-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تايهوديت

عمار يزلي
  • 3025
  • 2
تايهوديت
ح.م

تبعا لما نشره الدكتور عثمان سعدي حفظه الله، على هامش فيلم “يهود الجزائر” للزميل سعيد كسال الذي عُرض على قناة “الشروق” قبل أيام، أود أن أعيد نشر جزءٍ من مقال مطول لي، كان نُشر في أكتوبر 98 بإحدى الصحف الوطنية ردا على رسالة من يهودي شاب جزائري سلمها بنفسه لحارس بوابة الجريدة وانصرف دون أن يترك أيَّ معلومة عنه. الرسالة كانت مكتوبة بعربيةٍ مع بعض العبارات بالعبرية وصور ليهود إسرائيل وتغزّلٍ بالدولة الصهيونية. هذه الرسالة، جاءتني من هذا الشاب اليهودي ونشرتها له في نفس الجريدة بعنوان مع تعليق لي بعنوان “رد مجهول على صاحب المقال المعلوم”، أعيد نشر مقتطفات منها اليوم.
“..أولا: أود أن أذكر صاحب الرد (المجهول) بأني آسف على أنك قمت بالرد بتلك الطريقة السرية، وكنت أتمنى لو نشرته باسمك الصريح، وهذا إيمانا مني كمسلم وكجزائري أن اليهودي مثل المسيحي هم أهلُ كتاب وهم مواطنون كاملو الحقوق (إن أكملوا الواجبات). وقد أشرتُ في بداية مقالي إلى الخطإ السياسي والديني في محاولة محو الوجود اليهودي من الذاكرة عندنا، لاسيما أولئك الذين فضلوا البقاء في الجزائر، بلادهم، بل وتعاونوا حتى مع إخوانهم أثناء ثورة التحرير، خلافا لطائفةٍ أخرى من اليهود (ومن المسلمين أيضا) ممن تعاونوا مع المستعمِر ثم رحلوا معه بعد تورطهم في مجازر “اليد الحمراء”.
ثانيا: تتهمني بأنني أنظر بمنظار ألماني! هل ترى فيَّ هتلر؟ أنا إنساني وأنقبض لرؤية طفل أو امرأة أو حيوان مهما كان عرقُه، يتعذب أو يموت أو ينزف. الشعب اليهودي عاش ويلات الفاشيات والدكتاتوريات.. أتألم من هذا، وأتألم أكثر حين أرى ضحايا الأمس جلادي اليوم: يكسرون أذرع الأطفال في فلسطين ويهللون للمجازر في غزة وفي الأراضي المحتلة والقدس. أليست هذه فاشية يهودية؟ الفاشية يا صاحبي موجودة في كل الأديان: هناك فاشيون مسلمون (بلا إسلام)، وفاشيون مسيحيون (بلا مسيحية) وفاشيست يهود (دين موسى منهم براء) لا أريد أن أجادلك، ولكن تبدو متناقضا في كلامك: تقول إنك مواطنٌ جزائري ولكنك في نفس الوقت تمجِّد “دولة إسرائيل” وتسخر من بني وطنك من المسلمين! ألست مؤهلا لخيانة بلدك الجزائر؟ مواطن يقدِّس ويمجِّد نظاما سياسيا ودينيا آخر على حساب موطنه، لا يمكن أن يكون وطنيا! أنت تتحدث كما يتحدث أي حاخام إسرائيلي، لم نشم في ردك رائحة الجزائري.. إننا نحترم حرية الرأي والأديان ونرفض كل أشكال الهيمنة والإقصاء تحت أي شعار كان، واليهودي والمسيحي مواطنٌ ككل الناس، فقط على هؤلاء المواطنين بمن فيهم المسلمون أن يحبَّوا وطنهم قبل كل الأوطان الأخرى.
ثالثا: مسألة الخيانة، إن كنت تجد لخيانة اليهود لبلادهم الجزائر مبررا، فإن هذا مبررٌ لك اليوم أيضا عندما تقول بأن “إسرائيل” ستفتح سفارتها بالمرادية وتدعوني أنا إلى زيارة “إسرائيل” لكي أرى الازدهار في هذا البلد (بلدك؟!). الخيانة، هي أن تعيش في بلدٍ وتعشق بلدا آخر، تماما كما هي الخيانة بين الأزواج عندما يحبُّ رجل امرأة أجنبية عنه وهو متزوج! أليست هذه خيانة؟
عموما، أنا مسلمٌ وجزائري، كنت أتمنى لو أن ما حدث لم يحدث لو أننا -مسلمين ويهودا ومسيحيين- مازلنا نعيش المواطنة المشتركة والتوحيد المشترك، لكن السياسات والإيديولوجيات والمنفعة تضرب القيم الإنسانية وتلعب بها وتحوِّل الأديان السماوية منها خاصة إلى إيديولوجيات للقتل والنهب والعدوان، والأديان هذه منها براء.. براءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام..”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبد النور

    لقد أصبح بعض من يحسبون أنفسهم على النخبة يتطاولون على مقومات المجتمع دون أدنى حياء معتبرين ذلك من حرية التعبير بينما نجدهم صم بكم حيال تصرفات أول كيان إرهابي في العالم، الكيان الوحيد الذي أنشئ على أساس عرقي و ديني و يصرح علنا انه سيعيد قريبا بناء هيكل سليمان.
    وأنا أتصفح قائمة أسماء عائلات يهود السفرديم الذين فروا من اسبانيا و الذين منحت مؤخرا السلطات الاسبانية احفاذهم حق اكتساب الجنسية الاسبانية، وجدت العديد من هذه الأسماء تحيط بنا من كل جانب.
    دون حكم مسبق أو اتهام أي كان، مجرد تساؤل بريء و تعبير حر إذا سمحت نخبتنا المتنورة، هل هو مجرد تشابه ألقاب أو..............لست ادري، أنا أتساءل فقط.

  • فوضيل

    "تايهوديت" تحولت إلى"تاعروبيت"،مصطلاح قديم ولكن اللافت أن من يحدثك عن الكراهية هم النخبة وليس العوام،ليؤكد الواقع أن العوام والبسطاء أقل تطرفا، حدثني الكثير ممن عايشوا اليهود في الجزائر قبل هجرتهم بعد الاستقلال،بأنهم كانوا قوما يشتغلون في التجارة ويعشقون الحرف اليدوية، وفي كل ولايات الوطن تقريبا كانوا يسكنون منازل تسمى باسمهم، لا يتدخلون في شؤون الآخرين ولايحبون من يتدخل في شؤونهم،أنهم قوم مسالمون،لايؤذون أحدا،ويعرفون حدودهم جيدا، ولأجل هذا كانوا يعيشون بسلام مع المسلمين،أن الخير والشر،الحق والباطل، ليس حكرا على شعب ما، فنقول أن هذا الشعب شرير وأن الشعب الآخر خّير، بناء على معطيات خاطئة.