بعوض “النمر” على مشارف ولاية بومرداس

أبدى سكان ولاية بومرداس تخوّفهم من حالة الطوارىء لدواعي صحية ذات الصلة بانتشار ما يسمى بعوض النمر عقب التصريحات المتعلقة بالاحتماء منه، بالموازاة مع ما سجلته المصالح المختصة لمعهد باستور الجزائر عن ظهور هذه الحشرة المضرة بأربع ولايات من الوطن، منها ولايات تملك حدودا لها مع ولاية بومرداس وهي تيزي وزو والعاصمة، وذلك منذ ظهور هذه الحشرة ولأول مرة بالجزائر منذ 8 سنوات، وكانت قد سجلت ظهورها ولأول مرة بالأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو في جوان 2010 بعد التقاط معهد باستور لعيّنة واحدة منها فقط، ومنذ ذلك الحين سجلت المصالح المختصة عدة شكاوى لمواطني ولايات أخرى سيما جيجل والعاصمة ووهران.
وتعتبر بعوضة النمر التي تعيش في مناطق جنوب شرق آسيا وتنتشر بالمناطق الحضرية من أكثر الحشرات تكيفا وبسهولة مع البيئات الحيوية المختلفة، إذ يتميّز بيضها بالقدرة على مقاومة الجفاف لفترة طويلة.
وقد ظهرت في أوروبا في التسعينات ومنها استمرت في التوسع من بلد إلى آخر كونها تتجاوب – حسب ما أدلى به مختصون في البيئة – مع فيروس شيكونغونيا وحمى الضنك وزيكا التي تنتشر على الخصوص بمناطق جنوب شرق آسيا، وقد تم الإبلاغ عن تسجيل حالات شيكونغونيا في إيطاليا وفرنسا، وحالات حمى الضنك الأصلية في مصر العام الماضي.
ولم يتم تسجيل وجود هذه الحشرة بولاية بومرداس حتى الآن، إلا أن وجودها على مستوى انتشارها بولايات أخرى مجاورة بات مقلقا، خصوصا وأن بومرداس تعتبر منطقة عبور بين العاصمة وتيزي وزو. ففي شهر ديسمبر من عام 2015، وبعد تقديم سكان عين الترك بولاية وهران شكوى تضرّرهم الناجم عن البعوض، خلال فصل الصيف، أكد خبراء الحشرات في معهد باستور الجزائر دخول هذا النوع من البعوض إلى الوطن الجزائر، ما أدى إلى قلق المواطنين واستغرابهم من الوضع. وقبل هذا بل وفي شهر جويلية 2016، أبلغ مواطنون في الأحياء السكنية بين بئر خادم وعين النعجة بولاية الجزائر عن تضرر شديد من نوع هذا البعوض الذي يلسع بشكل خاص أثناء الليل وفي الصباح الباكر، مسببا آلاما حادة وأثار جلدية تستدعي القلق والخوف وخلال شهر أوت من سنة 2017، وبعد عدة شكاوى لسكان القبة القديمة من لدغات غير مألوفة للبعوض، تم إجراء مسح للحشرات من أجل تحديد نوع الحشرة، وفصيلتها، حيث أظهر التقاط العيّنات وجود بعوضة النمر مع كثافة عالية في جميع مراحل تطورها، وعليه تم دق ناقوس الخطر على مستوى مختلف المصالح الصحية والبيئية لتعبئة شاملة بغية مكافحة هذا النوع من الحشرات الضارة وبكافة الوسائل.
إذ يحذر خبراء معهد باستور من انتشار بعوضة النمر بولايات الساحل الجزائري ومنها بومرداس وكذا المناطق الرطبة، بالموازاة مع مساهمة السكان بسلوكاتهم في نمو يرقات هذه الحشرة في ظل انتشار الحاويات والأواني وإطارات مستعملة ولا يمكن القضاء عليها إلا عن طريق حملات التحسيس والتوعية، بالإضافة إلى ضرورة مكافحتها بفضل المبيدات الخاصة.