-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عدد الإعجابات واللايكات يجلب الحسد

بنات في مواجهة “التابعة” الإلكترونية!

فاروق كداش
  • 1750
  • 0
بنات في مواجهة “التابعة” الإلكترونية!
بريشة: فاتح بارة

لا يمر يوم إلا وتظهر دراسات جديدة نفسية عن تأثيرات السوشيال ميديا السلبية على حياتنا، وكل الظواهر التي كانت رائجة في الواقع انتقلت بنقرة إلى العالم الافتراضي من التحرش إلى التنمر مرورا بالحسد، وما أسميه أنا بالتابعة الإلكترونية، وهو مزيج ملتهب بين الحسد والتمني. الشروق العربي ترصد أغوار هذه الظاهرة الخفية، وتأتي لكم بأثر العائن والمعيون.

أكثر من ثلاثة ملايير شخص، أي نحو أربعين في المائة من سكان العالم يتواصلون عبر النت.. فهل لكم أن تعدوا الكم الهائل من الحاسدين. وحسب مختصين نفسانيين الحسد الإلكتروني أكثر من الحسد الواقعي لأنه يجعل صاحبه يصاب بالانطوائية بعد أن يكتشف حقيقة وجود ناس سعداء حوله، وتتحول حالته إلى نوع من الهستيريا تنفجر منها تصرفات حاقدة… وتكون هذه الحالة أكثر شيوعا عند البنات خاصة في إنستغرام والسناب شات فيقمن بإزعاج صاحبات كل حساب ينشرن منشورات عن السعادة والجمال والرحلات والحب… والغريب أن الكثير من اليوتيوبرز وملكات الإنستغرام الجزائريات اللواتي يعانين من التابعة الإلكترونية من آلاف البنات، يكون ردهن بوضع صور أخرى تؤجج نيران الغيرة والحسد، ويعلقن دائما على هذه المنشورات السلبية بأنها لا توثر فيهن بتاتا وتعليقات”موتوا بالغيرة” أو “عين الحسود لا تسود”.

هناك نوع خاص من التابعات الشرسات، اللواتي مهمتهن التعليق على أي محتوى أو صورة بالسلب وإن لم تعجبهن صفحة فايسبوك أو حساب إنستغرام يظللن يتابعنه بشغف كنوع من مخدر أقوى من الصاروخ وأعتى من الهيرويين، وكأنهن يعشن بالوكالة حياة أخريات نجحن في الحياة أو يتظاهرن بذلك.

لتقصي الأمر بجدية، سألنا بعض البنات على إنستغرام ذوات المتابعة العالية مثل سارة التي تملك نحو 20 ألف متابع على إنستغرام وصفحتها خاصة بالرحلات والموضة فقالت لنا: “أنا أحاول عدم التباهي وأشارك صوري عادة كتجربة لا غير وأدعمها بالنصائح حول الأسعار وأضع عناوين المحلات التي تقترح تخفيضات مغرية… وليس لدي متابعات مهووسات”. أما “رانيا بيوتي”، فتقول إن الحسد من شيم الفاشلين وإنها لا تعير اهتماما للانتقادات السلبية بعد أن مرت بتجربة قاسية بعد أن تساقط شعرها فجأة دون مبرر طبي، وأرجعت ذلك إلى كثرة الأسئلة حول سر طول شعرها”.. وتستطرد قائلة: “خلوني في حالي”.

نفس التجربة، مرت بها صونيا، التي نشرت مرة صورة لها من حفل خطوبتها مع خطيبها فتلقت آلاف التبريكات غير أن خطيبها دفع ثمن التابعة بسقوطه من الدرج وكادت هذه السقطة أن تصيبه بالشلل.

أما نوال، وهي ناشطة في مجال التنمية البشرية وذات حساب ثخين من المتابعين والمتابعات على إنستغرام وفايسبوك فلديها رأي محايد: “أرى أن سبب التابعة الإلكترونية هي نرجسية أصحاب هذه الصفحات الناجحة الذين يربطون شهرتهم بعدد اللايكات والإعجابات، وهناك علاقة وطيدة بين نرجسيتنا وبين كثرة المنشورات وحب التباهي و”الزوخ”، وتتابع: “هذه التابعة تسبب لأصحابها تعبا نفسيا وإحباطا، وأنصح خاصة البنات بالابتعاد عن السوشيال ميديا لمدة معينة كي يتخلصن من هذا الشعور، وأدعو المشاهير إلى عدم نشر صورهن عبثا ولهوا وأن يراعوا شعور البنات اللواتي لا يملكن من المكانة الاجتماعية والثروة ما يسمح لهن بالتقليد”.

متذمرون أون لاين

هناك نوع آخر من الناس ممن لا ينفك يشكو من كثرة الحسد والتابعة عبر حسابه، ويعلق على كل حدث سلبي بأنه بسبب العين، وتجده ينشر على صفحاته آيات درء الحسد كالكرسي والمعوذتين… هذا التصرف الذي ظاهره شكوى وباطنه سخط هدفه إبعاد عين التابعات والتابعين والحاسدات والحاسدين وبدل أن يغلق هؤلاء حساباتهم تراهم يضاعفون عدد الصور ويتفاخرون بما لديهم أكثر وأكثر”.

تعاسة افتراضية

سألنا المدربة في التنمية البشرية، سميرة ثايب، عن السبب وراء هذه التصرفات، فقالت: “أرى أنه نوع من السادية، وحب تعذيب النفس بمشاهدة سعادة الآخرين ونجاحهم، وهي حالة من “الفومو” أو الخوف من تفويت أي شاردة وواردة في حياة الآخرين، وينجذب الكثير، وخاصة البنات إلى حسابات الفاشوينيستات والرحّالات وهن يتباهين بالملابس التي لم يتعبن لشرائها أو رحلات لم يدفعن للاستمتاع بها.. وتتساءل هذه التعيسات في قرارة أنفسهن: لماذا هن عالقات في البيت ولا يسمح لهن بالسفر والترفيه..؟” وتضيف: “مشاهدة منشورات الغير تحدث مقارنة اجتماعية نهايتها الإحباط”‪.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!