بشير سليماني.. العلبة السوداء!

حتى الآن لم نشاهد أيّ صورة ولم نقرأ أيّ تصريح للسيد بشير سليماني، وهو الأمين العام للمجلس الشعبي الوطني، أو الرجل الذي تسبب في عزل السعيد بوحجة، وصعود معاذ بوشارب إلى منصبه!
ما عدا تقرير إعلامي هنا أو هناك، تحدّث عن تكوين سليماني ودراسته للحقوق وعن الفترة التي قضاها في البرلمان بعد اشتغاله في الخطوط الجوية الجزائرية وصندوق التوفير، وعمله أيضا في وزارتي “البيئة” و”النقل”، فإنه لا أحد استطاع الوصول إلى العلبة السوداء للبرلمان، وهي العلبة التي يمكن من خلالها فكّ خيوط الأزمة الأخيرة التي وقعت وأطاحت ببوحجة!
المثير للانتباه أن الرئيس السابق (أو المخلوع) للبرلمان تم عزله والانقلاب عليه، مباشرة عقب قرار إقالته للأمين العام المذكور، في حين كان أول قرار اتخذه الرئيس الجديد هو إعادة نفس الرجل إلى منصبه، فمن ذا الذي يستطيع إغفال هذا المبرر في كل ما وقع بالبرلمان خلال الشهر الماضي؟!
إننا هنا لا نتحدث فقط عن تغوّل الإدارة ولكننا بصدد تغوّل “رجل قوي جدا”، دخل البرلمان ليسيطر عليه، دخله كمدير عام منذ 1997 وهي السنة التي أنتجت لنا برلمانا مزورا وفاقدا للمصداقية ولكنه كان برلمانا قويا واستطاع أن يسائل الحكومة في العديد من الملفات الصعبة على عكس كل العهدات التي أتت بعده والتي كرست ثقافة الـ(بني وي وي) في المؤسسة التشريعية!
قد يستحيل رؤية بشير سليماني يتحدث للصحفيين أو يخرج للرأي العام من أجل الكلام عن مدى مسؤوليته فيما وقع، ولا لوم عليه، فقلما نشهد إداريا يخرج للعلن خصوصا أن العديد من السياسيين أو من يعتبرون أنفسهم ضمن السياسيين يخشون الكاميرا ويعجزون عن التعبير عن مواقفهم، لكن الأكيد أن الأزمة الأخيرة التي أطاحت برئيس وأتت برئيس آخر، وإن ركز البعض فيها على اسميّ السعيد بوحجة ومعاذ بوشارب، فقد كان يجب أيضا عدم إغفال الاسم الثالث وهو الأهم، أي اسم بشير سليماني!