-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ترامب والحرب؟

صالح عوض
  • 522
  • 0
ترامب والحرب؟

ترامب يطرد 50 دبلوماسيا روسيا ويغلق قنصلية روسيا في “سياتل”.. وترامب يعلن حربا اقتصادية على الصين ويفرض ضرائب وغرامات بمليارات الدولارات عليها.. وترامب يعاقب كوريا الشمالية ويتخذ إجراءات عقابية.. وترامب يعلن حربا على الفلسطينيين ويوقع قانونا يمنع تحويل المساعدات إليهم.. وترامب يشن حربه على إيران ويعلن عن وضع أسماء إيرانية على قائمة الملاحقة وكذلك فعل بمنظمات المقاومة وفي كل يوم يخرج علينا بإجراءات جديدة.. ومن حين لآخر يعلن حربه العنصرية على امريكا اللاتينية وافريقيا السوداء ويظهر مزيجا من الاحتقار والاستعلاء تجاه الشعوب والأمم الأخرى..
بالتأكيد ان شأن ترامب اختياره رئيسا شأن امريكي بحت ومن المؤكد ان هناك قطاعا واسعا من الأمريكان يرون فيه رمز عزة امريكا والقادر على اغنائها و”حلب” الآخرين في إناء الولايات المتحدة الأمريكية.. وبالتأكيد هناك من ينظر اليه ناقلا لأمريكا من مرحلة الضبابية إلى الوضوح والتبجح والتسيد النهائي تستطيع الولايات المتحدة ان تعلن عن كل رغباتها وتحول العالم كله إلى مزرعة لها.
الغريب في الأمر ان ترامب هذا لا يراعي حدود الأدب الدنيا في علاقاته بالأصدقاء والحلفاء ولا يخفي رغبته في مقاسمتهم ثرواتهم وإجبارهم على شراء صناعاته والدفع له مقابل حماية عروشهم والا فإنه سيسلط عليهم اعداءهم.. يعني انه تحول إلى اكبر بلطجي في العالم وانه يقوم بالسمسرة تحت قوة السلاح وان البدائل لديه كارثية.
في ظل هذه المعطيات تختفي لغة التهذيب الدبلوماسي وأساليب المجاملات والضرب بالقفازات الناعمة ويصبح الآخرون امام خيارين فاقعين تماما، اما الاستسلام لرغبته في حمل كل الحبوب إلى مطحنته ويصبح هو الراعي، او رفض وصايته وهنا يحرض عليهم الخصوم ويزود بالسلاح كل من لم يقبل السير في طريق الولاء.
هنا تطرح على الجميع مسألة الاستقلال الوطني السياسي والاقتصادي والثقافي على الدول العربية والإسلامية ومن خلال عملية استعمارية سهلة سيحاول أكل صيده على مراحل، فهو يدرك كما الساسة الغربيين ان المنطقة العربية صيد امريكي بلا منازع ومن غير المسموح لأحد ان يلعب في ملعبها.. وهو غير متعجل، لكنه مصمم ويسير بخطى واضحة وعميقة في العراق وسورية والجزيرة العربية ويمتد بنظره إلى مساحات إستراتيجية أخرى من الوطن العربي والعالم الإسلامي.
ولكن من سوء حظ ترامب حصول تغيرات عميقة في معادلة التوازن الدولي، فلقد عادت روسيا بقدرة عسكرية فائقة تفرض على امريكا الحوار وتجبرها على الانسحاب من موقع إستراتيجية.. وظهور قوة الصين الاقتصادية العملاقة التي ستؤهل الصين ان تصبح ذات الاقتصاد الأضخم في العالم.. وتنمي حالة المقاومة في الأمة والمرشحة ان تحدث فارقا كبيرا في معادلة الصراع.
الذي لا شك فيه انها مغامرة استراتيجية خطيرة تلك التي يقوم بها ترامب قد تؤدي بالولايات المتحدة الأمريكية بفتح جبهات حربية في كل مكان، ولعل الاستراتيجيين الأمريكان يدركون ان الحروب دائما تأتي بنتائج عسكرية سلبية على الولايات المتحدة الأمريكية وآخرها حضورا حربهم على العراق وما خلفته من كوارث على الاقتصاد الأمريكي وعلى حياة جنودهم ويجب الانتباه ان هذا هو السبب في انهيار الامبراطوريات عبر التاريخ.
ترامب يقود العالم إلى تحديات خطيرة ويبدو ان العالم سيصطف جميعا لإحباطه، فهل يشاهد جيلنا حربا عالمية ثالثة؟ ام ان حسابات التجارة ستجعله يتراجع في اللحظات الأخيرة؟ والسؤال الأهم اين نكون نحن؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!