-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحصيل حاصل!

جمال لعلامي
  • 345
  • 0
تحصيل حاصل!
ح.م

ما حدث لجمال ولد عباس، على الطريق العمومي، عندما حاصره مواطنون وأسمعوه ما لا يرضيه، هو مؤشر آخر لتداعيات الحراك الشعبي، الذي حوّل المسؤولين والسياسيين والوزراء المحسوبين على حاشية الرئيس المستقيل، إلى “أهداف سهلة” مطاردة على الطرقات والشوارع، نظير ما اقترفته في نظر المواطنين، من تجاوزات وانحرافات وسوء تسيير واستفزازات متكرّرة!

ما حدث خلال 20 سنة، بالنسبة للبعض، وأكثر بكثير بالنسبة للبعض الآخر من “كبار الدوّار”، ضاعف غضب الغاضبين، وجعل هؤلاء “منبوذين” و”مكروهين” في أوساط الرأي العام، وظلوا يتحيّنون الفرصة، وينتظرون الوقت المناسب، لمحاسبتهم ومعاقبتهم ومطاردتهم، إلى أن جاء يوم 22 فيفري، حيث حرّر الحراك الجميع، وجعلهم يطالبون بحقوقهم وبأثر رجعي!

من الطبيعي أن يطارد مواطنون أمثال ولد عباس واويحيى وغيرهما من “رموز السلطة”، فذلك تحصيل حاصل، حيث دفع “الزوالية” فاتورة غالية نتيجة العشوائية والتمييز والمفاضلة والتصريحات الاستفزازية والعدائية في كثير من الأحيان، بما جعل المسؤول في واد والمواطن في واد آخر، والمسافة بين الطرفين كانت ضوئية وببُعد الأرض عن السماء والشمس عن القمر!

لم يفكر هذا النوع من المسؤولين في هذه المرحلة الحاسمة والفاصلة، ولذلك لم يستشرفوا ما ينتظرهم في ربيع 2019، وإلاّ لما ارتكبوا الحماقات والتفاهات التي ارتكبوها في حقّ البلاد والعباد، عندما كانوا “على ديدانهم”، واليوم، تثبت الكثير من المشاهد والوقائع، أن بين أولئك والشعب، فجّ عميق، لا يملؤه سوى التوبة النصوح، أو الإيمان بقضاء الله وقدره!

بطانة السوء وحاشية “العصابة”، كانت تخاطب الناس من بروج عالية، ولم تكن تنزل إليهم، وإذا نزلت فإنها من أجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة، ومخاطبتهم بما لا يفهمون أحيانا، وبما يكرهون في الكثير من الأحيان والحالات، وهو ما أبعد الأقلية المسؤولة عن الأغلبية الشعبية!

الفجوة العميقة بين الطرفين، هي التي ألّبت عامة الجزائريين على الوجوه المغضوب عليها والضّالين، وقتلت الثقة بينهما، وحوّلت النوع الأوّل إلى “كاذبين” حتى وإن صدقوا، وبالعودة إلى ما حصل من شواهد وشهادات وتصريحات وتصريحات مضادة، خلال فترات سابقة، يتضح بإجلال حجم الفرق والفوراق بين الخصمي!

لا يُمكن لأشباه “الدكتور” ولد عباس، ولا “ابن فرناس”، أن يحققوا “تشجيع” المواطنين ورضاهم، وهم من فشلوا في جني التوافق والإجماع داخل أحزابهم، بل وحوّلوها إلى مرتع للبزنسة والبيع والشراء والسمسرة وتعمير “الشكارة” بأساليب تذمّها السياسة وتمقتها الأخلاق ويُعاقب عليها القانون، وبالتالي لا داعي لتقليب المواجع ورشّ الجراح بالملح!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!