-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشيشة والڤارو

بنات يقلدن الشباب في كل شيء

فاروق كداش
  • 3543
  • 6
بنات يقلدن الشباب في كل شيء
ح.م

مع تبدل الأيام وتداخل العادات الجزائرية مع الوافدة الأوروبية وانفتاح المجتمع بشكل خطير للغاية على كثير من العادات الدخيلة، تغير كل شيء، وأصبح صراع العروش الأنثوية والذكورية، والغلبة لمن يعرف التمويه والتقليد.. فثياب الأمازونات تحولت إلى ثياب الڤلادياتور، وتبع هذا التغيير شبه الممنهج تغييرات مماثلة في الخطاب واللغة المتداولة، إلى الحد الذي أصبح فيه التفريق بين الأنثى والذكر يحتاج إلى إمعان التحديق.

نجد اليوم أن الفتيات قد شاركن الأولاد أدق التفاصيل الرجالية، التي أصبحت غير شاذة أو غير محرجة من كثرة ارتدائها والتعود عليها بالنسبة إلى جيل بأكمله… ابتداء من الملابس التي تطرق إليها الكثير، وصولا إلى طريقة السب والشتم والتفوه بالكلام الفاحش.. ولكن قد يكون التقليد الأكثر خطورة هو تعاطي السموم من مهلوسات وزطلة، فضلا عن السجائر والشمة المقززة.. فإلى أي حد يمكن للفتاة أن تصل في رحلتها المستميتة لتجد لها مكانا في وسط لا يناسب أنوثتها ولا يتلاءم مع طبيعتها الرقيقة.

المتجول في الصالونات المختلطة، يدرك أن الكثير من البنات اختلط عليهن الأمر حقا.. فمنهن من تمسك السجائر، وتدخن بشراهة، مع احتساء أكواب القهوة، الكوب تلو الآخر.. ومنهن من تمسك أنبوب الشيشة، وكأنه أنبوب أكسجين تتنفس منه جرع الحياة، وأخريات يلففن سيجارة حشيش هدية عيد ميلادها من فارس أحلامها، الذي يركب فوق بغال الجبال المحملة بالبضائع المهربة من جهة الحدود المغلقة.

بنات في أسواق الرجال

أصبح هناك تشابه واضح بين الجنسين من ناحية “الحطة” واقتناء الڤريفة، وأيضا تنافس واضح في ارتداء أحدث الثياب والإكسسوارات المشتركة بينهما.. وبعد أن كانت البنات يتنافسن في شراء أحذية الكعب العالي، صار همهن ترتيب الأحذية الرياضية في خزانتهن شبه الذكورية من بيما وأديداس إلى نايك وريبوك وسنيكرس وغيرها.. التي لا يقل ثمنها عن مليون سنتيم، لأن ملابس الشباب أغلى بكثير من ملابس البنات في أسواقنا.

التقليد الأعمى للشباب لا ينحصر في اللباس فقط، بل في العادات السيئة مثل التحرش والدراڤاج الفاضح في الطريق، ومن تقول العكس فلتمش في شوارعنا كي تفهم أن الزمام انفلت والأمور تطورت.. فإلى أين يا بنات طارق؟

وفي زمن الفايسبوك والإنستغرام، قد تكون الكثير من البنات ضحايا لسذاجتهن، ولكن هناك الكثير منهن يعثن في العالم الافتراضي فسادا، من الدعوة إلى الانحلال والتشبه بالشباب في استعمال العنف والدخول بأسماء مستعارة لشباب، للحديث مع البنات وفضحهن في ما بعد… فإلى أين يا بنات الإنستغرام؟

بنات زيڤة إيه زيڤة لالا

أما التقليد الأكثر بشاعة، فهو التسريحات.. فهناك من البنات من ترسم “الزيڤات”، التي يرسمها الشباب على خطى كريستيانو قديما ومرزاق وزينو حديثا، أما الشعر القصير أو الراستا أو الفايكينغ، فقص ولا حرج.. فإلى أين يا بنات المحروسة؟

قد لا يظهر ذلك جليا للعيان، لكن المتمعن في أذواق البنات في العقدين الأخيرين، يدرك أن البنات صرن مهووسات بأغاني الراي أكثر من أي وقت مضى، ولا يتعلق الأمر بالمطربين المشهورين، بل بمطربي الكباريه المغمورين، الذين يمجدون الانحراف ويبجلون “الخبطة” والحرڤة… وإلى غاية الحرڤة ينفجر رأسي من التفكير، فكيف أصبحت الأنثى متهورة إلى هذا الحد؟ وما الحلم الذي تريد تحقيقه في البوطي… فإلى أين يا بنات عروج؟

بنات في جرف هار

سألنا البنات عن كل هذا الكم الهائل من التقليد السلبي، فكانت ردود متباينة تباين هرموناتهن، سكينة ترى أن هذه الظاهرة ترجع إلى الإنترنت، “الفايسبوك زاد في الاختلاط، رغم كونه افتراضيا، فتتعلم البنات ما لا يتعلمنه من الشارع والتلفزيون”. أما رشى، مراهقة garçon manqué فتشعر بالعكس، بأن الفتاة أكثر حرية وتحررا وفي وسعها فعل ما تريد مادامت لا تضر أحدا… الأمر سيان بالنسبة إلى فاطمة الزهراء، الظاهرة منتشرة في الاتجاهين، فبين الشباب والبنات خيط رفيع اسمه الميوعة والتسيب”.. السبب الرئيس في رأيي هو غياب الوازع الديني والرقابة الأسرية، وأيضا ترحيب المجتمع بهذه الأنماط. “أتفاجأ كل مرة تظهر بنت في الشاشة تتحدث برجولة دون خجل من أهلها”… قد يكون لديكن آراء أخرى، لكن المهم الآن أن تضعن الباسكيت جانبا وترتدين “بالرينة” ناعمة، وتضعن الجينز جانبا وترتدين حجابا ساترا أو تنورة محتشمة، وأما الأهم والأكثر عجلة، فأن تضعن السجائر وتستبلدنها بمزيل الروائح “هلزون”، وتتركن الشيشة جانبا للرجال لتدمير رئاتهم وتعدن إلى أنوثتكن وعفتكن وطهارتكن.. وباب التغيير مفتوح يا بنات الجزائر الحبيبات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • ناصح

    لست مختصا بعلم النفس لكن حسب اعتقادي ان هذه التصرفات والاختلاط والتشبه
    يوصل الانسان لعدم القدرة على التمييز بين شخصيته وجنسه مع من يصاحبهم
    واعتقد انها احدى مسببات الشذوذ والمثلية الجنسية التي باتت تكتسح الدول الغربية

  • امينة

    أصبت ارقم2

  • عمر

    لو كان الآباء صالحون لصلح الأولاد والمجتمع ككل!
    الشعب كله يلهث وراء المال والمودة والدنيا، وأصبح المسلم مفتونا في ماله وأهله كما حذرنا الله سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ"

  • هند

    والعكس السباب يقلدون البنات في كل شيء في اللباس في الكلام في التصرفات في الماكياج في كل شيء اصبحنا لا نفرق بين الدكر والانثى ويحدث هدا بتشجيع من الاولياء اين رجولة ايام زمان وانوثة ايام زمان حيث كانت المراة مراة والرجل رجل اما اليوم قاصبح الشباب شواذ جنسيا والبنات اشد تفسح منهم غاب الحياء والحشمة والانفة ...قديما كانت المراة مستورة عفيفة اما اليوم فاصبحت سافرة تعرض مفاتنها في الشوارع والطرقا ت كسلعة رخيصة بايرة لا يساومها احد ويقولون عن دلك تقدم عيب البنت تبرز مفاتنها امام اخيها او والدها او الاقربون فعم الفساد اين الحشمة .........

  • أنور freethink

    تغيرت أذواق الرجال ، فانصاعت لها الأنثى ... لما يلتزم الرجال بغض البصر ، فإن "لفت الإنتباه" سيصبح موضة قديمة غير فعالة. ولما يمتنع الرجال من خطبة هذه الأشكال ، لعدم تركيزهم على الجمال والجسد فقط ، بل على الأخلاق والذوق والحشمة والأنوثة والشخصية والثقافة ...حينئذ لما لاتطرق أبوابهم سينقلبون ويتوبون عن إنحرافهم ...لأن لاأحد يشجعه.
    هذا مع الإشارة إلى المسكوت عنه ، وهو إنهيار مؤسسة الزواج في الجزائر ، وتأخر سنه ، بسب عوامل إقتصادية ، وليبرالية سياسية مفروضة ، و قرارات وضغوطات دولية ، وتفضيل رجال الأعمال للأنثى في سوق العمل، بدل تشغيل رجل ينفق على أسرة كاملة ويطلب مقابلا أكبر ويحتج أكثر.

  • محمد.ط

    انها علامة الساعة اللهم استرنا .... اين نحن من انتمائنا الاسلامي امة القران ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم اللهم تسأل العافية......