-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عتاد مهترئ وأسعار غير مدروسة ومكمّلات غذائية تباع من دون رقابة

تجاوزات بالجملة وأخطار محدقة بالشباب في القاعات الرياضية

زهيرة مجراب
  • 1294
  • 0
تجاوزات بالجملة وأخطار محدقة بالشباب في القاعات الرياضية
أرشيف

يحرص عديد الشباب والشابات المهووسين برشاقة أجسادهم وتناسقها، على ممارسة الرياضة داخل القاعات المنتشرة وسط الأحياء، وفي سبيل تحقيق الحصول على القد الممشوق الذي لطالما حلموا به يبذلون الغالي والنفيس، وهو ما تفطن له ملاك القاعات الرياضية الذين يمارسون نشاطهم التجاري بعيدا عن أعين الرقابة وحوّلوا القاعات للربح السريع فقط وجني الأموال.
تعتبر فكرة حمل الحقيبة والتوجه لممارسة الرياضية فكرة يحبذها الكثير من الشباب ويداومون على ممارستها، غير أن المتجوّل في عالم القاعات الرياضية التي كثر عددها في السنوات الأخيرة، سيكتشف عالما آخر ويقف على مجموعات من الخروق والتجاوزات في تسيير هذه القاعات والتي لا تطأها لجان الرقابة ولا تعرف حتى السبيل إليها.
يؤكد عديد الشباب بأن القاعات المخصصة للرجال فقط وضعيتها سيئة للغاية وكارثية وتصلح لكل شيء إلا لممارسة الرياضة، وهو ما دفعنا للتوجه لواحدة في وسط حي شعبي شرق العاصمة، بحجة رغبتنا في الاستفسار إذا ما كان هناك برنامج خاص بالنساء أم هي قاعة رجالية، لكن وعند المدخل منعنا الشبان الجالسون من الولوج إليها فالسيدات لا مكان لهن هنا ونصحونا بالاتجاه لإحدى القاعات المخصصة للسيدات حيث يمارسن رياضات مختلفة بحضور مدربات في الزومبا، الأيروبيك وحتى رفع الأثقال.
انتهزنا الفرصة وسألنا بعض الشباب حول وضعية القاعة، ليؤكدوا لنا اهتراء العتاد الذي يستخدمونه، فبعضه مصنوع من الحديد أكله الصدأ وبات يشكل خطرا على الممارسين لاحتمال سقوطه على رؤوسهم أثناء رفعه، وهو الحادث الذي يتكرر في كل مرة، وبعضه معطل لا يصلح للاستعمال فيضطرون للانتظار لحين الانتهاء من التمرين عليه كي يتسنى لهم استخدامه، وأضاف المتحدثون بأن القاعة لا تتوافر على مدربين، بل كل واحد يتدرب بمفرده بطريقة عشوائية، وهناك من يقلدون المتواجدين معهم في القاعة ويقومون بنفس حركاتهم من دون تحمية، وهو ما قد يصيبهم بالتواء أو كسر ولا يوجد حتى من يقدم لهم الإسعافات الأولية المفتقدة أيضا في القاعة.
أما الحمامات فحدث ولا حرج يقول محدثونا، فهي الأخرى أكل عليها الدهر وشرب، وليست هذه القاعة الوحيدة على حد قولهم التي تتواجد في حالة إهمال بل غالبية القاعات الرياضية الرجالية الموجودة في الأحياء الشعبية تتشابه، ومعداتها قديمة وصدئة وصاحبها يرفض تجديدها أو جلب عتاد جديد، مضيفا بأن السعر هو السبب الوحيد الذي يدفعهم للتردد عليها فهي بـ 1200 دج للشهر، مبلغ مناسب لـ “الزوالية” بينما يتجاوز سعر القاعات الرياضية العصرية والمجهزة مليون سنتيم.
غير بعيد عن القاعات السابقة بدأت أخرى بمواصفات عصرية وحديثة تفتح أبوابها بمعدات عصرية، وكل ما يحتاجه الرياضي خلال التمرين من ضمادات ورباطات وعتاد متوافر ومعروض للبيع داخلها، وما زاد من حيرتنا واستغرابنا عرضها لمجموعة من المكملات الغذائية بعلامات مختلفة وأحجام كبيرة وبأذواق متعددة وأسعار متنوعة دون رقيب أو حسيب، ويشتريها الشباب حسب رغبتهم من دون استشارة أطباء أو مختصين، فأصحاب القاعات لا يكترثون بالصحة مع أن متناولها عرضة للإصابة بالسكتة القلبية.
وخلال تواجدنا في إحدى القاعات بالعاصمة، تفاجأنا باختلاف الأسعار عن سابقتها، فسعر الاشتراك الشهري 6900 دج، أما الاشتراك لثلاثة أشهر فبـ 18000 دج، والاشتراك لستة أشهر بـ 32000 دج في حين الاشتراك السنوي بسعر 57000 دج، وزيادة على الملف المعتاد يدفع الراغب في التمرين بالقاعة مبلغ 1000 دج للتأمين وتتميز جل الآلات الموجودة في القاعة بحداثتها ناهيك عن عملها على مدار أيام الأسبوع ومن الساعة 8 صباحا حتى العاشرة ليلا.
ويعد السعر إشكالا حقيقيا فهو يختلف من قاعة لأخرى ومن حي لآخر كل يحدده وفق أهوائه والخدمات التي يقدمها لزبائنه، وكذا العتاد الذي تحتويه ويعول المترددون عليها على تحرك الدولة لمراقبتها وضبط الأسعار من جهة، وكذا فحص العتاد وإجبار مسيريها على تأمين المتمرنين بها نظرا لكثرة تعرضهم للحوادث داخلها، كما بات لزاما على السلطات التحرك لمنع البيع العشوائي للمكملات الغذائية التي تعرض متناولها لخطر الموت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!