-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بلد اللاءات الثلاث يُرغم على التطبيع… على مَن الدور؟

بلد اللاءات الثلاث يُرغم على التطبيع… على مَن الدور؟
ح.م

بكل تأكيد ليس الشعب السوداني الذي نَعرف هو مَن أراد التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولا الجمهورية السودانية صاحبة التاريخ المشرف من القضية الفلسطينية، ولا حتى الساسة السودانيون الشرفاء هم مَن قاموا بذلك… السودان صاحب اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم سنة 1967 بعد هزيمة جوان خرج بمائات الآلاف يهتف: لا سَلام، لا اعتراف لا مفاوضات مع الكيان الصهيوني المحتل… ليس هذا الشعب هو مَن يقوم بهذه الخطوة، المناقضة تماما لشخصيته وثقافته وطبيعته… مَا الذي حدث إذن؟ مَن أرغم السودان على ذلك؟ كيف تم لي ذراعه؟ وأي مصير ينتظره وينتظرنا بعده؟

بكل تأكيد إنها قوى المال الفاسد على المستوى العالمي، والقوى المستخدِمة للإرهاب كوسيلة لقهر الشعوب، والقوى التي تزعم  دعم الديمقراطية ونشر الحرية عبر العالم، هي مَن تقف خلف ذلك… مع مصر ثم الأردن والإمارات والبحرين وأخيرا السودان… الغني تَعِده بمال أكبر وبأنه معها سيكون له شأن بين الأمم، والفقير أو صاحب المبدأ تعمل على إضعافه وحصاره ولي ذراعه إلى أن يخضع…  وهذه ما ينطبق على السودان… لعقود من الزمن والعمل قائم على قدم وساق لتقسيمه وتدميره ثم إخضاعه للأمر الواقع.

وللأسف، ساهم النظام السابق في تحقيق ذلك، لم يتمكن من إقامة دولة وطنية مستقلة تستطيع الصمود أمام تحديات الداخل والخارج. ولم يتمكن من الاستثمار في مقدرات الشعب السوداني الهائلة لتحصين نفسه، بل قام بعكس ذلك تماما. أعطى الفرصة لقوى نهب المال العام، وتبديد الطاقات، وقتل الإبداع وقهر الناس… إلى أن وجد نفسه وجها لوجه مع شعب لم يعد يتحمل أكثر، فانفجر في وجهه سنة 2019 وأطاح به، وظن أنه انتصر بالفوز بمرحلة انتقالية، يتقاسم فيها السلطة مع العسكر الذين أيّدوا الثوار، إلى حين إقامة مؤسسات منتخبة.. فإذا بهذه السلطة الانتقالية تقرر بدل الشعب، وتختار طريقا لم يكن أبدا من تطلعاته…

ما الذي ينبغي عمله؟ ما ذا بقي للشعوب أن تفعل. سكتت للاستبداد عقودا فحطّمها، ثارت عليه وغلبته فجاء من وثقت فيه فخانها… هل من أمل في الأفق؟

نعم، بقي أمل واحد، أن نُدرك جميعا، أنه لا يكفي أن تكون لبلداننا قيادات حتى وإن كانت شريعة ومنتخبة، بل على المجتمعات أن تكون منظمة بطريقة ذاتية، قادرة على الحركة في أي وقت ترى  فيه تهديدا لمصالحها العليا، وقبل ذلك قادرة على بناء بلدها البناء الصحيح بعيدا عن الشعارات الزائفة والأهداف غير القابلة للتحقيق.

إن طريق التطبيع يبدأ بتلهية الشعوب والأنظمة بحلم الرفاه والحياة الرغيدة (نموذج الإمارات والبحرين)، أو بإضعافهما إلى درجة الإنهاك (السودان)، أو بتحطيم بناها الوطنية لدرجة التخريب (العراق، ليبيا، سوريا، اليمن، الصومال) أو بكل هذه الوسائل مجتمعة (مصر، الأردن، السعودية، المغرب، باقي دول الخليج، موريتانيا، تونس والجزائر، لبنان)، وكل يأتي دوره في حينه…. هل ننتظر دورنا بيأس وقنوط؟ أم علينا أن نستبق الأحداث بتغيير ما بأنفسنا؟ ذلك هو السؤال…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • عميروش

    والله، لو أنّ الشعوب العربية كانت في المستوى ما حدثت هذه المهازل في ربوع الوطن العربي من الخليج إلى المحيك... شعوب عاطفية، شعوب غوغائية.. ربّما يأتي جيل جديد في المستقبل يقلب الطّاولة ...

  • قناص بلا رصاص

    عندما كان السودان يواجه مصيره لوحده، تقسيم، حروب، مجاعة، فيضنات لم يلتفت له أحد. و عندما طبع أصبح كل الناس وطنيين و ...و....

  • نحن هنا

    الى متى تغطية الشمس بالغربال؟

  • دونا

    بدون نفاق يا عرب اصبح كل شيء مكشوف ومفضوح لا يمكنكم تغطية الشمس بالغربال
    العرب كلهم جميعهم طبعوا سواء سرا منذ زمن طويل كالسعودية والامارات العربية والبحرين وعلنية كالاردن الهاشمية ومصر ام الدنيا شعوبا وحكاما
    الشعوب والحكام العرب يرون تاريخيا ان اليهود والعرب ابناء عمومة واخوة - اليهود والعرب ابناء ابراهيم عليه السلام ابناء اسماعيل واسحاق ابناء ابراهيم عليهم السلام- وكانوا يقيمون بالمدينة المنورة بخيبر في عهد رسولنا عليه الصلاة والسلام اما باقي الامم كالفرس والاتراك والهنود فليسوا باخوة لهم ولا قرابة تجمعهم
    الجزائر لا يمكنها تحمل كل العبئ العربي الثقيل لوحدها فمشاكلنا اولي يا سادة

  • Observer

    Barak Allah fika.

  • أنا جزائري إذاً أنا أمازيغي

    بكيتم على تطبيع السودان مع الإسرائليين ولم تبكوا على تقسيمه إلى دولتين ولم تدينوا عرابي هذا التقسيم من العرب.

  • جزاءري

    التطبيع مع الصهاينة هو تبني لفكرهم بل ردة مبطنة عن الدين اللذي جاء به محمد . التطبيع اعتراف صريح من المسلمين بالهزيمة امام الفكر الصهيوني . المشكلة ليست فقط في الحكام بل في الشعوب ايضا اللتي ثارت من اجل بطونها لكنها لم تثر من اجل قيمها وهي تتفرج على التطبيع رغم انها ثارت من اجل ما هو اقل شانا بالنسبة لمصيرها . بعد التطبيع سيكون الاسراءيلي هو اللذي يحدد قبلة الصلاة للمسلمين وسيخترع لهم عبر الفيسبوك ثالث القبلتين ورابع الحرمين . نعم عبر الفيسبوك اللذي يدعو فيستجاب له من طرف القطيع .