-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بعد موت “الأنترـ مات”

عمار يزلي
  • 789
  • 0
بعد موت “الأنترـ مات”
ح.م

الأيام الأولى من الباك سارت على قدم و”صاق” بفضل المشوشات على الانترنت والتذبذب، إن لم نقل الموت الكلي “للأنترـ مات”. هكذا لم يجد التلاميذ أيّ طريقة للغش من غير الطريقة التقليدية التي يبدو أنهم حضّروا لها جيدا، فقد كانوا يعرفون أن الأنترنت ستُقطع، لهذا حضّروا وبذلوا جهدا كبيرا وسهرا إلى السادسة صباحا لأيام من أجل التفنُّن في الغش الورقي.

لم نتمكن للأسف من ضبط الكثير من الحالات، ولكننا نعلم أن هناك تفنناً في غاية الإبداع في هذا المجال. لم نعرف كيف نفعل مع هؤلاء التلاميذ الذين صار الغش عندهم مثل التنفس، إنهم كالأسماك لا يعيشون إلا وسط الماء، والماء هنا هو النقل حتى أن أحدهم في مجلس الحكومة اقترح على الحكومة تعيين مندوبية للنقل تشتغل بالتنسيق مع وزارة النقل والتربية، بل وأن آخر اقترح أن نُنشئ بطاقية احترافية للناقلين الخواص من التلاميذ والطلبة في الجامعة ضمن منظمة حرة مستقلة تسمى “إينيسكو” (UNESCO).)الاتحاد الوطني للطلبة الاختصاصيين في النقل).(Union Nationale des Etudiants Spécialistes du Copiage).

هذا المشروع يبدو أنه سيجد له طريقا للتطبيق ضمن قانون الجمعيات “الخيرية” والاجتماعية والثقافية والرياضية وقانون الأحزاب. لقد صارت قاعدةٌ عريضة تطالب بهذا المطلب داخل أوساط الطلبة والتلاميذ وأولياء التلاميذ، ما يعني أنها قوة انتخابية كبيرة مستقبلا. والطفل الذي تربى على الغش من الحضانة، لن يمكنك أن تمنعه من الغش في الجامعة وما بعد الجامعة.. في العمل والحياة المهنية أيضا. إذن لابد من تأطير للغش ليكون مشروعا مقنَّنا ومحترَما. مثلا: الغش الذي لا ينطلي على الحارس ممنوع. لأن شعار “من غشنا فليس منا” قد تجاوزه الزمن، وعلينا أن نغيِّره بشعر وليس بشعار: “من لا ينقل، لا ينتقل”.

عودة إلى فلسفة الغش عند أفلاطون. الغش، فكرٌ وعمل وإبداع. فكل ما غش الإنسان، غشش الناس من حوله، وغشيته طائفة من راحة بعد تعب. الغش ليس سهلا كما يعتقد البعض، لأنه يوفر مجهودا ذهنيا و”أكروباصي” في غاية الصعوبة تأخذ كثيرا من الوقت والاجتهاد في التفكير في التقنيات، مرورا بالتخطيط وانتهاء بالتنفيذ.

لقد سبق لي أن قرأت “مذكرات نقال”، يروي فيها حيل وتقنيات النقل، عمل بها الكثير وزادوا عليها. هناك تقنية الايلاستيك كما يسميها.. هناك تقنية “الكونطرول” أيضاً… هذه التقنيات تجاوزها الزمن لمرحلة، لكنها عادت بعد انقطاع العمل بالنقل الرقمي. نحن الآن نفكِّر على مستوى الوزارة بتفعيل النقل الكلاسيكي، لأنه ينشِّط الإبداع والابتكار وقد تُفتح تخصُّصات مستقبلا في الجامعة خاصة بتقنيات النقل لعلنا نكتشف نقلة جديدة في مجال النقل.. قبل أن ننتقل إلى مرحلة النسخ، ثم الرسخ، ثم الفسخ، ثم المسخ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!