تجنيد الأطباء والمساجد والبلديات للقضاء على بعوضة النمر

باشرت المساجد والبلديات والمستشفيات حملات تحسيسية واسعة للقضاء على بعوضة النمر التي تحولت إلى مشكل صحة عمومية، حيث ألقى العديد من الأئمة خطب جمعة موحدة للتحذير من هذه الحشرة وباشرت البلديات حملات تنظيف واسعة في أقبية العمارات والأحياء الشعبية والأودية، بينما نظمت المستشفيات عمليات تحسيسية للتقرب أكثر من المواطنين وإطلاعهم على طرق الوقاية من هذه البعوضة..

وقال في هذا الصدد، رئيس بلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، إن عدة مصالح تابعة لولاية الجزائر اجتمعت مؤخرا حول موضوع حملات التنظيف للحد من انتشار بعوض النمر، وتلقى مكتبه تعليمة والي ولاية العاصمة، فيما يخص انطلاق مكاتب التطهير وبالتنسيق مع المؤسسة العمومية للتعمير، في تنظيف الأقبية، خاصة تلك التي تعتبر مصدرا للروائح الكريهة، والتي يتكاثر فيها البعوض، حيث يتم العمل وبصفة دورية على إخلاء هذه الأماكن وترحيل قاطني بعضها، وتطهيرها تماما.

وإلى جانب التعليمات التي تلقاها بعض الأميار فيما يخص حملات التطهير للقضاء على البعوض، انطلقت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وبالتنسيق مع معهد باستور، في أيام تحسيسية إعلامية حول “بعوض النمر” في بعض البلديات، حيث ستنظم اليوم حملة تحسيسية واسعة في بلدية القبة بالعاصمة وذلك على مستوى ساحة البلدية.

ويرى أئمة في الجزائر أن الوقاية من بعوض النمر يبدأ بالكف عن رمي الأوساخ في الأحياء بعشوائية وتحلي كل جزائري بمسؤولية الحفاظ على البيئة والمحيط، وان تتجسد النظافة في سلوكياته اليومية، حيث كان موضوع خطبة الجمعة أمس، في بعض مساجد الوطن، النظافة والقضاء على الأوساخ في الأحياء السكنية.

وأكد إمام مسجد حيدرة، الشيخ جلول قسول، أن خطبته أمس، خصصت للحديث عن النظافة، وجاء هذا تزامنا مع انتشار الأوساخ في الأحياء وبعوض النمر، حيث دعا المصلين إلى التحلي بسلوكيات المؤمن الحقيقي، قائلا إن المحافظة على الأبدان مقدم على المحافظة على الأديان، وأن النظافة من صميم الدين.

وأشار إلى أن على الجزائريين أن يدركوا أننا شركاء في العيش في الأحياء السكنية، وأن مخلفات رمي الأوساخ وعدم تنظيف المحيط فرضت نفسها وانتجت لنا أمراضا ظاهرية وأخرى خفية، وحشرات تتطور لسعاتها السامة باستمرار.

وفي السياق، قال الشيخ كمال تواتي، إمام مسجد المدنية بالعاصمة، إن الله خلق الكون نظيفا وطاهرا ومكتملا وطبيعيا وله رونق من الجمال، ودعا كل الأنبياء إلى الطهارة، كما أن الرسول قال في حديث له، أن رجالا يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين.

وحرص أمس، أمام مسجد المدنية، أن تكون خطبة الجمعة حول النظافة، والوقاية من لسعات بعوض النمر، وكيفية المحافظة على المحيط، حيث أكد انه يتحدث باستمرار في إذاعة القرآن الكريم، عن النظافة وأهميتها في حياة المسلم.

البروفسور خياطي مصطفى يصرّح:
البلديات ومؤسسات التطهير متهمة بالتقصير في محاربة بعوضة النمر

اتهم البروفيسور خياطي مصطفى رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” أنّ مكاتب النظافة البلدية ومؤسسات التطهير الولائية بالتقصير في مكافحة انتشار بعوضة النمر والتهاون في التصدي لها مع أول بدايات بروزها.

وأوضح خياطي أن “الجماعات المحلية تتحمل مسؤولية كبيرة في الانتشار الكبير الذي يعرفه بعوض النمر في الجزائر، فالعمال والمصالح ذاتها يمتلكون الأجهزة والإمكانيات، لكنهم لا يقومون بعمليات الرش، ويزداد الأمر خطورة يقول خياطي مع اقتراب وقت تبويضها الذي يكون بين شهري نوفمبر وديسمبر”.

وأضاف المختص “يرجع انتشارها إلى تقصير من قبل المصالح المعنية لدى بروزها لأول مرة في غرداية عندما أبلغ المواطنون، حيث لم يتم القيام بالإجراءات اللازمة في حينها”.

ووجه خياطي نداء خاصا للمصالح البلدية للعب دورها، مؤكدا “أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجماعات المحلية وليس وزارة الصحة”.

ودقّ رئيس “الفورام” ناقوس الخطر بشأن الوضعية الحالية والأخطار المدمرة والقاتلة لهذه الحشرة، حيث قال “تشكل بعوضة النمر خطرا كبيرا على الصحة العمومية، لأنها حاملة للفيروسات وبمجرد بروز أي مرض تنقله البعوضة وتصبح بذلك وباء يعصف بحياة الكثيرين”.

ودعا خياطي إلى إتباع جملة من الإرشادات والتوجيهات للتصدي لانتشار هذه البعوضة التي تهدد وتزعج الجزائريين خاصة الأطفال والحوامل وتجفيف منابع المياه، لأن هذه البعوضة تعيش وتنتشر في المياه الراكدة.