-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تستقطب مختلف الشرائح ولها محلات وأسواق يومية وأسبوعية

تربية الطيور في الجزائر.. من هواية إلى احتراف تجاري يدر الملايين

صالح سعودي
  • 4018
  • 1
تربية الطيور في الجزائر.. من هواية إلى احتراف تجاري يدر الملايين
ح.م

تحوّلت تربية الطيور والعصافير إلى ظاهرة لفتت الانتباه خلال السنوات الأخيرة في مختلف ولايات الوطن، حيث قفزت من مرحلة الهواية إلى مستوى الاحتراف والتجارة التي تسيل اللعاب وتدر الملايين، بدليل أن لها أسواقا أسبوعية وحتى يومية، وهذا في ظل ارتفاع درجة الإقبال عليها من طرف المواطنين من مختلف الشرائح على تربية الطيور أو شرائها بنية تزيين المحلات أو البيوت، والاستمتاع بأصواتها التي يصفها الكثير منهم بالعذبة والمريحة.

أخذت ظاهرة تجارة وبيع طيور الزينة في الانتشار وسط الجزائريين، حيث تمارسها فئة كبيرة من الشباب لغرض الربح المادي، أو بسبب حب العصافير والرغبة في الاستماع لغنائها، حيث يتم شراؤها وبيعها بأثمان متفاوتة.. ولو أنها مرتفعة في بعض الأحيان، وذلك حسب الأنواع، وإن كان طائر الحسون في بعض الولايات هو النوع الغالب على تجارة العصافير. هذا النشاط ساهم في خلق فضاءات تجارية متخصصة في هذا النوع من التجارة، حيث نجد في باتنة سوق أسبوعية للعصافير، إضافة إلى عديد المحلات التي انتشرت هنا وهناك، واختصت في بيع المستلزمات الضرورية للعصافير من أكل وأقفاص وغيرها، والكلام ينطبق على مختلف ولايات الوطن، مثل قسنطينة وعنابة وجيجل والجزائر العاصمة، وغيرها من ولايات الوطن التي أصبحت لها أسواق خاصة ببيع العصافير.

أسواق شبه يومية والكناري والببغاء في الصدارة

من المظاهر الملفتة للانتباه الانتشار الواسع لمربي الطيور والإقبال الكبير عليها حتى أصبحت تستأنس المحلات والمنازل والمقاهي والمطاعم بأنغام الطيور في أقفاص، حيث أن القفص يعد من الأثاث الضروري، مادام أنه يضفي مسحة جمالية، وقد تطورت تربية الطيور في الأوساط الشعبية في مختلف المدن الجزائرية، وأصبحت فضاء رحبا.

وإلى جانب التربية والتسلية فإن هناك تنافس على اقتناء أحسن السلالات وأجودها، سواء المحلية منها أم الأجنبية، ما يتيح فرص المتاجرة بين الشبان والأطفال سانحة لمواجهة البطالة وكسب المال، خاصة في ظل الإقبال الواسع من المواطنين، بشك مهد بظهور أسواق أسبوعية أو شبه يومية في أحياء شعبية وسط الحضور القوي للباعة والزبائن والفضوليين. وعلاوة عن ذلك فهناك متمرسون في عالم تجارة الطيور المستوردة وأخرى تم تهجينها بالطيور المحلية. يحدث هذا وسط ارتفاع واضح لعدد المولعين بتربية الطيور ورواج في مختلف ولايات الوطن، يحدث هذا في الوقت الذي يبقى الكناري والببغاء والحسون من أكثر الطيور طلبا من طرف المواطنين المولعين بعالم العصافير الذي تحولت أسواقه إلى بورصة مفتوحة، حيث أن الأسعار لا تقل عن ألف دينار، فيما تصل أسعار بعض الطيور إلى 9 ملايين وقد ترتفع إلى 14 مليونا أو 18 مليونا وربما أكثر من هذه المبالغ، وهذا وفقا لقاعدة العرض والطلب السارية بين البائعين والمشترين.

الأقفاص والصيد العشوائي يهددان طيورا نادرة بالانقراض

ومن الجوانب التي تثير القلق هي الصيد العشوائي لهذه العصافير يشكل خطرا على انقراض النوع ما يستدعي تدخل الجهات المعنية، حيث أنه في الوقت الذي دخلت أنواع من الطيور المستوردة، فقد تم تهريب أنواع أخرى من الطيور المحلية إلى خارج الوطن، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل ثروة الطيور التي باتت معرضة للإبادة بفعل الصيد العشوائي وعمليات التهجين بسلالات أجنبية والتي يمكن أن تكون لها في نظر البعض انعكاسات سلبية على الطيور المحلية، وهي الظاهرة التي يبدو أنها لا تشكل قلقا في الجزائر فقط، بل في بلدان أخرى، بدليل أنه في لبنان ذهب مختصون إلى القول بان طائر “التيان” يشهد تدنياً في الأعداد سنة بعد أخرى، وهذا ما يؤكده بعض الصيادين. ورغم أنه ليس على لائحة الطيور المسموح صيدها حسب التشريعات اللبنانية، إلا أن تراجع عدده يعود بالدرجة الأولى إلى مخالفة القوانين، وصيده بالبندقية أو بالشباك التي تسببت في حصد 600 ألف عصفور “تيان” سنوياً يتم استخدامهم في التجارة، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل إذا تم الحديث عن ظاهرة الصيد المخالفة للقوانين في الجزائر، ما تسبب في تهديد عديد أنواع الطيور بالانقراض، وفي مقدمة ذلك طائر الحسون.

حملات لإطلاق الكناري والهزار وعصافير نادرة حفاظا على التوازن البيولوجي

وعلى ضوء الصيد العشوائي والجائر، فلم تتوان بعض الجهات في العمل على إحداث توازنات في هذا الجانب، على غرار ما قامت به محافظة الغابات لولاية باتنة بالتعاون مع جمعيتي هواة تربية طيور الزينة وحماية الطيور البرية باتنة وجمعية حماية الطيور البرية تيبازة، من خلال إطلاق الدفعة الأولى لطائر الحسون الشوكي، وفي الوقت الذي أكدت الجهات المعنية أن المقنين ليس من الطيور المهددة بالانقراض كنوع كونه متواجد بكثرة لدى عامة الناس في الأقفاص، لكنه مهدد بالانقراض التام من الطبيعة ومكونات مشهد التنوع البيولوجي جراء الصيد الجائر وغير العقلاني المكثف لهذا الطائر، ما جعل المشرع الجزائري يدرجه ضمن الطيور المحمية بموجب القانون، وذلك في المرسوم التنفيذي رقم 12/325 الموافق لـ 24 ماي 2016 الذي يحدد قائمة الأصناف الحيوانية غير الأليفة المحمية.

كما تضم قائمة الطيور المهددة عدة أنواع مثل الهزاز والعصفور التفاح وغيرها.

وفي هذا الجانب أيضا، سجلنا جهودا فردية لبعض الأشخاص الساعين إلى إحداث التوازن البيئي، على غرار ما ذهب إليه السيد بن مختار الذي أشاد بجهود النوي عزيز من باتنة الذي من بين هواياته تربية الطيور التي اقتناها من الأسواق والمحلات المتواجدة عبر التراب الوطني. وقد نجح في تربيتها وتكاثرها فوق سطح منزله الذي حوله إلى ورشة وحقل تجارب، وبعد الاعتناء بطيوره بكل دقة وحزم وصبر فإنه يساهم في إطلاق بعض منها في الطبيعة كلما تضاعف عددها.

العصافير لإبعاد الكآبة.. وتحذيرات من انتقال أمراض الطيور إلى الإنسان

ولم تتوان جهات طبية في التأكيد على وجود عدة أمراض تنتقل من الطيور وتشكل خطرا على صحة المواطن، ما يتطلب إخضاع العصافير للمراقبة البيطرية، خصوصا وأن أكبر كابوس يهددها هو أنفلونزا الطيور وعدة أمراض قد تنتقل من العصافير إلى الإنسان، بحكم أنها تعيش في المحلات والبيوت كطيور زينة، وهنا مكمن الخطورة حسب بعض الأطباء البيطريين الذين حذروا من انتقال الأمراض، وضرورة الوقاية وإخضاع الطيور للمراقبة الطبية لدى المصالح البيطرية. وبعيدا عن هاجس وشبح الأمراض التي قد تتسبب فيها الطيور، إلا أن مبرر الكثير من المولعين بشراء وتربية العصافير هو إذهاب التوتر والكآبة، ما جعل ملاذهم في التسلية بصوت العصافير أو تربيتها، فيها يستغل آخرون توافد الحمام والطيور في الشوارع والساحات العمومية، فيقدمون لها الأكل من خبز وقمح وشعير، في صور تكتسي حلة إنسانية تجمع بين الجمالية وراحة البال، وهو الأمر الذي يقف عليه الكثير يوميا في مختلف ساحات المدن الكبيرة، مثل العاصمة أو قسنطينة وباتنة وعنابة ووهران وغيرها من مدن ولايات الوطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Populiste

    حروب الاسواق و كل رءيس في الجزاءر اختص بتسمية السوق
    قبل الاستقلال سوق الغنم
    بومدين سوق شقق و فيلات الفرنسيين
    شادلي سوق القهوة و الشاي
    بين الشادلي و زروال سوق العقار
    بوتفليقة سوق السيارات
    و الذي ياتي سوف يكون سوق الطيور
    من سوق المواشي الى سوق المتطايرين..روك يوقع حرب بين مستوردي الطيور..اما ckd او skd
    مع دفتر شروط بوشوارب..استراد دجاجة مركبة او بيضة مع اللواحق ذرى و مكملات ..لازم تكون نسبة ماكولات الطيور تكون منتجة محليا..الرءيس المقبل عندوا ما يقضي وقته و تكوين عصابة جديدة الاستراد