-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بن غبريط تحت رحمة “فرعون”؟!

محمد حمادي
  • 1462
  • 1
بن غبريط تحت رحمة “فرعون”؟!
ح.م
وزيرة التربية نورية بن غبريط

القرارات العشوائية التي دأبت وزيرة التربية نورية بن غبريط على إصدارها، ستمنحها شرف تقييد اسمها على صفحات موسوعة “غينيس” للعجائب والغرائب، مع توشيحها بوسام الاستحقاق، وإهدائها درع التفوق في مجال إثارة الجدل، الذي انتقل هذه المرّة من العالم الواقعي إلى البيئة الافتراضية، ليفضح تأخرنا في مجال التكنولوجيا الرقمية، التي استنجدت بها بن غبريط لتنظيم قطاع حسّاس يسير نحو المجهول، لتجد نفسها وجها لوجه مع شبكة عنكبوتية تنافس السلحفاة في سرعتها، فتحوّل مشروع رقمنة المؤسسات التربوية إلى كابوس يطارد القائمين عليها آناء الليل وأطراف النهار، من فرط الضّغط الذي فرضه أولياء التلاميذ، الذين لم يتمكنوا من تحميل كشوف النقاط والمعدلات الفصلية لأبنائهم من الأرضية الرقمية!
الحديث عن رقمنة قطاع التربية وتسييره عن بعد عبر توظيف الشبكة العنكبوتية لتقريب المسافات والحدّ من معاناة أولياء التلاميذ في التنقل إلى المؤسسات التربية وانتظار أدوارهم في طوابير مكتظة للحصول على نقاط وكشوف النقاط لأبنائهم، في إطار ما يعرف بـ”الأبواب المفتوحة”، سرعان ما اصطدم بواقع مرير جراء ضعف تدفق “النّت” بعدد هائل من المؤسسات التربوية عبر التراب الوطني، وانعدامه كليا في أخرى، ما جعل كثيرا من الأولياء يتدفقون زرافات ووحدانا على مقاهي الإنترنت، لتحميل كشوف النتائج الدراسية، بعدما عجزوا عن الحصول عليها من المؤسسات التي يتمدرس بها أبناؤهم لضعف الشبكة العنكبوتية أو انعدامها، ليجدوا أنفسهم أمام مصاريف إضافية، لم تقو على توفيرها عائلات تكابد ويلات الغبن، وتصارع على كافة الجبهات لتأمين لقمة العيش.
الحقيقة، هي أنّنا كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام، منشدين ترانيم الأمل والغد الأفضل، أعادتنا العشوائية والارتجالية في اتخاذ القرارات المصيرية آلاف الكيلومترات إلى الخلف، لكن إذا عرف السبب بطل العجب؛ فوزارة التربية، لم توفّر الظروف الملائمة، لتنفيذ المشاريع التعليمية والبيداغوجية، فوقعت في فخ الفوضى، المشفوع بالعديد من الشكاوى، التي أظهرت حجم التذمر والاستياء لدى هيئة التدريس والتلاميذ وأوليائهم.
وأمام هذا الوضع البائس، تُطرح العديد من الاستفهامات: كيف يمكن أن تتزود مدارس بـ”النّت”، وهي التي تحوّلت في عزّ الشتاء إلى ثلاجات تبريد، وأخرى إلى مسابح بعدما غمرتها مياه الأمطار التي تسللت من السقوف المتصدّعة؟
كيف نتقدم وكثير من المدارس في البلديات النائية وحتى تلك الموجودة بالوسط الحضري تعاني الظلام، ما دفع بأساتذة إلى الاستنجاد بأضواء هواتفهم النقالة لكي يتمكن التلاميذ من قراءة ما هو على السّبورة؟
ألم تتحول كثير من المعلّمات والمديرات إلى عاملات نظافة وحتى طباخات يكنسن وينظفن حجرات التدريس ويطبخن للتلاميذ في المطاعم؟
كيف نرقمن قطاع التربية، ونحن نتذيّل ترتيب الدول في مجال جودة وتدفق الشبكة العنكبوتية؟
لماذا لا نأخذ العبرة من دول إفريقية فتكت بها الحروب والأوبئة، في السنوات الماضية، ومع ذلك أصبحت تتحكم في زمام التكنولوجيا الرقمية؟!
باختصار، فإن رقمنة قطاع التربية أصبحت تحت رحمة شبكة الإنترنت التي تُديرها وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والرقمنة، هدى إيمان فرعون، التي لا تزال تصرّ على تبرير تصنيفنا في مؤخرة ترتيب الدول من ناحية جودة الإنترنت، بأنّه “مؤامرة” حاكتها شركة عالمية، لأن وزارتها رفضت اقتناء تجهيزاتها!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سامي

    من قال أن الاكتظاظ بمقاهي الأنترنيت لتحميل كشوف النقاط؟؟؟ بل الاكتظاظ ناتج عن الرغبة في التسجيل في موقع الأولياء المعطل و المثير للسخرية؟؟؟ لقد اشتغل فقط صبيحة الجمعة ثم بدأ يتوقف إلى أن توقف نهائيا؟؟؟ أما من ساعفه الحظ و سجل و أكد تسجيل ابنائه بمؤسسة تمدرسهم فعند الدخول للموقع فلا يجد لا نقاط و كشوف و لا هم يحزنون؟ كل ما يجد أسماء أبنائه وفقط؟؟؟