-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بلاد الشام تبتلع أحلام ترمب

صالح عوض
  • 1895
  • 2
بلاد الشام تبتلع أحلام ترمب

لن يفيد ترمب كل ما أجراه من تغييرات في قيادات أجهزته وإدارته وإتيانه بطاقم متعجرف يجاهر بعدائه ضد الإسلام ومتورط في جرائم ضد الإنسانية.. فالمعركة تُحسم على الأرض وفي الأرض ينغرس أبناؤها فهم يعطونها شكلها وطبيعتها كما هي تعطيهم البركة ومبررات الصمود والمرابطة..

في بلاد الشام تجري الملحمة الكبرى؛ فمنذ انطلق تنفيذ غرس الكيان الصهيوني في أرض فلسطين حيث الأرض المباركة وبوابة السماء والأرض الاستثناء عنوان حضارتنا الإسلامية في جمعها للبعد الإنساني مهد الرسل والأنبياء وشرائع السماء.. منذ تلك اللحظات كانت المؤامرة تقتضي تدمير محيط فلسطين وإنهاء بلاد الشام التي تم تقسيمها على أربع دول وتقع بين فكي الكماشة: الكيان الصهيوني من الجنوب والنظام الأتاتوركي عضو الحلف الأطلسي من الشمال، وخنجر النظام الطائفي في لبنان المشتت على ولاءات خارجية تمعن في تمزيقه، وتحويل الجغرافيا لتبتلع أهلها في محاولة لإيجاد وطن بديل شرق نهر الأردن لأهل فلسطين.

مائة عام والتنفيذ على قدم وساق لتكريس ضياع المنطقة وإدخالها إلى إعادة تشكيل يكون للكيان الصهيوني فيه اليد الطولى المشرفة والموجهة، ويكون المشروع الاستعماري قد بلغ مرحلة جني ثماره الشريرة فأطلق مشروعه المرحلة الجديدة من مشروعه تحت عنوان “الفوضى الخلاقة”.. بعد أن أدخل العديد من أطراف المنطقة في اتفاقيات هدنة أو مصالحة أو دوامة تفاوضات.. ظن الأمريكان وهم شركاء مؤسسون في صناعة المشروع الصهيوني ووارثوه الحصريون أن المرحلة التاريخية قد نضجت تماما للضربات المشتتة للمتبقي من بلاد الشام.

فعلت الإدارة الأمريكية كل ما تستطيع للعصف ببلاد الشام وحركت كل أدواتها في المنطقة وجندت كل وسائل الإعلام والدول والمرتزقة للإجهاز نهائيا على قلب العرب والإسلام.. وفي اللحظة التي ظنها الأمريكان قد وافتهم تم تهيئة الرأي العام لاستقبال “صفقة القرن” وهو صيغة نهائية معززة بالخرائط لعدد الدول في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية واقعيا وسياسيا.

إلا أن اللحظة الفارقة الخطيرة التي أربكت الإدارة الأمريكية وجعلت كل ما فعلت إنما هو هباء منثور هي تلك التي أبرزت معطيات لم تكن بالبال كان صمود الشعب الفلسطيني ورفضه المطلق لصفقة القرن وصُدم الأمريكان بقوة الرفض الفلسطيني الذي أربك الأنظمة الصديقة للأمريكان وأفقدها القدرة على الإعلان عن تنازلها عن القدس.. كما فشلت أدوات الأمريكان في تقسيم سورية وتفتيت شعبها على أعراق وجهات وطوائف.. وقد عادت الجغرافية السورية إلى التئامها وهي الجزء الأكبر من بلاد الشام الذي طالما كان حضنا لأطرافه ومنبع قوة لهم.. لقد أسقِط في يد صانع القرار الغربي والأمريكي بالذات فهو لم ينسحب فقط من مهمة الإعلان عن الصفقة بل إنه يتحسب لقوى الصمود والمرابطة في بلاد الشام والقلب منها فلسطين أن تكون قد تحررت من وهم الاقتناع بالسير في لعبة التسوية السياسية والاندفاع إلى تطوير أدواتها واستراتيجيتها في مقاومةٍ تهدد المصالح الأمريكية لاسيما في ظل ظهور أقطاب دولية “روسيا والصين” من مصلحتها أن تتحسس التناقضات الجوهرية مع الأمريكان..

بلاد الشام تبتلع أحلام ترمب وتعصف بخطة استراتيجية انكبّ على إنجازها كبار المفكرين والساسة والاقتصاديين في أمريكا.. ولن تكون المرحلة القادمة إلا عكس توجهات الإدارة الأمريكية نحو مزيد من الصمود والمرابطة وتعزيز أواصر المنطقة في مواجهة التغول الاستعماري.. وتلك الأيام نداولها بين الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Mimisong

    وستبتلع أيضا أحلام روسيا و دولة الشر إيران ....ويموت أبواقها كمدا وحسرة و يستبدل المجرم بشار بحاكم أخر من طرف المجتمع الدولي

  • mohamedz

    تظن أن الحلف الروسي الاسدي الايراني هو من أحبط مخطط أمريكا . كل هؤلاء يخدمون عند أمريكا . أمريكا هي من أحبطت مشروع الثورة السورية الدليل -1-أمريكا هي من أوقفت تزويد الثوار بصواريخ المحمولة ضد الطيران والمعروف أن الطيران الروسي هو من قلب المعركة لصالح النظام -2- أمريكا هي من سمحت لروسيا بالقدوم الى الشام في عملية تقاسم الأعباء والأدوار -أمريكا مع ايران والشيعة ضد سنة العراق وبالشام روسيا وايران مع الشيعة ضد سنه الشام .أمريكا استنتجت بعد دراسة طويلة أن السنة هم من يعرقلون مشروعها بالمنطقة كما قال مارتن أنديك سفير أمريكا السابق والدليل ما حدث يالعراق وأفغنستان وايران هي من ساعدت أمريكا بالعراق وأ