة على أعداء دينهم ووطنهم وقومهم.. إنهم لو كانت لهم عقول لاستطاعوا استغلال النزعة المادية عند أعداء الأمة ولسخروهم بما استخلفهم فيه الله – عز وجل- من أموال. ولكنه العمى المطلق، أي عمى الأبصار والبصائر. قد “ابتدع” هؤلاء العربان والأعراب بدعة ما سبقهم بها أحد من العاملين، وهي أن يدفعوا ثمن خيانتهم وعمالتهم، لا أن يقبضوا ممن يستخدمهم ويستعملهم وهذا أخس وأنذل أنواع الخيانة والعمالة، التي سيسجلها التاريخ، وستبقى تلاحق أبناءهم وأحفادهم إلى ما لا يعلمه إلا الله  عز وجل.

اعتلى شخص تافه حكم قبيلته، وكان ذلك الشخص لسفالته يعرف بين الناس بـ “فسوة الكلب”، فسمع شاعر ساخر بذلك فعلق على ذلك ببيت من الشعر هو:

        أفسوة الكلب جاء يحكمنا             فكيف لو كان ضرطة الأسد

لقد هانت أمتنا إلى درجة قبولها أن يحكمها أمثال “فسوة الكلب”، ولم تكتف بالقبول، بل راحت تهتف بأسمائهم، وتدعو لهم بـ “التوفيق”، وقد استبدل بعضها “صورة” حاكمها بشخصه فأذاق الله – عز وجل- هذه “الأمة” لباس الجوع والخوف والذلة.. فصرنا كما قال شاعرنا:

        كيف هنا فقادنا أغبياء                ولصوص، متوّجون أكارم

        وصغار مؤنثون وغيد                غاليات الحلى، رخاص المباسم.

وأسوأ من هؤلاء الحكام هؤلاء الذين أراد الله – عز وجل- أن يكونوا “علماء”، فلم يحمدوا نعمة الله عليهم، وفضلوا أن يكونوا “عملاء”، لأعداء الأمة، وشياطين لـ”حكامها” يزيّنون لهم أعمالهم المنكرة.. ومنهم شيخ في أرذل العمر، وشخص فتح الشيطان عليه فاعتذر لأشد الناس عداوة للذين آمنوا، وسيكون معهم، لأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: “المرء مع من أحب” وقد:

        حرت فيه، فلا أدري أثوابه          أم عرضه أم حبره أوسخ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • صالح/ الجزائر

    4)- أما عن "العلماء" المسلمين ، الذين آثروا مفاتن "البلاط" وزينة الحياة الدنيا ، على التقوى ونعيم الحياة الآخرة ، رغم أنهم لا يتوقفون عن تشكيل (formater) عقول الشباب المسلم ، ويمنونهم بها وبحورياتها ، ويغررون بهم لتحويلهم إلى قنابل بشرية ، لتدمير المسلمين ، بدل الأعداء ، هؤلاء "العلماء" ، ومنهم شيخ في أرذل العمر ، ويقول هل من مزيد ، مثلهم "كمثل الحمار يحمل أسفارا" ، على ظهره لا يعقل ما فيها ولا ينتفع بها .

  • صالح/ الجزائر

    3)- للاستيلاء على "الأعراب" ، أو احتوائهم في "إسرائيل الكبرى" ، "أرض الميعاد" من البحر إلى النهر ؟ .
    مالك بن نبي ، رحمه الله ، أوجد مصطلح القابلية للاستعمار . هؤلاء "الأعراب " وهم أشد كفرا ، كانوا تحت القابلية للهيمنة البريطانية ثم الأمريكية ، وهاهم يتحولون رويدا رويدا لقابلية الهيمنة الصهيونية ، وهم مفتخرون ومعتزون .

  • صالح/ الجزائر

    2)- واستهزأ به ساخرا : "أنا أحب الملك ، ولكنني قلت له : نحن نحميكم ويجب أن تدفع تكاليف جيشك" ، وهذا رغم المئات من المليارات من البيترودولارات (ومنها 480 في عهد الرئيس المبتز) ، التي تدفع لواشنطن باستمرار ، كلما كانت في حاجة إليها ، على شكل صفقات جلّها من الأسلحة .
    فإن "الأقزام" منهم ، من "البياعين بلا كارطة" ، يترفع عنهم "الحليف؟" الأكبر ، أو "الشيطان الأكبر" ، ويتركهم لمشيئة ومخططات "الحليف؟" الأصغر القادم ، المتمثل في الكيان الصهيوني ، الذي يخطط للتأسيس ل"التحالف العربي السني الإسرائيلي" ضد إيران

  • صالح/ الجزائر

    بل إن هؤلاء "الأعراب" أحوج ما يكون إلى "البيع بلا كارطة" من “بيوع بكارطة” ، بل إنهم لا يكتفون بالعمالة والخيانة ، والتنازل عن أثمانها ، ولكنهم يبالغون ، في هذه العمالة وهذه الخيانة ، فيدفعون الأموال الطائلة على أعداء دينهم ووطنهم وقومهم .
    ولكن لماذا ؟ .
    لأنهم في حاجة إلى ما هو أكثر قيمة من “وسخ الدنيا” ، ألا وهو الحفاظ على "العروش" الكرتونية المحمية من "حلفاء" الأمس واليوم والغد ، من بريطانيا أمريكا وإسرائيل .
    ما الدليل على ذلك ؟ .
    إذا كان كبير القوم ، لدى هؤلاء "الأعراب" ، هُدد من طرف "حليفهم؟" الأمريكي ب "لن تبقى في السلطة أسبوعين دون دعم الولايات المتحدة" ،

  • كريم

    سُئل تشرشل رئيس وزراء بريطانيا السابق عن رأيه بالشعوب فقال قوله الشهير:”إذا مات الروس يموت السلام، وإذا مات الأمريكان يموت الغنى، وإذا مات الطليان يموت الإيمان، وإذا مات الفرنسيين يموت الذوق، وإذا مات الألمان تموت القوة، وإذا مات العرب تموت الخيانة»
    قال تعالي : الاعراب اشدد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله صدق الله العظيم

  • علي الجزائري

    كفيت ووفيت
    رغم اني اخشى عليك من اتباع هؤلاء الخونة وجاليتهم بالجزائر
    فقد اشتروا مئات الذمم بهذا العالم ومنها الجزائر

  • نمام

    من الحرم من منبر رسول الله القم وريقات وارادوه أن يعيدها ورضي تذييلا لقد قالوا له قل أن السعودية و امريكا تقودان العالم للرخاء و السلام فقالها مما يدل على ضحالة كفايتة في هذة العلوم واليوم تحرم قطر من الاجواء السعودية و يسمح لا سرائيل و نرى جموح هذا المهر الطائش الذي كسر كل شئ سجون مملوءة ويصمت شيخنا ويريد ان يعلمنا السلام و الحوار ليدخلهم لاسلام خنوع ويريد ان يعلمنا الانسانية يقطعون الجثث و يزيلونها اسرائيل تلاحق اصحاب الحق فوق ارضهم ويريدون الطاعة لاولياء نعمتهم يذكر التاريخ ان بن غبريط امام مسجد فرنسا ابان ملاحقة اليهود من الالمان امنهم ببطاقة هوية اسلامية لا تزلفا انسانية دين ياسديس