-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تاريخنا بين التقديس والتدنيس!

تاريخنا بين التقديس والتدنيس!
منير.إ
دحو ولد قابلية - ياسف سعدي - حسين آيت أحمد (رحمه الله)

التصريحات القوية الصّادرة عن القيادي في “المالغ” دحو ولد قابلية بخصوص تشويه الماضي الثوري لبعض المجاهدين الذين قدّموا خدمات جليلة للثورة التّحريرية رغم عدم التحاقهم العلني بالثورة تفتح النقاش واسعا بشأن الطريقة التي يتم التعامل بها مع تاريخنا القريب إلى حد الآن.
فقد أثبتت الطريقة التقليدية في كتابة تاريخ الثورة فشلها لأنها نزهت المجاهدين بشكل عام وقادة الثورة خاصة عن الأخطاء وصورتهم في صفة ملائكة لا يخطئون، ووصل الأمر إلى محاولة تقديسهم، وهو ما شكل حاجزا حال دون وصول التاريخ على حقيقته إلى الأجيال الجديدة.
خلال التسعينيات توجهت بسؤال إلى المجاهد الراحل لخضر بن طوبال في ملتقى تاريخي وهو أحد الباءات الثلاث التي كانت لها كلمتها خلال الثورة التحريرية، وقلت له : إن مسحة التقديس وراء عدم فهم الأجيال الجديدة لحقيقة التضحيات التي قدمت أثناء الثورة.
فكان جوابه في شكل قصة طريفة قال فيها إنه لما انتهى من كتابة مذكراته أعطاها لابنته لتقرأها، وتعطيه انطباعها الأولي عما ورد فيها، فلما قرأتها قالت له: ما فهمته من مذكراتك أن الحرب التي قمتم بها كانت ضد بعضكم البعض ولم تكن ضد فرنسا ـ يقول بن طوبال ـ حينها انتبهت إلى أني ركزت كثيرا على الخلافات والتصفيات التي حدثت وتراجعت عن نشر المذكرات، وما زالت إلى الآن لم تنشر رغم مرور عدة سنوات عن وفاة لخضر بن طوبال.
ما زالت الجهات الرسمية تصر على الطريقة النمطية في كتابة تاريخ الثورة والدليل على ذلك الطريقة التي تعاملت بها كل من وزارتي المجاهدين والثقافة مع فيلم العربي بن مهيدي، الذي حاول إعطاء مقاربة واقعية لتاريخ الثورة من خلال التطرق إلى بعض الخلافات التي حدثت وإسقاط المسحة التقديسية وتقديم قادة الثورة على أنهم بشر عاديون يخطئون ويصيبون. وعوض ترك الكلمة للنقاش البعدي حول الفيلم للمؤرخين والنقاد السنيمائيين، سارعت الوزارة إلى منع بث الفيلم وفجرت نقاشا حول فيلم لم يشاهده أحد.
إن أمثال المجاهد صالح بوكعوير الذي قدم من موقع معلومات مفيدة جدا لقادة الثورة كثر، وهناك من تعرض للظلم والتشويه أثناء الثورة وهناك من دفع حياته ليس ثمنا للخيانة ولكن في إطار الخلافات والتصفيات التي حدثت وكل هؤلاء يجب رد الاعتبار لهم، وأول خطوة هي التوقف عن تقديس البعض وتدنيس البعض الآخر والنظر إلى تاريخنا نظرة واقعية وموضوعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • هشيمالهاشمي

    فيه أناس جعلوا من أنفسهم أنهم من أتى "بالأسد يجره من ذيله" كذبا وزورا وبهتانا ونفاق وتلاعب وواستخباراتيا و" ري ري " هذي تربح وهذي متربحش" ههه وعملتها بطرق شيطانية لا تخطر على البال ، من يصدق ويقلك خلي ليفات مات" خلي ناس تعيش وتزهى "احسن لنا من أن نتبهدل" امام ليسوى ولميسواش" ههههههوستنكشف الحقائق مهما طالت ، فما ضاع حق وراءه طالب" فالله يمهل ولا يهمل" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"

  • عبد الحق

    "إن امثال المجاهد بوعكوير..." يعني أن الصحفي يؤيد ولد قابلية ويذهب مذهبه مع العلم أن ولد قابلية من جماعة وجدة التي استولت على السلطة بالقوة عام 62 وبقيت فيها إلى يومنا بعد تصفية وأبعاد كل الذين فجروا الثورة ومع العلم أن أغلب الذين استفادوا ويستفيدون من الريع وخيرات الجزائر ببطاقة مجاهد منذ الاستقلال ليسوا مجاهدين. هل ينكر الصحفي ذلك؟ أنا اصدق السي الطيب الوطني الرئيس المغدور محمد بوضياف رحمه الله الذي صرح أن صالح بوعكوير خائن. اظن أن ولد قابلية قال ما قاله في إطار الموضة الجديدة اي التقارب الفرنسي الجزائري في موضوع الثورة.

  • الطيب ــ 2 ــ

    ستعملت فرنسا كل الوسائل الترهيبية و الترغيبية خاصة في 54 و 55 لإبعاد تأييد الشعب للثوار بل هناك مَن جندتهم من الشعب لحماية الشعب ! الذي أفهمته أنّ هؤلاء متمردون عليها و على قانونها و حتى على الشعب الجزائري كضغط نفسي على الشعب و تكسير تأييده لهم و نفس الكلام تصدره إلى الخارج .حالة الضغط هذه التي عان منها الشعب و المجاهدون على حد سواء هي التي صنعت الشكوك و عدم الثقة و اختلاط الحابل بالنابل و الاتهامات المتبادلة و الصراعات التي ظهرت بشكل لافت خاصة بعد مؤتمر الصومام و تطورت إلى غاية الاستقلال و بعده ....لهذا كان الحل هو اتخاذ نهج التقديس حتى لا تفسد نشوة الحرية فسكت الناس إلى يومنا هذا .

  • الطيب ــ 1 ــ

    و هناك مَن تحول إلى مجاهد بقدرة قادر و لا نقول أنه كان " حركي " و عكسه مَن عاش حركي في نظر الناس و لكنه عند الله من المجاهدين المخلصين . هناك مَن كان عمله استخبراتي قدّم معلومات مهمة للمجاهدين أنقذ من خلالها المئات منهم أو قدّم معلومات للمجاهدين كانت سببًا مباشرًا لانتصاراتهم و من هؤلاء مَن دفع حياته ثمنًا لأنّ العدو دخله الشك حوله ...
    الثورة في حقيقتها فوضى مفاجئة و ليس من السهل أن يصطف كل الناس في نفس الخط المؤيد لها من بدايتها ...