-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الوقت يضغط ولا مؤشرات إيجابية في الأفق

تراجع حظوظ المعارضة في تقديم مرشح مشترك

الشروق أونلاين
  • 3324
  • 0

لم يتبق سوى نحو أسبوعين فقط على نهاية آجال إيداع ملفات المترشحين للانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثامن عشر من الشهر المقبل، فيما لا تزال المشاورات حول إمكانية تقديم مرشح واحد عن المعارضة، تراوح مكانها.
فكثير من المؤشرات تبدو غير مشجعة بالنسبة للمبادرة التي أطلقها رئيس جبهة العدالة والتنمية، الشيخ عبد الله جاب الله، إذ أصبح هناك حديث عن المقاطعة إلى جانب الوقوف وراء مرشح واحد، وهو أمر لم يكن مطروحا في المبادرة الأصلية.
وبينما تبقى المشاورات مستمرة بين رموز المعارضة، يترقب المتابعون لقاء الأربعاء المقبل، الذي ينتظر أن يكون آخر محطة في طريق هذه المبادرة، إما بالإعلان عن تقديم مرشح مدعوم من قبل المعارضة، أم يعلن عن فشل المشروع، الذي لم يتبلور بشكل واضح إلا بعد أن قدم الرئيس بوتفليقة ترشحه لعهدة خامسة.
لقاءات عبد الله جاب الله برموز المعارضة وبالشخصيات التي أعلنت ترشحها لحد الساعة، لم يسفر عن أي تطور حتى الآن، فقد التقى برئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي رحّب بالمشروع ودعا إلى وضع أسس حول مواصفات المرشح المحتمل.
كما التقى أيضا برئيس حزب طلائع الحريات، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية (2004/ 2014)، علي بن فليس، والمترشح الحر، اللواء المتقاعد، علي غديري، فضلا عن حزبين آخرين قررا مقاطعة الاستحقاق الانتخابي، وهما حزب جبهة القوى الاشتراكية وحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية.
وتكمن تحديات هذه المبادرة في جملة من المسائل، أولها هل سيتم الاتفاق على مرشح من بين الأسماء التي تقدمت لحد الآن بترشحها، أم على أسماء من غير تلك التي أعلنت ترشحها؟ وهل بالإمكان إقناع أحزاب قررت المقاطعة بالانخراط في المبادرة؟
وتبرز من بين الأسماء التي تم تداولها في دوائر ضيّقة، إمكانية اقتراح رئيس حكومة الإصلاحات مولود حمروش، كمرشح باسم المعارضة، لكن هل يحقق حمروش الإجماع داخل الفريق المعني بمبادرة جاب الله؟ وقبل ذلك، هل يقبل حمروش ذاته الدخول في سباق، يبدو محسوما وفق مقاربته المعهودة، والتي مفادها أنه يرفض مواجهة مرشح السلطة..
قد يبدو هذا الأمر مسوغا لبعض الأحزاب بما فيها تلك التي قاطعت على غرار، جبهة القوى الاشتراكية، وبالنسبة لجبهة العدالة والتنمية ولحركة مجتمع السلم، غير أن الأمر يتوقع أن يكون غير ذلك بالنسبة إلى اللواء المتقاعد علي غديري، الذي قد يعتقد أنه قطع شوطا كبيرا على الصعيدين الإعلامي والتحسيسي، ومن ثم فهو يعتبر انسحابه إهدارا لجهد بذله.
كما أن ترشح غديري قد لا يكون مثل غيره من قادة الأحزاب المعنية بهذه المبادرة، فالرجل قد يكون مدفوعا بجهات أخرى في سياق محكوم بتعقيدات وتشابكات، ما يؤشر على أن قراره لا يصنعه بيده، ومن ثم فمن الصعوبة بمكان أن نرى مدير الموارد البشرية السابق بوزارة الدفاع، ينشط حملة انتخابية لحمروش مثلا أو مقري أو بن فليس أو بن بيتور..
ما ينطبق على غديري ينسحب على علي بن فليس، فهو وإن لم يعلن إلى حد الآن ترشحه لسباق الرئاسيات بصفة رسمية، إلا أن المراقبين يرجحون فرضية عدم انخراطه في دعم أي مرشح سواه، حتى وإن لم يخض السباق، ما يؤشر على أن إمكانية تقدم المعارضة بمرشح واحد يبدو أبعد ما يكون عن الواقع، بسبب صراع الزعامات وتفشي الحساسيات، فضلا عن تباين وجهات النظر بين مكونات في التعاطي مع الاستحقاق المقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!