بناية “عصمان التركي” تهدد سكانها بالموت ردما ببلوزداد

تعيش أعرق العائلات على مستوى حي حماوي عبد الرحمان ببلدية بلوزداد وسط العاصمة، حالة رعب حقيقي مخافة انهيار بناية تعود للعهد العثماني يقطنون بها منذ سنوات رغم صدور قرار يقضي بإخلائها فورا ومنع الإقامة بها، لتصنيفها من قبل هيئة الخبرة التقنية للبناء بالخانة الحمراء، وكذا موافقة مصالح زوخ على ردمها وترحيل قاطنيها بعد استيفاء ملفاتهم لشروط المطلوبة، غير أن المعنيين استغربوا فجأة نبأ إسقاط أسماءهم من القائمة واستفادة عائلات بنفس الحي من الترحيل رغم عدم أحقيتهم  في ذلك.

وناشد ممثل عن إحدى العائلات المدعو “مداني.ن” عبر “الشروق” تدخل والي العاصمة عبد القادر زوخ لإنصافهم، وشدد على ضرورة فتح تحقيق في تلاعب أعضاء بالمجلس البلدي لبلوزداد بالقوائم المدرجة في المرحلة الحالية للترحيل، كما ندد المتحدث بتناقض تصرف السلطات المحلية، فمن جهة أصدرت قرار يتضمن برمجة عملية لردم البناية شهر ديسمبر الحالي بعد مرور عام تقريبا عن صدوره وترحيلهم مباشرة، إلا أن الأمر بقي مجرد حبر على ورق وعكس ذلك استمر  تماطل المسؤولين من اجل تنفيذها، رغم خطورة وضعيتها وانهيارها  في أي لحظة دون أدنى اعتبار لحياة الأشخاص.

بالمقابل تحدث المدعو”مداني” بحسرة عن موقف المسؤولين المحليين اتجاه وضعيتهم، مشيرا إلى أن عائلته من بين أقدم العائلات في العاصمة أعرقها نسبا، وأن عمر البناية يزيد عن قرنين من الزمن تداول على ملكيتها ستة أجيال إلى اليوم من ورثة المدعو”عصمان التركي” جده الأول، وهو أحد المكلفين بالمدفعية على أسوار مدينة الجزائر في العهد العثماني، مضيفا “اليوم أصبحت إمكانية العيش داخلها مستحيلا، بسبب هشاشة جدرانها واحتمال تعرض سكانها لإصابات في حوادث سقوط أسقفها، كما حدث شهر أوت الفارط حين أصيبت ابنته ذات الأربع سنوات بجروح خطيرة، إلى جانب انعدام التهوية والرطوبة بغرفها، التي تسببت حسب المتحدث في عدة أمراض مثل الربو والحساسية خاصة في أوساط الأطفال والرضع، دون أن يستثنى حالة ابنة جاره المصابة بمرض التوحد وإعاقة ذهنية التي صعبت من إقامتها داخل غرفة مساحتها مترين مربع.