بلحوت تعامل مع الجميع بصدق ورؤساء الأندية خدعوه وهضموا حقوقه

لم يخف المناجير عبد الحفيظ بوكبوش حزنه وألمه عقب سماعه بخبر وفاة المدرب رشيد بلحوت إثر حادث مرور تعرض له بنواحي نانسي بفرنسا، مؤكدا أن الراحل يعد من أصدقائه وأقرب مقربيه، فقد كسب ثقته بناء على تعاملات مهنية تحوّلت بمرور الوقت إلى علاقات أخوية، وقال بوكبوش إن المدرب بلحوت خدم الكرة الجزائرية بصدق، وتعامل مع الجميع بصدق لكن رؤساء الأندية وبعض الذين وضع فيهم الثقة خدعوه وهضموا حقوقه المالية بالخصوص.

لم يتوان المناجير عبد الحفيظ بوكبوش في إبداء المناقب التي يتميز بها المدرب الراحل رشيد بلحوت من الناحية الفنية والإنسانية، حيث قال في حديثه للشروق “بلحوت قمة في الكفاءة والطيبة أيضا، يتابع آخر المستجدات في مجال التدريب، وهو إنسان غارق في إنسانيته، فمن خلال مرافقتي له لاحظت طيبته إلى درجة لا تتصور، فهو يتأثر لحال البسطاء والفقراء والأطفال اليتامى والمحتاجين، كما أنه إنسان متسامح، ولا يتوانى في نسيان كل من أساء إليه”.

وأكد بوكبوش بأن المدرب الراحل رشيد بلحوت انخدع بالمظاهر الحاصلة في الجزائر، لأنه جاء حسب قوله بعقلية أوروبية، من منطلق الحرص على خدمة الكرة الجزائرية، لكنه وقف على مظاهر الخداع والوعود غير المجسدة، مشيرا بأن حقوقه المالية هضمت في أغلب الأندية التي أشرف عليها، وهذا رغم النتائج الايجابية التي حققها في مختلف تنقلاته مع الفرق الناشطة في حظيرة الكبار، فقد ذهب حسب قوله ضحية ثقته العمياء في رؤساء الأندية الذين يقدمون له تطمينات لكن في النهاية يتعرض للنصب والاحتيال، وهو مشهد حصل له مع أغلب رؤساء الأندية الذين تعامل معهم، وهو الأمر الذي تأسف له كثيرا حسب عبد الحفيظ بوكبوش، في الوقت الذي يتم انتداب مدربين مغمورين من خارج الوطن وتقدم لهم أضعاف ما يحصل عليه التقني الجزائري رغم فشلهم الذريع في كل مرة، وهو كلام ردده بلحوت حسب محدثنا في عدة مناسبات، إشارة منه إلى التقزيم الذي يتعرض له التقني الجزائري الكفء الذي يعمل من أجل تقديم الإضافة فوق الميدان.

من جانب آخر، أوضح عبد الحفيظ بوكبوش في سياق حديثه مع “الشروق” بأن المدرب الراحل رشيد بلحوت بحكم طيبته كان يتفادى رفع دعاوى قضائية جراء النصب والاحتيال الذي تعرض له، إلا أنه بقي مستاء من رؤساء الأندية الذين هضموا حقوقه، خاصة وأن هذه المظاهر لم تحدث له في أوروبا التي اشتغل فيها لمدة أكثر من 30 سنة، قبل أن يقف على حجم الفساد والنصب والخداع حين تعامل مع مسيري الأندية الجزائرية، وهو نفس السيناريو الذي حدث له في آخر تجربة مهنية قام بها في الدوري الليبي، وبالضبط مع نادي أهلي بنغازي. وفي السياق ذاته قدم الراحل بلحوت مقترحات للفاف من أجل تسخير خبرته في خدمات المنتخبات الوطنية الشبانية بحكم أن لديه أبحاث في شؤون الكرة، إلا أنه قوبل بالتهميش، مثلما تعرض لنكران الجميل من طرف وجوه كروية تعامل معها بعفوية وساعدها معرفيا وفنيا.

ومعلوم أن المدرب الراحل رشيد بلحوت الذي وافته المنية السبت عن عمر ناهز 76 سنة، إثر حادث مرور بنواحي نانسي بفرنسا، يعد من الكفاءات الفنية التي تركت بصمة مهمة في البطولة الوطنية، حيث عمل واستقر لسنوات طويلة بين بلجيكا ولكسمبورغ، قبل أن يقرر تجريب حظه لخدمة الكرة الجزائرية مطلع الألفية، حيث كان وفاق سطيف أول فريق يشرف عليه، وذلك في موسم 2005/2006، قبل أن يتولى زمام أغلب وأبرز الأندية الناشطة في حظيرة الكبار، على غرار اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل واتحاد عنابة وأهلي البرج ومولودية العلمة وجمعية الشلف والقائمة طويلة، كما أشرف على عدة أندية في البطولة التونسية، وخاض تجربة في البطولة الليبية مع أهلي بنغازي، علما أنه فضل الاستقرار في تونس خلال السنوات الأخيرة. وقد عرف الفقيد بكفاءته وعفويته وحرصه على إتقان عمله فوق الميدان، ما جعله يحظى باحترام المدربين والمسيرين والجماهير الكروية.