-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحضير لحسم صراع الحضارات

عمار يزلي
  • 786
  • 1
تحضير لحسم صراع الحضارات

التعقيد الممنهج الذي يحدث في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن نُقل مركز الصراع من فلسطين إلى اليمن في انتظار نقله إلى إيران، بعد أن انتقل مركز الثقل العالمي الأمريكي من العراق إلى سورية، بدأت ملامحه تتشكل مع رؤى 2030 في السعودية ونهاية الصراع الفلسطيني العبري بعد أن أغلِق الباب أمام الصراع العربي العبري وهذا ضمن “صفعة القرن”.
أمام المعادلات الاستراتيجية والتحالفات غير الطبيعية التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، بات اليوم واضحا أن الشرق الأوسط يُراد له أن يُعاد تشكيلُه على قواعد جيو سياسية أخرى، بما يعني حرباً جديدة تشمر عن ساعديه في الأفق بعد أن بدأت منذ 2000 في أقطار بعينها، تمهيدا للجولة النهاية، وهذا ما قد يحدث، إن لم يكن في العاجل، ففي الأجل.
أمام هذا الموقف وجدت نفسي، أعيد التاريخ الإسلامي قبل 5 قرون، الذي أدى إلى سقوط مطلق للخلافة الإسلامية بما فيها الخلافة العثمانية باسم الإسلام بعد اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916 المشؤومة التي كانت تتويجا “للتّحلف” (على رأي قول المرحوم عميرات) الفرنكوـ إنجليزي الذي أنتج في ما بعد وعد بلفور في 2 نوفمبر 2017..
أمام هذا، كان عليَّ أن أعيد التاريخ إلى الأمام: أمراء منطقة الشرق “الأبسط” والمغرب الأوسط والأقصى والأدنى و”الأسمط” (ليبيا)، وأمراء الخليج، يدخلون أنفسهم إجباريا في حلف أمريكي بعد بغداد ودمشق.. بغداد التي كانت على أهبة إعلان الخلافة العباسية باسم “الانتصار للإمام المختفي”، وإعادة إحياء الصلة بآل البيت التي حوربت أيام الأمويين والعباسيين، ويعلن تحالفه مع دولة الإمامة في بلاد فارس، ومع الخلافة الفاطمية في ليبيا، وإمارة الموحدين في شنقيط (موريتانيا) وإمارة الموحدين في توات وقاو وتمبوكتو.. وتبدأ سلسلة التحالفات الاستراتيجية في هذا الاتجاه أو ذاك مع أمريكا.. أو مع بغداد (ويرفع الشعار: الشامي شامي والبغدادي بغدادي)، وتبدأ حكومات دويلات القاعدين في التهاوي أمام حركات “المشاهدين” وتسارع حكومة أمريكا التي شعرت ببداية إفلات المسألة من يدها بعد أن آلت الحكومات إلى الشعوب الثائرة (هذا على الرغم من برنامج كولين باول المتمثل فيما أسماه بـ”الشراكة مع دول الشرق الأوسط”، هذا البرنامج الرشوي الذي كان من ورائه الإشراك بالوحدة وبواحدية المصير والعقيدة، ليس الشراكة لمساعدة نمو الديمقراطية والتعددية)، تسارع للانتقال إلى مرحلة معاداة الشعوب، لتشن حربا مسمومة على الشعوب الإسلامية، لكن قوة الشعوب كانت أقوى من إدارة الجيوب: مقاطعة لكل أشكال التعاون والتعامل مع أمريكا وحلفائها.. فرضت الشعوب على نفسها حصارا اقتصاديا، كان في الواقع حصارا اقتصاديا ضد الجيب اليهودي الأمريكي وليس ضد البطن المسلم الذي تعلَّم كيف يصوم صوم الزهاد لا صوم الزلابية: لن نأكل إلا من غللنا على قلتها ولو متنا جوعا.. لن نسافر.. لن نصرف فرنكا واحدا خارج بلداننا. توحيد كل القوى الاجتماعية والاقتصادية في هيئات موحدة واحدة: جيش واحد، قيادة واحدة موحدة. أمريكا، من الداخل كانت بدأت تغلي: الأحرار الأمريكيون يثورون ضد الطغمة اليهودية المسيطرة على القرار السياسي، ويفتون بسيناريو شبيه بسيناريو ما حدث في روسيا خلال القرن الثامن عشر حيث هلك 10 آلاف يهودي بعد انكشاف نيّة اليهود في السيطرة على روسيا، وتبدأ سلسلة الأعمال الماكارثية وسياسة ملاحقة الساحرات في فرنسا.. ويبدأ العالم كله في الاستفاقة من الشر الماحق الذي أوصلته الروتشايلدية العالمية إلى العالم.. ويشرع العالم في التحوُّل من جديد..
وأفيق من منامي وأن أشهق ضحكا من برامج مرشحين مزعومين، لا يعرفون حتى ما يقولون.. مجانين كمل لهم الدواء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد الله...

    لا وجود لصراع حضارات ...توجد حضارة واحدة فقط اعتنقها جميع سكان الارض وهي الحضارة الانسانية الغربية وهي الحضارة المشعة علميا والتي استفاد منها المسيحي واليهودي والمسلم والبوذي والاديني...اما الصراع الذي تتحدث عنه فهو غير موجود ....الجنس الاصفر رغم تقدمه وحضارتة الضاربة في القدم لم يبن هذا الصراع كما يروج له الاسلاميين بل وظف جميع امكانياته للاستفادة من الحضارة الغربية وهو مايتجلى فيما وصلت اليه اليابان والصين ..عكس الاعراب الذين سيواجهون الحضارة بالتخلف وسموه صراع الحضارات لاعتقدهم ان لهم حضارة.....عجيب امرهم.