-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ضرورة الاستفادة من درس التتويج القاري

بلماضي صنع ملحمة تاريخية بمنتخب منهار حوّله إلى زعيم يرعب الكبار

صالح سعودي
  • 2347
  • 7
بلماضي صنع ملحمة تاريخية بمنتخب منهار حوّله إلى زعيم يرعب الكبار
ح.م

إذا كانت الجماهير الجزائرية لا تزال على وقع الاحتفال بمرور عام على تتويج المنتخب الوطني بأول لقب قاري خارج الديار، وبالضبط في الملاعب المصرية، خلال “كان 2019″، حين عرف الناخب الوطني جمال بلماضي كيف يصنع ملحمة في مدة لا تقل عن 10 أشهر، فإن الكثير يراهن على ضرورة تكريس الاستمرارية في مثل هذه الانجازات، حتى لا تبقى مجرد إنجاز مناسباتي يصعب تكراره والدفاع عنه، على غرار ما حدث في دورات وسنوات سابقة.

يجمع الكثير من المتتبعين، بأن المدرب جمال بلماضي قد عرف كيف يعيد بريق المنتخب الوطني، وهذا بعد الإنجاز التاريخي المحقق في كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها مصر صائفة العام الماضي، حين توج باللقب الإفريقي الثاني لـ”الخضر”، وهو الأول من نوعه خارج الديار، إنجاز لم يكن ليتحقق لولا البصمة التي تركها بلماضي نفسه، وهو الذي كان انتدابه مسألة حتمية ومطلبا شعبيا رغم أنه لم يكن أولوية لدى “الفاف”، إلا أنه عرف كيف يصنع ملحمة تاريخية بعد عمل جاد على مدار أقل من العام.

وإذا كانت الجماهير الجزائرية قد تغنت لسنوات بإنجاز المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، الذي كان قد أهدى الكأس الإفريقية الوحيدة للجزائر في دورة 90 أمام نيجيريا، فإن إنجاز دورة 2019 بمصر سيبقى بصمة مميزة بقيادة الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي عرف كيف يرتب بيت “الخضر” في أقل من 10 أشهر، حيث تعاقدت معه “الفاف” شهر أوت 2018، بعد أن استنفذت جميع الخيارات الأخرى بخصوص المدربين الذين وضعتهم في سلم الأولويات، في الوقت الذي شرع حينها في مهمة رد الاعتبار لمنتخب خيب الظن حتى في الوديات خلال فترة المدرب السابق رابح ماجر، حتى أنه خسر ثقة الجماهير الجزائرية من جميع النواحي، بعدما انهزم في جميع المباريات الودية التحضيرية في الوطن والخارج.

12 مباراة من دون هزيمة مع بلماضي فتحت شهية التتويج

وعرف الناخب الوطني جمال بلماضي بمرور الوقت كيف يضخ دماء جديدة في منتخب منهار من الناحية الفنية والنفسية، على الرغم من الخيارات والنجوم الكروية التي يحوز عليها، خاصة في ظل غياب الاستقرار وسوء الاختيار.

وقد حقق سلسلة معتبرة من النتائج الايجابية، فعلاوة على 7 انتصارات متتالية في “كان 2019″ التي مهدت للتتويج باللقب القاري، فقد حقق أيضا 5 نتائج متتالية قبل ذلك، ما جعله يحقق سلسلة 12 مباراة من دون خسارة، وذلك منذ الفوز بمباراة الطوغو برباعية كاملة في العاصمة لومي، ثم الفوز وديا على قطر بهدف لصفر، والتعادل الايجابي أمام غامبيا بهدف لمثله، لتتوالى الانتصارات الودية والرسمية من بوابة تونس بهدف لصفر، والتعادل بهدف لمثله أمام بورندي، إضافة إلى الفوز أمام مالي بـ 3 أهداف مقابل هدفين في إطار التحضيرات لـ”الكان” الذي حصد فيه أبناء بلماضي 7 انتصارات متتالية توجت في النهاية باللقب الإفريقي الأول من نوعه خارج الديار.

بلماضي حوّل لاعبين منهارين إلى محاربين

ومن النواحي الايجابية التي كرّسها بلماضي هو أنه عرف كيف يتجاوز التركة المسمومة التي وجدها، حتى أن بعض اللاعبين أرغموا في عهد ماجر على الاعتزال بصفة غير مباشرة، وفي مقدمة ذلك أحسن حارس في “الكان” رايس مبولحي ولاعب الوسط فيغولي اللذين شطبهما ماجر من قائمته قبل أن يرد لهما بلماضي الاعتبار، والكلام ينطبق على بن العمري الذي كان قد وصل في وقت إلى درجة الإحباط، وفكر جديا في الاعتزال قبل أن يتحول إلى أحد القلاع الحصينة في دفاع “الخضر”، والكلام ينطبق على قديورة الذي وجهت له انتقادات بعد إدراج اسمه في قائمة 23، قبل أن يتحول إلى ورقة رابحة في تشكيلة “الخضر”، من دون نسيان وضعية اللاعب بلايلي الذي عانى الكثير بسبب قضية الكوكايين، وغيرهم من اللاعبين بما في ذلك الركائز الذين فقدوا اللذة في اللعب، إلى غاية قدوم المدرب بلماضي الذي عرف كيف يحول في نظر الكثير من المتتبعين لاعبين منهارين إلى عناصر تظهر بروح المحاربين، والنتيجة أنهم فازوا بجميع مباريات نهائيات “كان 2019” وأزاحوا من طريقهم منتخبات مونديالية كبيرة، في صورة السنغال ونيجيريا وكوت ديفوار، والأكثر من هذا فقد حطموا أرقاما فردية وجماعية بالجملة، بدليل اختيار بن ناصر أحسن لاعب في الدورة ومبولحي أحسن حارس، ناهيك عن البروز اللافت للمجموعة بقيادة محرز والبقية، ما مكنهم من تحكيم عدة أرقام تتعلق بمشاركات سابقة للمنتخب الوطني في “الكان”.

ورغم مرور عام كامل على هذا الانجاز النوعي، إلا أن الكثير ذهبوا إلى وصف ما حققه بلماضي في مدة لا تقل 10 أشهر بالمذهل، خاصة وأن ذلك سمح بمحو نكسات كثيرة ومتعاقبة، من ذلك الخروج من الدور الأول في “كان 2015″، والمهازل التي عرفها بيت “الخضر” في عهد ماجر، قبل أن يرد بلماضي الاعتبار من جميع النواحي الفنية والبدنية والنفسية، ليتوج ذلك بتزعم إفريقيا في “كان 2019″، وهو تتويج يفتح الشهية من أجل مواصلة التأكيد والاستمرارية، تحسبا للمحطات الرسمية المقبلة، وهذا بصرف النظر عن الظروف الاستثنائية التي تمر بها الجزائر وبقية بلدان العالم، بسبب جائحة كورونا التي تسببت في توقيف وتأجيل العديد من المنافسات الكروية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • زخروف هشام

    المنتخب الجزائري يملك احسن اللاعبين المحترفين واحسن اللاعبين الشبان في القارة الاوروبية ومعضم الاندية العالمية تتهتف على خطفهم بلماضي سقلهم الفضل الكبير في رجوع المنتخب الجزائري الحاج رورواة يعطيه الصحة والعافية

  • Karim

    أنا أقترح على رئيس الجمهورية أن يمنح لجمال ملماضي وسام استحقاق

  • عمر

    يوجد ناس ينتقدون الحي و اليابس
    ينتقدون الرياضة . الثقافة. الاقتصاد....
    لو يهتمون ببلدهم احسن عندهم مرض نفسب اسمه الجزائر.
    ربي يحفظ بلادنا ان شاءالله

  • Bela

    السؤال هو كيف تجعل من الجزائري المنهار إقتصاديا و سياسيا و دهنيا يشق طريقه نحو الفوز و التحدي و مقارعة الكبار، كيف تستفيد من الرياضة في قلب الهزائم إلى إنتصارات، كيف تخرج هده الطاقات المكبوثة في صدور الجزائريين وتجعل منها مصانع و حدائق خضراء، ليس هناك سر هي العمل و الصرامة، كما قال أحد الكولون الفرنسين المدعو سافينيو بوهران ، الإنسان الجزائري مثل الكمون إن لم تحكه ما يطلقلش الريحة.

  • منير

    بعد 40 سنة عنوان الشروق : بلماضي صنع ملحمة تاريخية

  • فيروس كورينا

    بلماضي كلاعب أو مدرب تكون في فرنسا ومعضم لاعبو المنتخب الجزائري تكونوا في فرنسا , لأن بطولتنا المحلية فيها المحسوبية والمعريفة ونهب المال العام ....... فشكرا فرنسا

  • ABDERRAOUF

    لوكان الشعب شبعانا مطمئننا فأنا مع الكاتب فيما يقول ولكن الأمة تمر بأزمة و الجوع والبطالة منتشرين فأنا أرى أن هذا المقال ذر الرماد في العيوع لتخدير العقول