-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أسبوع من انطلاق الموسم الدراسي الجديد

تبدّد مخاوف انتشار الكوليرا بولاية تيبازة

الشروق
  • 245
  • 0
تبدّد مخاوف انتشار الكوليرا بولاية تيبازة

تبدّدت المخاوف من هاجس وباء الكوليرا تدريجيا بعد أسبوع من انطلاق الموسم الدراسي بولاية تيبازة التي سجلت على غرار عدد من ولايات الوطن إصابات بهذا الوباء فيما شكل موضوع النظافة عنوانا بارزا للموسم الدراسي 2018-2019، وبعدما دخلت العائلات بولاية تيبازة عشية الدخول المدرسي “في حيرة من أمرها” أمام انتشار وباء الكوليرا.

“حيرة” بلغت حد تفكير بعضها في “منع أبنائها من الالتحاق بمقاعد الدراسة، ها هي هذه المخاوف تتبدد بعدما سجل التحاق “طبيعي” للتلاميذ بالمقاعد دون تردّد سيما بعد ظهور بوادر “التحكم” في الداء واستبعاد “التهمة” عن المنبع المائي سيدي لكبير على حد تعبير رئيس الكونفدرالية الولائية لأولياء التلاميذ، صالح دخلي.

“لا تشرب من قارورة ماء شرب منها صديقك.. لا تدخل المرحاض.. لا تحتك كثيرا… لا تنسى استعمال المنديل ومواد التطهير.. لا تنسى غسل يديك بعد الخروج من المطعم” إلى غيرها من توصيات وتعليمات أولياء التلاميذ التي رصدت عند مدخلي مدرسة “بن عثمان” ومتوسطة “بوستة” وسط مدينة تيبازة .

تعليمات وتوجيهات الأولياء لم تتوقف منذ اليوم الأول من الدخول المدرسي كلها تصب في خانة ضرورة احترام شروط النظافة خوفا على إصابة أبنائهم بمكروه.. وهي احتياطات “ضرورية” لكنها “لا ترقى إلى حد منع أبنائهم من الدراسة” خاصة أنه “لم تسجل حالات إصابة بالداء مجددا بالولاية” يقول طبيب سعيد ولي تلميذ كان برفقة ابنه.

وتعتبر تلك المخاوف والشعور بالقلق “طبيعية وشرعية” للأولياء -يقول السيد دخلي- مبرزا أنه من باب المسؤولية أن يتخذ الأولياء احتياطاتهم كمنع أبنائهم من شرب ماء حنفيات المدارس رغم تطمينات المسؤولين، وهو الأمر الذي شكل “تحذيرا وتنبيها” وجهته الكونفدرالية للأولياء ليس من باب التشكيك في صلاحية المياه للشرب وإنما من باب الحيطة والوقاية -يقول السيد دخلي- مخاوف تبددت كليا بعد أسبوع من الدخول المدرسي.

.. تهافت على اقتناء مواد التطهير بالصيدليات

لعل من أبرز الآثار الإيجابية لـ “هاجس وباء الكوليرا” هو “انتفاضة النظافة” التي انعكست من خلال تسجيل تهافت الأولياء على اقتناء المواد شبه الصيدلانية للتطهير بصيادلة مدينة تيبازة.

وفي هذا السياق، أكد مصدر طبي من مديرية الصحة والسكان لولاية تيبازة، استنادا “للأصداء التي تصلهم” حدة الطلب المسجلة بصيادلة الولاية على تلك المواد وهي “حالة صحية إيجابية”.

وأبرز أنه “يجب أن نستخلص الدرس جيدا بعد وباء الكوليرا، قبل أن يعرب عن أمله في رؤية هذه الانتفاضة من أجل احترام شروط النظافة مستمرة وأن لا تكون ردة فعل عابرة”.

وهو الشيء الذي لاحظناه بصيدلية غير بعيدة عن مدرسة “بن عثمان” الابتدائية. صيدلية كانت رفوفها مكتظة بالأدوية من كل الأنواع والأصناف إلا مواد التطهير فهي تتوفر على علامة واحدة وتعرف هي الأخرى ندرة في السوق.

وأكد البائع أن الاستهلاك الواسع للمواطنين لمواد التطهير منذ انتشار وباء الكوليرا ساهم في ندرة بعض العلامات وارتفاع أسعار بعضها بنسبة 50 من المائة في أسعارها مثلما هو الحال للمادة الوحيدة التي تتوفر عليها الصيدلية التي ارتفع سعرها من 200 إلى 300 دينار للقنينة الواحدة.

ولإنجاح الموعد دخلت السلطات المحلية في سباق مع الزمن من خلال حملات النظافة التي شملت المدن والشوارع والمدارس، فيما تشكلت لجنة ولائية يقودها الأمين العام للولاية قامت بزيارات ميدانية لعديد الهياكل التربوية من أجل الوقوف على مدى احترام شروط النظافة واستدراك النقائص، على غرار تهيئة المراحيض وتزويد المؤسسات التربوية بمواد التطهير.

ومن جملة الإجراءات استفادت قرابة 400 من مستخدمي المطاعم المدرسية من دورة تكوينية بمراكز التكوين المهني حول احترام شروط النظافة سيما داخل المطاعم والمرافق الصحية، ناهيك عن إخضاع جميع مياه المؤسسات التربوية لتحاليل طبية على مستوى المخبر الولائي.

كما أصدر الوالي موسى غلاي، المسؤول الأول عن صحة قرابة 127 ألف تلميذ بتيبازة قرارا يقضي بإجراء فحص طبي معمّق لجميع مستخدمي المطاعم المدرسية، إلى جانب مشاريع الطلاء والتهيئة التي استفادت منها الهياكل المدرسية.
وفي المقابل يبدو أن مدينة أحمر العين الذي اقترن اسمها بانتشار الكوليرا بعد إعلان معهد باستور المنبع المائي سيدي لكبير الواقع بإقليم البلدية كمصدر للوباء قد “تنفست الصعداء أخيرا وأبعدت التهمة عنها”، مثلما وصف الوضع في صورة كاريكاتورية نائب رئيس البلدية كمال لحياني.

واستقبل مواطنو هذه البلدية خبر اكتشاف مصدر الوباء بمنطقة غير بلديتهم بشيء من الارتياح خاصة أنهم رفضوا قرار غلق المنبع وأصروا على صلاحية مياه المنبع للشرب في وقت كان يقبع بمستشفى بوفاريك 15 من سكان أحمر العين مصابين بوباء الكوليرا.. جميعهم تماثلوا للشفاء بفضل الإجراءات الوقائية المتخذة والتكفل الجيد بالحالات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!